هل سوء أخلاق أخيها يمنع من التزوج بها؟

السؤال

السؤال:

أنا شابة مسلمة، ومن أسرة مسلمة والحمد لله، ولكن لي أخ منحرف للأسف، ترك دراسته واتبع رفاق سوء، حتى صلاته تركها، وبسبب أعماله حتى الخطَّاب أصبحوا يفرُّون عند السماع به، فماذا يكون موقفنا من هذا الأخ – علما بأننا ننصحه دائما ولكن لا يأتينا منه إلا المشاكل -؟ .

حالي صعب يا شيخ، بالله عليك ادع لأخينا هذا بالهداية.

الجواب

الجواب:

الحمد لله

أولًا:

فيما يتعلق بأخيك فإنه يجب عليه أن يتقي الله تعالى، وأن يرجع إلى دينه، ويجب أن يعلم أنه بتركه للصلاة قد خرج من الإسلام، وأنه لو مات لا يُغسَّل ولا يُدفن في مقابر المسلمين، وأنه لا يرث أحدًا من المسلمين، وأنه لا يحل تزويجه بمسلمة، وأنه لو ذبح فلا تؤكل ذبيحته، هذه بعض أحكام أخيك التي ترتبت عليه بعد تركه للصلاة، وينبغي له أن يخاف على نفسه من أن يموت على هذه الحال، فلعله إن علَم حكمه في الدنيا والآخرة أن يتوب ويرجع إلى دينه.

ثانيًا:

وفيما يتعلق بأهلك فإنه يجب عليهم مداومة النصح لأخيك، وحثه على الخير، وقد يكون ما حدث له نتيجة تقصير منهم، فعليهم أن يتداركوا هذا التقصير بمداومة أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.

ثالثًا:

وفيما يتعلق بكِ فإنه يجب عليك ما يجب على أهلك من نصح أخيك وتحذيره من عاقبة مخالفته للشرع، ولا بأس أن تذكري له أن من شؤم معاصيه تعطيل زواجك، فلعل ذلك أن يكون له من الروادع عن أفعاله.

رابعًا:

وفيما يتعلق بالخطَّاب فإننا لا نرى لتركهم خطبتكِ وجهًا، وذلك من جوانب متعددة:

  1. أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد تزوجوا من نساء مؤمنات صالحات، وقد كان كثير من أهاليهن لا على المعاصي فحسب بل كانوا على الشرك ومحاربة المسلمين، ولم يكن ذلك مانعاً لهم من التزوج بهن.
  2. أنه ينبغي للخطَّاب من أهل الخير والصلاح أن يقدموا على خطبة الأخوات الصالحات اللاتي يعشن في ظروف أسرية صعبة من انحراف الأب أو الأم أو الإخوة والأخوات؛ لِما فيه من إنقاذ هذه الأخت الصالحة من تلك البيئة؛ ولما قد يؤدي ترك خطبتهن من احتمال تأثرهن ببيئتهن، وأنتِ ليس عندك في البيت أحدٌ على المعصية إلا أخ واحد، وهذا ليس بعذرٍ لأحدٍ أن يترك خطبتك لهذا السبب.
  3. أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى بنكاح ذات الدين، ولم يأتِ في الشرع التحذير من التزوج من المرأة الصالحة في البيئة الفاسدة إلا في أحاديث ضعيفة جدًّا كمثل الحديث المشهور ” إياكم وخضراءُ الدِّمن فقيل: ما خضراء الدِّمن؟ قال: المرأةُ الحسناء في المنبت السوء “.

قال الحافظ العراقي في ” تخريج إحياء علوم الدَّين ” ( 2 / 42 ): ضعيف، وقال الألباني في ” السلسلة الضعيفة ” ( 14 ): ضعيف جدًّا.

  1. ونحن نسأل هؤلاء الممتنعين: ماذا لو كان حالكم أنتم مثل حال هذه الأخت؟ فقد يكون لكم إخوة أو أخوات ليسوا على خلق حسن، فلماذا تتقدمون لخطبة أخوات صالحات؟ وهل يجوز للمخطوبات عدم الموافقة عليكم بسبب حال بعض أهلكم؟!.
  2. ونقول لهؤلاء الإخوة: إنه قد يكون زواجكم بهذه الأخت سببًا لهداية أخيها، وقد يكون هذا الخاطب هو مفتاح هدايته.

ونسأل الله تعالى أن يهدي أخاك، وأن يصلح حاله ، وأن ييسر لك زوجًا صالحًا، وأن يرزقك ذرية طيبة.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة