ومعاذَ الله من طالبِ علمٍ هيئ له أسباب الطلب، ويسِّر له طريقُه بأيسر الطرق، وذلِّل له الأشياخ والتلاميذ، حتى إذا ما استوى سُوقه واشتهر سُوقه، وقوي عوده – نالته الدنيا بأسبابها، ونزعته حظوظها إلى دركاتها، فصار الحسد والتنقص أهجورتَه، وحيل بينه وبين العبادة فكانت عبادة العامة خيرًا منه، وكان أخسَّ صفاته البأوُ والكِبر، فمُكر به، وخُدع، وزيَّنت له نفسه غير ذلك، وأنَّى يُدرك – والله الهادي – سبيلَه الهالك؟!