حكم التدخين عن طريق ” الأرجيلة ” – الشيشة – وبيان مضار ذلك

السؤال

هل الشيشة حرام؟ وماذا لو أن الشخص لم يستخدم أي نوع من أنواع التبغ، وإنما يستخدم ماء الورد، فهل ما تزال حراماً كذلك؟.

الجواب

الحمد لله

أولًا:

مما لا شك فيه أن ” الدخان ” من أخبث السموم التي تكالب كثير من الناس على تناوله، غير عابئين بما يسببه من الأمراض، والتي تؤدي إلى موت كثيرين منهم، وقد ذكرت ” منظمة الصحة العالمية ” في تقريرها لعام 2008 م: أنّ تعاطى ” التبغ ” يقتل بالفعل 5.4 مليون نسمة سنويًّا!، أي: بمعدل 14.000 شخصًا تقريبًا كل يوم!، وأنه ما لم تتخذ إجراءات عاجلة: فإن التبغ سيقتل 10 مليون شخص سنويًّا بحلول عام 2020 م!

ثانيًا:

و ” التبغ ” – ومثله ” الجراك ” و ” المعسِّل ” – الذي يدخَّن عن طريق ” الشيشة ” – الأرجيلة – لا يختلف عن تبغ السجائر العادية الملفوفة بالورق، بل فيه من السوء ما ليس في السجائر.

* وجاء في موقع ” جمعية مكافحة التدخين ” في البحرين ما نصه:

مكونات الشيشة:

لا تختلف هذه المكونات عن مكونات تبغ السجائر، ودخانها, حيث أن بها ما لا يقل عن 4000 مادة سامَّة, أهمها: النيكوتين، وغاز أول أكسيد الكربون، والقطران، والمعادن الثقيلة، والمواد المشعة، والمسرطنة، والمواد الكيميائية الزراعية، ومبيدات الحشرات، وغيرها الكثير من المواد السامَّة.

تدَّعي بعض شركات إنتاج التبغ إزالة كل أو معظم مادة القطران من تبغ الشيشة, كما أنه يضاف إلى تبغ الشيشة العديد من المواد المنكهة مجهولة التركيب, ونجهل مقدار ضررها.

ما يقال عن التدخين عن طريق الشيشة – أو النارجيلة – باستخدام التبغ، أو الجراك، أو المعسِّل بأنه خالي من الخطر: غير صحيح البتة، فقد أثبتت أحد الدراسات على مدى أربع سنوات في المملكة العربية السعودية بأن المعسِّل هو عبارة عن تبغ خالص, مع كميات كبيرة من الأصباغ، والألوان، والنكهات التي تخلط من غير أي رقابة صحية، وثبت أنها تسبب مختلف الأمراض والسرطانات.

ويحتوي ” الجراك ” على 15 % من التبغ الذي يخلط ببعض العسل، والفواكه، والمضافات الكيمائية التي تطبخ، وتخمَّر. انتهى.

http://www.antismokingbh.org/fact8.asp

ثالثًا:

ويعتقد بعض السذَّج من الناس أن تناول هذه النبتة عن طريق ” الأرجيلة ” – الشيشة – حلال! لأن الدخان يمرُّ عبر ماء الأرجيلة! وهذا بعيد جدًّا عن الصواب، وأما أهل الخبرة فيقولون:

  1. تدخين رأس واحد للأرجيلة يعادل تدخين عشرة سجائر على الأقل.
  2. الاحتراق الجزئي للمعسِّل يزيد من المواد السامة في الأرجيلة.
  3. استعمال الأرجيلة من قبل أشخاص متعددين يزيد من انتقال الأمراض المعدية بينهم.
  4. الماء لا يُفلتر المواد السامة والمسرطنة التي يحتويها تبغ الأرجيلة.

* وجاء في موقع ” جمعية مكافحة التدخين ” في البحرين ما نصه:

هناك اعتقاد لدى الكثيرين بأن تدخين ” الشيشة ” أقل ضررًا من السيجارة, وذلك بسبب الاعتقاد السائد بأن مرور الدخان من خلال الماء الموجود في الشيشة يعمل على ترشيح الدخان من المواد الضارة وبالتالي تقليل الضرر الناجم عن تدخين الشيشة، وقد تبيَّن خطأ هذا الاعتقاد من خلال تحليل الدخان الخارج من فم مدخن الشيشة على أنه يحتوي على نفس المواد الضارة، والمسرطنة الموجودة في دخان ” السجائر “، كما أثبتت الدراسات أن التدخين بالشيشة:

  1. يسبِّب الإدمان.
  2. يقلل من كفاءة أداء الرئتين لوظائفهما, ويسبب انتفاخ الرئة ” الإنفزيما “، والالتهاب الشعبي المزمن، وهذا المرض يحد من قدرة الإنسان على بذل أي مجهود كلما تفاقم.
  3. يؤدي إلى حدوث سرطانات الرئة، والفم، والمريء، والمعدة.
  4. يؤدي إلى ارتفاع تركيز غاز أول أكسيد الكربون في الدم.
  5. يؤدي إلى تناقص الخصوبة عند الذكور، والإناث.
  6. يساعد على ازدياد نسبة انتشار ” التدرن الرئوي ” عند مستخدمي الشيشة.
  7. عند النساء المدخنات للشيشة أثناء الحمل يؤدي إلى تناقص وزن الجنين, كما يعرض الأجنَّة إلى أمراض تنفسيَّة مستقبلًا، أو إلى حدوث الموت السريري المفاجئ بعد الولادة.
  8. انبعاث الروائح الكريهة مع النفَس، ومن الثياب، كذلك من التأثيرات الأخرى، كبحة الصوت, واحتقان العينين, وظهور تجاعيد الجلد، والوجه خصوصًا في وقت مبكر.
  9. هذا علاوة على كون تدخين الشيشة يعتبر أحد أهم ملوثات الهواء في غرف المنازل، وقريبًا من المقاهي حيث يوجد عدد كبير من المدخنين. انتهى من الرابط السابق.

ولذا كان تحريم استعمال التدخين عن طريق الأرجيلة – الشيشة – هو المتعيّن.

* سئل الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله -:

عن الفرق بين شرب الدخان بورقه الملفوف، وشرب الجراك في الشيشة … إلخ؟.

فأجاب:

والدخان خبيث – بلا شك -؛ ولما فيه من الإخلال بالصحة، وإضاعة المال المنهي عنها.

إذا ثبت هذا: فلا فرق بين شربه في أوراقه المعدة له، وفي غيرها، كالشيشة الخبيثة، وسواء كان ورق الدخان المشروب خالصُا، أو مخلوطًا بغيره كالجراك: فإنه مخلوط بالدخان الخبيث، والأسماء لا تغير الحقائق، وإذا خلط الشيء المحرم بغيره: فتحريمه باق بحاله، وفي الحديث: ( يأتي في آخر الزمان أناس يشربون الخمر ويسمونها بغير اسمها ) – رواه أحمد، وصححه الألباني في ” الصحيحة ” ( 414 ) -.

” فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم ” ( 12 / 90 ).

* وقال علماء اللجنة الدائمة:

الشيشة، والنرجيلة، والدخان: من الخبائث، وهي محرمة؛ لما فيها من الأضرار على البدن، والمال، قال الله تعالى في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا ضرر ولا ضرار )، فلا يجوز استعمال هذه الأمور، ولا بيعها، ولا ترويجها.

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ صالح الفوزان، الشيخ بكر أبو زيد. ” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 26 / 351 ).

رابعًا:

وأما سؤالك عن استعمال الشيشة من غير وضع ” تبغ ” بل ” ماء ورد ” فقط: فهو ما لا نعرفه، ولا نتخيل وجوده، فما هي المادة المحترقة؟ وماذا ستستنشق؟ والحكم على الشيء فرع عن تصوره، فنرجو توضيح الأمر في مرة قادمة.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة