هل ورد حديث في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرة؟

السؤال

قرأت في أحد الكتب أنّك إذا صليت على النّبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة 1000 مرة فإنّك لن تموت حتى ترى مكانك في الجنة فهل هذا صحيح؟ إذا كان صحيحًا فأرجو أن تعطيني دليلا.

الجواب

الحمد لله

الحديث غير صحيح، وهو من الأحاديث التي يُعرف كذبها من غير النظر في إسنادها؛ لما فيها من مبالغات ومجازفات؛ ولما يُعرف من عدم روايتها من الأئمة ولا العمل بها من المسلمين.

*قال ابن القيم:

وروى العشاري من حديث الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله: ” مَن صلَّى عليَّ في يومٍ ألف مرَّةٍ لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة “.

* قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتاب ” الصلاة على النبي “:

لا أعرفه إلا من حديث الحكم بن عطية قال الدارقطني: حدَّث عن ثابت أحاديث لا يتابع عليها، وقال الإمام أحمد: لا بأس به إلا أنّ أبا داود الطيالسي روى عنه أحاديث منكرة، وقال: وروي عن يحيى بن معين أنه قال هو ثقة. ” جلاء الأفهام ” ( ص 67 ).

* قال ابن الجوزي – في ترجمة الحكم بن عطية -:

يروي عن ثابت وابن سيرين، كان أبو الوليد يضعفه، وقال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به ليس بالمتقن، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: حدَّث عن ثابت أحاديث لا يتابع عليها، وقال أحمد: لا بأس به، قد روى عنه وكيع، إلا أنّ أبا داود الطيالسي روى عنه أحاديث منكرة، وقال يحيى: هو ثقة. ” الضعفاء والمتروكين ” ( 1 / 228 ).

* ويُقدَّم تجريح الأئمة المجرِّحين للحكم بن عطية على توثيق يحيى بن معين.

*والحديث:

قال عنه الشيخ الألباني إنّه رواه أبو حفص بن شاهين في كتابه: ” الترغيب ” (ق 261 / 2 ) وقال: إنّه منكر، وانظر ” السلسلة الضعيفة ” ( 5110 )، و ” ضعيف الترغيب والترهيب ” ( 1 / 513 ).

* ويغني عن هذا ما صحَّ من الأحاديث في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم =، ومنها:

أ. عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ فإنه من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنّها منزلة في الجنّة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة “. رواه مسلم ( 384 ).

ب. عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، قال أبي: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذا تُكفى همَّك ويُغفر لك ذنبُك. رواه الترمذي ( 2457 ) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

* ومما جاء في الترغيب في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة:

ج. عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إنّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه؛ فإنّ صلاتكم معروضة علي، قال: قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت – يقولون: بليت -؟ فقال: إنّ الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء “. رواه أبو داود (1047) والنسائي ( 1374 ) وابن ماجه ( 1085 )، والحديث: صحَّحه ابن حبان ( 910 ) وابن خزيمة ( 3 / 18 ) والحاكم ( 4 / 604 ).

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة