يداوم على القيام بسجدة بعد الصلوات

السؤال

بعد صلاة الفرض والسنة والنفل والدعاء أقوم بالسجود (بعض الأحيان قصير وأحيانا طويل) وأحمد الله وأسأله المغفرة، أشعر بالرضا وراحة البال عندما أفعل هذا.
قال لي شخص بأنّ اتخاذ هذه السجدة عادة أمر ليس جيدا ولا بأس بفعلها بعض الأحيان، أرجو أن تخبرني بالتفصيل، هل أواصل فعلها أم أتوقف؟.

الجواب

الحمد لله

السجود عبادة، والأصل في العبادة المنع والتحريم إلا بدليل، وقد جاء تشريع السجود في الصلاة – فرضا ونفلا -، وكذا سجود السهو – ومنه ما يكون بعد الصلاة -، وسجود التلاوة – عند قراءة آية فيها سجدة، وسجود الشكر وهو ما يفعله المسلم عند تبشيره بنعمة.

وأما السجود لأجل الدعاء أو السجود لحمد الله أو الاستغفار: فإنّه لا يجوز، وخاصة إذا اتُّخذ ذلك ديدنًا وعادةً كما في السؤال.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد “. رواه البخاري ( 2550 ) ومسلم ( 1718 ).

وقد جاءت بعض الأحاديث فيها الوصية بالسجود والإكثار منها، وليس المراد بها إلا السجود في الصلاة، والمراد الإكثار من النوافل، ومنها:

أ. عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: لقيتُ ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعملٍ أعمله يدخلني الله به الجنة – أو قال: قلت بأحب الأعمال إلى الله – فسكت، ثم سألته فسكت، ثم سألته الثالثة، فقال: سألتُ عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: عليك بكثرة السجود لله؛ فإنّك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة، قال معدان: ثم لقيتُ أبا الدرداء فسألتُه فقال لي مثل ما قال لي ثوبان. رواه مسلم ( 488 ).

ب. عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنتُ أبيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيتُه بوضوئه وحاجته فقال لي: سل، فقلت: أسألك مرافقتَك في الجنة، قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود. رواه مسلم ( 489 ).

* قال النووي:

فيه قوله صلى الله عليه وسلم: ” عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة “، وفي الحديث الآخر: ” أسألك مرافقتك في الجنة قال: أو غير ذلك، قال: هو ذلك, قال: فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود “: فيه الحث على كثرة السجود, والترغيب, والمراد به السجود في الصلاة. ” شرح مسلم ” ( 4 / 206 ).

* وقال ابن القيم:

… وبأنَّه أوصى: ” مَن سأله مرافقتَه في الجنَّة بكثرة السجود “، وهو الصلاة، وكذلك قوله في الحديث الآخر: ” عليك بكثرة السجود؛ فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة “. ” مفتاح دار السعادة ” ( 1 / 119 ).

 

والله أعلم.

 

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة