بعض أحكام و مسائل الأمطار.

                💧بعض أحكام ومسائل الأمطار💧

• للأمطار تعلق بفنون وأبواب كثيرة من الشرع وعليه فلها أحكام ومسائل من أهمها وأعظمها :

1. ما يتعلق بالاعتقاد ويشمل ذلك أشياء منها :

أ‌. أنه يحرم نسبة إنزال الأمطار لغير الله، قال ﷺ :

” أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ..” الحديث .

والباء هنا في هذا الحديث باء السببية، فمن نسب المطر إلى غير الله تعالى كالنجوم ومنازل القمر فهذا وقع في الشرك وترك نسبة المطر لله تعالى والذي أشار إليه سبحانه وتعالى في قوله :{وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} .

والرزق في هذه الآية هو المطر ، كما قال تعالى: { وينزل لكم من السماء رزقا }.

فمن نسب المطر خلقا ونزولا وإحداثا لهذه الكواكب فهو الذي يقع في الشرك، أما من نسب المطر لله ﷻ وقال إنها تنزل بالعادة في هذه المواسم فهذا ليس عليه شيء فنسبة ذلك موسمًا غير نسبة ذلك خلقا وتقديرا وإحداثا من الله سبحانه وتعالى.

ب. ومما يتعلق بالاعتقاد أن نزول الغيث من مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا الله ﷻ كما قال :

{ وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو }

وقد جاء في السنة أن هذه من مفاتح الغيب .

فلا شك أن وقت إنزال الغيث لا يعلم وقته إلا الله أما التوقعات فلا يجزم بها ولا أعلم احدا على وجه الأرض من العقلاء يجزم بما يقول.

ولكن عندهم دراسات وأجهزة يقيسون بها سمك الغيوم وحركة الرياح ويقولون يتوقع نزول أو مثلا أن تظل البلد غيمة فلانية محملة بالأمطار فهم ينسبون ذلك إلى الآلات والأجهزة بحسب علم معروف عندهم هو علم الأرصاد الجوية، فهذا لا يجزم به على اليقين وإنما يقال حركة السحب أو حركة النجوم كذا وكذا وقد يحتمل أن يكون معها من الأمطار كذا وكذا.

ج. ومن مسائل الاعتقاد وهو حديث مهم وهي سنة لا يعمل بها الآن كثير من الناس، ما ورد عن أنس – رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ :

” أنه قال أصابنا ونحن مع رسول الله ﷺ مطر فحسر رسول ﷺ عن ثوبه حتى أصابه المطر، فقلنا يارسول الله لما صنعت هذا فقال: لأنه حديث عهد بربه تعالى” .

فيحسر الإنسان عن ثوبه ، عن عمامته فيجعل بدنه يصاب بماء المطر ولما سئل عن ذلك قال ﷺ : (حديث عهد بربه ) .

وفيه إشارة إلى علو الله سبحانه وتعالى .

وكذلك أن هذا المطر مطر بركة وهو مخلوق حديث من مخلوقات الله.

والحديث في مسلم وليس عليه إشكال من حيث السند.

والسنة تثبت بفعل النبي ﷺ مرة واحدة وخاصة أن النبي ﷺ علل ذلك أنه ( حديث عهد بربه ) وهذا لا ينقطع فلن يكون حديث عهد بربه مرة واحدة ثم ينقطع فتعليل الحديث بفعله ﷺ دل على الاستمرارية إلى قيام الساعة .

2. ومن المسائل تعلق الأمطار بالدعاء:

أ. وقد كان النبي ﷺ إذا نزل الماء من السماء يقول : ” اللهم صيبا نافعا ” . وفي رواية “اللهم صيّبا هنيئا ” .

يعني أسألك أن تجعله كذلك لأن من الأمطار ما قد يكون معه السيل ومعه الأذى والضرر فيسأل النبي ﷺ ربه أن يكون صيبا نافعا فإذا كان الماء الذي نزل من السماء ماء شديدا وماء قويا كان النبي ﷺ يدعو ” اللهم حوالينا لا علينا ” ” اللهم على الأكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ” فتنفع به الأرض ولا يضر الإنسان.

ب. ومن مسائل الدعاء هل يستجاب الدعاء عند نزول المطر؟

فيه خلاف في صحة الحديث عن النبي ﷺ ، فلو دعا الإنسان لا بأس لكن لايجزم بفضل ذلك لضعف الحديث عند طائفة من أهل العلم.

3. تتعلق كذلك الأمطار في باب الطهارة:

فالوضوء بماء المطر لا حرج فيه فهو طاهر ومُطَهِّر.

4. وتتعلق كذلك الأمطار في باب الأذان:

فقد جاء عن ابن عباس – رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ :

” أنه قال لمؤذنه في يوم مطير لا تقل حي على الصلاة بل قل صلوا في رحالكم أو في بيوتكم” .

وهذا فيه خلاف بين العلماء هل يقول المؤذن بدل حي على الصلاة حي على الفلاح أو يقوله بعد الأذان؟

الأفضل والله أعلم أن لا يدعو إلى الصلاة ويقول بدل ذلك (صلوا في رحالكم) وهذا لا يكون إلا في المطر الشديد الذي يؤذي الناس معه الحضور إلى المسجد.

ويدل هدا الحديث على جواز التخلف عن صلاة الجماعة [في هذه الحال].

5. ومن الأبواب كذلك التي تتعلق بالأمطار:

أ. جمع الصلاة وهذا في حال أن يتوقع الإمام استمرار الضرر حتى قد ينقطع معه الناس عن الجماعة الثانية فيرى جواز جمع الصلاة حتى يكسب الناس أجر صلاة الجماعة في المسجد.

ب. وكذلك من الصلاة صلاة الاستسقاء :

وهي دعاء وصلاة يدعوها الإمام أو من ينوب عنه إذا حصل جدب أو قحط يتوسلون ربهم أن ينزل عليهم من السماء ماء مباركا.

6. ومن تعلق الأمطار بأحكام الزكاة من وجهين:

الأول: أن ترك الزكاة سبب للقحط وقلة المطر وقد قال ﷺ : “ما منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم المطر ” .

الثاني: ما قاله ﷺ : ( فيما سقت السماء أو العيون أو كان عثريا العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر) .

فهذا يبين أن الماء الذي ينزل من السماء يؤثر في نصاب الزكاة.

والله أعلم.

2 تعليقات

  1. لعلكم تضعون الشدة على الياء في حديث ( صيبا نافعا ) اذا كان هذا النطق في جميع الروايات ..والله أعلم ..لعل الشيخ يفتينا

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
8,870المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة