هل الاشتراك بحملات ” شهر صحة الأسنان ” و ” شهر سرطان الثدي ” من البدع؟

السؤال

تقوم بعض المنظمات في محاولة تثقيف العوام عن طريق الحملات التعليمية، وكما تعلمون أن في هذا الشهر سيكون أسبوع ” التوعية الإسلامية ” عبر الحُرم الجامعية في أمريكا الشمالية , حيث أن الطلبة المسلمين يقومون بالدعوة والتعليم، أما بالنسبة لكندا: فإن عندها شهر التوعية لخلْق وعي عند المسلمين هناك، وتستخدم منظمات الصحة هذه المنهجية أيضًا, مثل أن هناك شهر التوعية عن ” سرطان الثدي “, و شهر توعية ” صحة الأسنان “، وعندنا ” يوم الأرض ” ليذكرنا بمسؤوليتنا حيال الأرض، فما حكم مثل تلك الحملات, هل تدخل في البدعة؟.

الجواب

الحمد لله

الذي يظهر لنا هو جواز الاشتراك في هذه الحملات، وليس فيها تشبه بالكفار فيما يختصون به، ولا بدعة، حيث يخلو منها جانب التعبد، كما أنها ليست تتكرر كل عام بالاسم نفسه، وإلا كانت ” أعيادًا ” محرَّمة، كعيد الأم، والعيد الوطني، وغيرهما.

  1. قال علماء اللجنة الدائمة – وقد سئلوا عن التفريق بين بدعية ” المولد النبوي “، و ” عيد الأم “، وبين جواز ” أسبوع الشجرة “، و ” أسبوع المساجد ” -:

أولًا: العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد، إما بعود السنَة، أو الشهر، أو الأسبوع، أو نحو ذلك، فالعيد يجمع أمورًا، منها: يوم عائد، كيوم عيد الفطر، ويوم الجمعة، ومنها: الاجتماع في ذلك اليوم، ومنها: الأعمال التي يُقام بها في ذلك اليوم، من عبادات، وعادات.

ثانيًا: ما كان من ذلك مقصودًا به التنسك، والتقرب، أو التعظيم، كسبًا للأجر، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية، أو نحوهم من طوائف الكفار: فهو بدعة، محدثة، ممنوعة، داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه البخاري ومسلم، مثال ذلك: الاحتفال بعيد المولد، وعيد الأم، والعيد الوطني؛ لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله، ولما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار، وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلًا لمصلحة الأمة، وضبط أمورها ، كأسبوع المرور، وتنظيم مواعيد الدراسة، والاجتماع بالموظفين للعمل، ونحو ذلك مما لا يفضي به إلى التقرب، والعبادة، والتعظيم بالأصالة: فهو من البدع العادية، التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )، فلا حرج فيه، بل يكون مشروعًا. الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي. ” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 3 / 88، 89 ).

  1. * وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:

عن الفرق بين ما يسمى بـ ” أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى “، والاحتفال بـ ” المولد النبوي “، حيث يُنكر على من فعل الثاني، دون الأول؟.

فأجاب:

الفرق بينهما – حسب علمنا – من وجهين:

الأول: أن أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى لم يُتخذ تقربًا إلى الله عز وجل، وإنما يقصد به إزالة شبهة في نفوس بعض الناس في هذا الرجل، ويبين ما منَّ الله به على المسلمين على يد هذا الرجل.

الثاني: أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لا يتكرر ويعود كما تعود الأعياد، بل هو أمرٌ بين للناس، وكتب فيه ما كتب، وتبين في حق هذا الرجل ما لم يكن معروفًا من قبل لكثير من الناس، ثم انتهى أمره.

” مجموع فتاوى الشيخ العثيمين ” ( 2 / 300 ).

  1. وسئل الشيخ – أيضًا -:

عن حكم إقامة الأسابيع كـ ” أسبوع المساجد “، و ” أسبوع الشجرة “؟.

فأجاب:

هذه الأسابيع لا أعلم لها أصلًا من الشرع، وإذا اتُخذت على سبيل التعبد، وخصصت بأيام معلومة تصير كالأعياد: فإنها تلتحق بالبدعة؛ لأن كل شيء يُتعبد به الإنسان لله عز وجل، وهو غير وارد في كتاب الله، ولا في سنَّة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فإنه من البدع، لكن الذين نظموها يقولون: إن المقصود بذلك: هو تنشيط الناس على هذه الأعمال، التي جعلوا لها هذه الأسابيع، وتذكيرهم بأهميتها. و

يجب أن يُنظر في هذا الأمر، وهل هذا مسوغ لهذه الأسابيع، أو ليس بمسوغ.

” مجموع فتاوى الشيخ العثيمين ” ( 2 / 300، 301 ).

فالظاهر: جواز المشاركة في هذه الحملات، مع الأخذ بعين الاعتبار: عدم الوقوع في المحرمات، كالاختلاط بين الرجال والنساء، وككشف الرجال على النساء، وكشف النساء على الرجال خلال الحملات الطبية، وغيرها.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة