زوجها يحتقرها ولا يعطيها حقها ويشاهد المنكرات!.

السؤال

المشكلة أن زوجي يحتقرني منذ سنوات ولا يعطيني حقي الجسدي ولا حتى القبلة ويشاهد أفلامًا جنسية وعندي أبناء وأعتقد أن الطلاق ليس حلًا (بسبب الأولاد) فما الحل؟ وأنا أشعر بالحرج أن أتكلم معه في هذه الأمور.

الجواب

الحمد لله

أولًا:

لا تحرجي – يا أختي – من التحدث مع زوجك في هذه الأمور؛ فإن الحديث معه أنفع وأجدى وأجدر للحل، وانصحيه في الله، وخوفيه من عذاب جهنم.

ومن حقه عليك أن تخبريه أن ما يصنعه معك إثم ومعصية، وأن النظر إلى هذه الأفلام الخبيثة يبعده عن الله وعن رحمة الله، لعلّه أن يلين أو أن يتعظ، وكرري ذلك معه بالحكمة وتقدير المصلحة، فإن لم يجبكِ إلى ذلك فاستعيني بمن تظنين أن حديثكِ إليه ينفع ويجدي كأهل العلم والدين والصلاح أو أقاربه وأصدقائه ممن لهم سلطة عليه.

ثانيًا:

حاولي إسماعه بعض الأشرطة المؤثرة من الخطب والمواعظ ودروس العلم بطريق مباشر أو غير مباشر، وحاولي إهداءه بعض الكتيبات الإسلامية، لعل قلبه أن يلين إلى الحق.

ثالثًا:

فإن لم ينفعه هذا كله: فاجعلي بينك وبينه حَكَمًا مِن أهله وحكمًا مِن أهلك ممن تظنين أن تدخلَّهم يحسِّن العلاقة ويبعده عما هو فيه من الشر والإثم والضياع وممن يكونون من أهل الصلاح، وفي مثل هذا يقول الله تعالى {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها إن يريدا إصلاحًا يوفق الله بينهما إن الله كان عليمًا حكيمًا } ( النساء / 35 ).

فإن أراد هذان الحكمان الإصلاح فنسأل الله تعالى أن يوفق بينكما على الخير والطاعة، وأن يجمع بينكما بأحسن ما يجمع به بين زوجين.

رابعًا:

فإن لم يحكم الحكمان لكما بالوفاق التام فخيريه أن يتزوج عليك بشرط أن يقلع عن المعاصي في مقابلة أن تبقي أنت على أولادك – إن أردت ذلك- دون أن يقسم لك شيئًا من المبيت أو الجماع وذلك لقوله تعالى { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير } ( سورة النساء / 128).

ومن معاني الإصلاح هنا: أن تسامحه بالمبيت عندها مقابل أن يبقيها على عصمته.

قالت عائشة: لما كبرت سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لها بيوم سودة “. رواه البخاري ( 4914 ) ومسلم ( 1463 ).

– وسودة رضي الله عنها: إحدى نساء الرسول صلى اله عليه وسلم.

فإن لم يتم الوفاق بينكما على هذا  فنرى والله أعلم أن الطلاق منه خير من المكث معه على هذه الحال وذلك:

  • عسى الله – إن طلقك زوجك – أن يجمع بينك وبين رجل صالح فيبدلك زوحًا خيرًا منه فيعفك ويحصن فرجك.
  • عسى الله إن طلقك أن يجمع بينه وبين امرأة تعفه وتحصن فرجه وتهديه إلى سواء السبيل، وهذا معنى قوله تعالى:{ وإن يتفرقا يغن الله كلًا من سعته وكان الله واسعًا حكيمًا } ( سورة النساء/130 ).
  • أن الرزق من الله تعالى ولا تخافي على رزق الأولاد ولا على مستقبلهم ووكلي أمرهم إلى الله تعالى.

خامسًا:

نشكر لكِ حب التضحية والإيثار من أجل الأولاد ولكن نذكرك أن ذلك لا يجوز على حساب دينك فلا تجوز التضحية بالدين وإنما تكون التضحية بأمور الدنيا، بل يجب التمسك بأمور الدين والدفاع عنها وبذل الغالي والنفيس من أجلها.

سادسًا:

أن الناس يظنون أن أمر الطلاق كله شر، صحيح أن الأصل فيه الكراهة، ولكن أحيانًا يكون هو الحل المناسب، وقد يكون واجبًا كما هو الحال في مسألتنا هذه.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة