بيني وبين الشيخ عبد العزيز الطريفي في بيتنا

لم أتخيل يوما ان التقي بقامة من قامات العلم والحفظ، حتى جاء ذلك اليوم الذي استقبل فيه الوالد – الشيخ احسان العتيبي – العلامة المحدث عبد العزيز الطريفي مع جمع غفير من طلبة العلم على سطح بيت الوالد، وكما علمنا والدنا الكريم – حفظه الله – على استقبال الضيوف بحفاوة وترحيب حار، قمت بالترحيب بالضيوف مع إخوتي، والسلام على المشايخ بعد أن جلسوا فردا فردا، ولم أكن أعرف الشيخ الفاضل آن ذاك؛ فلم يكن وقتها معروفا كحاله الآن، 

 ولم يكن له ذلك الحضور، فبينا أنا أسلم إذا بالشيخ يشدني من يدي ويجلسني بجانبه، ثم بادر متسائلا ما اسمك؟

فأجبته: أنا بدر بن إحسان العتيبي. 

فقال: ماذا تحفظ؟

فقلت: أحفظ القرآن الكريم والصحيحين ولله الحمد. 

فقال: سأسألك ولك خمسون دينارا بكل آية تجيبها، وخمسة وعشرون دينارا بكل حديث.

وهنا قال الوالد حفظه الله – ممازحا – للشيخ: 

(خمسين دينار أردني ولا عراقي)؟!

فقال الشيخ: (لا أردني طبعا) واعتلى وجهه الضحك، فقال لي اقرأ من قوله تعالى: {وما من دابة في الأرض …}، فأكملتها، وضمنت الخمسين دينارا الأولى، (ولا أخفي فرحي بضماني أن الذي سأحصل عليه سيكون بالاردني). 

فقال لي: اقرأ الآية التي بعدها، فقرأت والتي بعدها فقرأت، فقال اقرأ {أم يقولون افتراه} الصفحة التي بعدها، فقرأت الآيتين، فقال اقرأ حديث: [المسلم من سلم …] فأكملته، فقال اقرأ [إن الله تجاوز لي عن أمتي …] فأكملته، فقال لي: خديجة ابنة النبي أم اخته؟ 

فقلت: بل هي زوجته، فقال لي: أحسنت، لك عندي ٢٧٥د 

اعطوه ٣٠٠د.

ففرحت بالمبلغ كثيرا واشتريت به غرفة نوم لي 

وهذه صورة من كرم الشيخ وجوده. 

ثبته الله وفك الله كربه

وعلق والدي – حفظه الله – على جائزة الشيخ الطريفي بقوله :

انظر فقه الشيخ وفقه الله حيث جعل جائزة الحديث على النصف من جائزة القرآن لما بينهما من الفرق في المنزلة – لا في التشريع والأحكام – فلله دره.

6 تعليقات

  1. ما شاء الله عليكم .. ☝️

    اثلجتم صدري بهذا الكلام الجميل .. ❤

    وحفظ الله الشيخ عبد العزيز الطريفي .. 🤲

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
8,880المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة