هل يجوز للمرأة أن تعمل من بيتها في إذاعة عبر الإنترنت تستضيف الرجال في برامجها؟

السؤال

طرحت سؤالًا من قبلُ عن ” هل يجوز للمرأة أن تقوم باستضافة برامج عبر راديو الإنترنت عن التاريخ الإسلامي “، لكني نسيت أن أذكر أن هذه البرامج بما أنها ستكون عبر الإنترنت فإنها ستكون في المنزل ولن يكون هناك اختلاط بين الرجال والنساء، لكن يمكن أن يكون هناك ضيف رجل في البرنامج لكنه سيكون موجودًا عبر الإنترنت.

الجواب

الحمد لله

ذكرنا في جواب سابق تحريم عمل المرأة مذيعة في الإذاعة، ومن المخالفات التي تقع المرأة بسبها في عملها هذا اختلاطها بالرجال واحتمال حصول الخلوة المحرمة وترقيق صوتها والخضوع بالقول، فإذا عملت المرأة في إذاعة عبر الإنترنت وهي في بيتها زال المحذور الأول والثاني، وبقي المحذور الثالث، وهو ترقيق صوتها والخضوع بقولها، فإذا لم يكن هذا منها: فنرجو أن لا يكون بأس بعملها ابتداءً.

وواقع العمل في تلك الإذاعة قد يجعل القول بالجواز محل نظر وتأمل، فقد يكون من عمل المرأة أن تتكلم وحدها مع ضيف من الرجال لبرنامجها، وهذا لا شك أن فيه مفسدة ظاهرة، وطريق للفتنة للطرفين، كما أنها قد تناقش ضيفها من الرجال على مسمع من الناس بالأخذ والرد، والمخالفة والموافقة، وكثرة هذا الأمر لا شك يؤثر على حيائها، ويُكسبها صفات الرجال، ومن يعرف حال المذيعات ومقدمات البرامج الحوارية لا يخالف في هذا.

لذا فإننا نحصر الجواز في عمل الأخت المسئول عن عملها إن كانت برامجها تخلو من استضافة الرجال، ولتستضف في برنامجها النساء فقط، ولتدع مهمة استضافة الرجال للرجال أنفسهم.

فإذا التزمت الأخت بعدم ترقيق صوتها وبعدم استضافة الرجال في برامجها: فنفتي لها بالجواز وإلا فلا؛ لما نراه من فتن تعصف بالرجال والنساء، وقد زادت الأمور عن حدِّها، فلن نكون جزء من أسباب ذلك إن شاء الله، والمرأة العاقلة تعلم أن هذا المنع يصب في صالح دينها وعرضها، ويحافظ على استقامتها وحيائها.

ونرجو أن تجتمع مجموعة من الأخوات طالبات العلم لاستثمار هذه الإذاعة في إصلاح بيوت المسلمين، وإصلاح النساء خاصة، ويلتزمن بضوابط الشرع في عملهن، ولعلهنَّ أن يرين من الخير والنفع الشيء الكثير العظيم، وما أحوج كثير من النساء لمخاطبة امرأة طالبة علم لتشكو لها همَّها أو تستشيرها في أمر نفسها، أو تسألها عمَّا يستحيي من سؤال الرجال عنه، فوجود مثل أولئك الأخوات اللاتي يخصصن حديثهم وبرامجهن للنساء فقط أنفع، وأبعد عن المخالفات الشرعية.

 

– ونسأل الله تعالى أن يحفظ أعراضنا، وأن يوفقنا لما فيه رضاه.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة