هل يعتكف في العشر الأواخر وحده أم يرجع عند أهله ويتعبد معهم؟

السؤال

أسافر كل يوم لمسافة حوالي ( 122 كيلومتر )  للذهاب إلى العمل، لكن أثناء رمضان أبقى في المدينة حيث أعمل، وذلك من الاثنين إلى الجمعة، ولا أذهب لرؤية أهلي طوال الأسبوع، فهل يجوز لي الصوم أثناء الرحلة؛ لأنها ليست رحلة شاقة خلال هذه الأيام؟ وهل صومي صحيح؟ وإذا أخذت آخر عشرة أيام من رمضان إجازة من العمل, فهل أعتكف في نفس المدينة أم أعتكف مع أسرتي التي لم أتمكن من قضاء وقت كثير معها؟ وأيضًا لمساعدة زوجتي في أعمال البيت لأنها تتعب جدًّا ولا يمكنها أداء كثير من العبادة، فهل الأفضل لي الاعتكاف أم قضاء الوقت مع أسرتي والتعبد معا؟, والسلام عليكم.

الجواب

الحمد لله

أولا:

المسافر من الذين رخَّص الله لهم الفطر في رمضان، قال الله تعالى: ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) [ البقرة / من الآية 185 ], ولا فرق بين أن يكون السفر شاقا أو سهلا، ولا بين أن يكون طويلا أو قصيرا.

* وهل الأفضل له أن يصوم أو يفطر؟.

والجواب:

الأفضل له الصيام إلا إذا وجد مشقة فالأفضل الفطر.

ثانيا:

والأفضل لك أيها الأخ الفاضل أن ترجع لأهل بيتك وتقيم بينهم لمساعدة زوجتك على شئون البيت؛ ولإعانتها على القيام بالطاعة واستغلال العشر الأواخر، وبقاؤك بين أهل بيتك لحثهم على الطاعة والعبادة خير من اعتكافك وحدك مع حرمانهم منها بسبب بعدك، وقد أخبرت عائشة – رضي الله عنها – عن حال النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر ومنه: ” أيقظ أهله ” أي: أيقظهم للطاعة والعبادة والصلاة والدعاء، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ليعتكف ويترك أهل بيته دون عناية ورعاية، وقد ثبت أنه كان يدخل رأسه لبيت عائشة لتمشطه، وثبت أن صفية – رضي الله عنها – زارته وهو معتكف، وثبت أنهن اعتكفن معه، والاعتكاف عبادة خاصة غير متعدية، والذي ننصحك به هو من الأفعال المتعدية في نفعها لغيرك، ولن تُحرم أجر طاعتهم، ولن تَحرم نفسك من العبادة، إذ يمكنك مصاحبة أهل بيتك لقيام الليل في المساجد، ويمكنك إيقاظهم آخر الليل للدعاء وقراءة القرآن، وهذا خير يعمك ويعم أهل بيتك، فننصحك بالرجوع إلى أهلك والبقاء في العشر الأواخر بينهم، وحثهم على الطاعة والعبادة، ويمكنك إذا رأيت استقامة حال أهلك، والتزامهم بالطاعات أن تعتكف بعض الليالي في مسجد حيك، فتجمع بين أنواع الطاعات، وتصيب خيراً عظيماً إن شاء الله، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يتقبل منك ومن أهل بيتك.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة