محجبة وتبحث عن زوج مناسب، وتجد بعض المضايقات.

السؤال

اتهَمُ بالبحث عن صديق أثناء ارتدائي الحجاب بشكل متكرر. وأنا, شخصيا, لا أظن أن ارتداء الحجاب يجب أن يمنعني من اختيار شريك حياة يناسبني. وعندما أجده, سأقدمه لوالديّ وسأطلب منهما أن يبديا رأييهما فيه. ويقول البعض “أن عدم ارتدائي للحجاب بتاتا هو أفضل مما أقوم به”.  فهل الحق معي في قولي بأن الإسلام لا يمنع أي فتاة من البحث عن شريك مناسب, وأن ارتداء الحجاب لا دخل له في ذلك؟

الجواب

الحمد لله

أولًا:

لا بد أن تعلم المسلمة أنه يجب عليها أن تتحجب وأن تلتزم بالحجاب الشرعي، ولبس الحجاب ليس هو اختيار للمرأة متى أرادت أن تتحجب فعلت، ومتى لم ترد لا تفعل، بل هي مأمورة بالحجاب في كل وقت ولا يجوز لها أن تتبرج، والتبرج كبيرة من الكبائر يستوجب فاعلُه عقابَ الله وعذابه، والمرأة كما يقال هي جوهرة فمتى تعرضت للناس وتبرجت: فقدت قيمتها.

فأنصح السائلة وكل مسلمة أن تلتزم بالحجاب الشرعي فهو مرضاة لله وطاعة له سبحانه وتعالى وهو سبب لتوفيق الله لعبده وتيسير أموره.

ثانيًا:

أما الزواج فإنه قد يصبح واجبًا إذا تاقت نفس الرجل والمرأة إلى الزواج، وخافا من الوقوع في الفاحشة، وهو سنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

قال تعالى:{ ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية } [ الرعد / 38 ].

ثالثًا:

هناك فرق بين أن تبحث المسلمة عن زوج وتتعرض في ذلك للرجال، وبين أن تجده مصادفة، فالأول: ينافي الحياء، فالمرأة مطلوب منها أن تتخلق بخلق الحياء وهو زينة للمرأة وجمال فيها أن تتخلق به وهو أمر يضرب فيه المثل كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وإذا كره شيئا عرف في وجهه “.  رواه البخاري ( 5751 ) ومسلم ( 2320 ).

وتستطيع المرأة أن تلجأ إلى شيء أفضل من ذلك وهو الدعاء أن ييسر الله لها رجلا طيبا صالحا، والدعاء من أفضل ما تسلح به المسلم وأفضل ما التجأ إليه المسلم في طلب الحاجات وقضاء المطلوبات، ثم أن تُكلم الأخت المسلمة التي ترغب بالزواج بعضَ أخواتها المسلمات ممن تثق بدينها وأماناتها أن تدل من يسأل أو يبحث من الشباب المسلم عن فتاة مسلمة  يرغب بالزواج منها فهذا أفضل من أن تتعرض لأمر ينافي الحياء.

رابعًا:

لا شك أن من نصحكِ بخلع الحجاب وأنه أفضل من ارتدائه : أنه مخطئ، وما صدق في النصح بل نطق الشيطان على لسانه، وكيف تترك المرأة دينها وحجابها وتتخلى عن أمر أمرها الله به إن تركته تستوجب سخط الله وعقابه وعدم توفيقه؟

فعلى المسلمة أن تتمسك بهذه الفضيلة التي تركتها كثير من المسلمات، فهو شعار المسلمة، ودليل التزامها وصدق إيمانها وتقواها.

فأنصح الأخت السائلة أن تتقي الله وأن تتمسك بالحجاب والله سبحانه وتعالى سوف يوفقها وييسر لها أمور حياتها والله المستعان.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة