هل ورد في القرآن متى يخرج المهدي لإنقاذ المسلمين؟

السؤال

هل ورد في القرآن متى يخرج المهدي لإنقاذ المسلمين؟

الجواب

الحمد لله

أولًا:

يجب أن يعلم المسلم أن الكتاب والسنة في منزلة واحدة من حيث الاحتجاج، وتقسيم الأصوليين المتأخرين بأن السنة في منزلة ثانية بعد كتاب الله لا دليل عليه شرعًا، بل دل الشرع على أن الكتاب والسنة في مرتبة واحدة.

عن المقدام بن معد يكرب عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أنه قال: ” ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه  لا يوشك رجلٌ شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه “. رواه أبو داود ( 4604 ).

ثانيًا:

أمر الله بطاعة الرسول طاعة مستقلة فقال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [ النساء / 59 ]، وقال تعالى:{ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } [ الحشر /  7 ].

وطاعة الرسول يقتضي طاعته بما ورد في السنة من غير تفريق بين آحاد أو متواتر.

ثالثًا:

لم يرد في القرآن متى سيخرج المهدي ولكن لا بد من التنبيه على أمور: 

  1. خروج المهدي هو من العلامات الصغرى أو بالأصح آخر العلامات الصغرى فخروجه وسط بين الصغرى والكبرى.
  2. أنكر بعض العلماء المتأخرين خروج المهدي عندما ادعاه كثير من الناس لنصر أغراضهم الشخصية كالقاديانية والبهائية وغيرها من الطوائف المنحرفة فأدى ذلك ببعض العلماء أن يردوا أحاديث المهدي أو يؤولوها بأن المقصود بالمهدي نزول عيسى في آخر الزمان، واستدل بعضهم بحديث ورد مرفوعا وهو: ” لا مهدي إلا عيسى بن مريم “. وهو حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

انظر ” السلسلة الضعيفة ” ( 1 / 175 ) للعلامة الألباني رحمه الله.

  1. وقد ألف كثير من العلماء المسلمين في إثبات خروجه وجعلوا ذلك من عقيدة المسلم كالسفاريني في كتابه ” لوامع الأنوار البهية ” ( 2 / 70 ).
  2. ثبت في السنة أن نزوله يوافق نزول عيسى عليه السلام أو قبله بقليل، وذلك يكون عند فساد أهل الزمان وكثرة الفتن والشرور.

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: ” والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكًم بن مريم حكمًا عدلا فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها، ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم:{ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدًا } [ النساء / 159 ]. رواه البخاري ( 3264 ) ومسلم ( 155 ).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: ” لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي “.

رواه الترمذي ( 2235 )، قال أبو عيسى  هذا حديث حسن صحيح.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول: سمعت النبي  صلى الله عليه وسلم  يقول: ” لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى بن مريم  صلى الله عليه وسلم  فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة”. رواه مسلم ( 156 ).

– والأمير المذكور في الحديث هو المهدي.

  1. على المسلم أن لا ينتظر خروج المهدي بل عليه أن يسارع ويجتهد ويعمل بجد ونشاط لنصر الدين، وأن يقدم ما يستطيعه للدين، وأن لا يعتمد على خروج المهدي أو غيره، بل يُصلح نفسه وأسرته ومن حوله، وبالتالي إن لقي الله لقيه وقد أعذر من نفسه.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة