يشعر بالنعاس الشديد خصوصًا بعد صلاة الفجر وعند قراءة القرآن، ويبحث عن السبب.

السؤال

1- أشعر بالنعاس الشديد دائما بعد صلاة الفجر, وإن أنا نمت الليل بأكمله.

ومشكلة أخرى, ربما أخطر من الأولى, وهي أني أعاني من الأمر ذاته عندما أقرأ القرآن (وقد سألت أحد أصدقائي عن ذلك, فقال بأنه يعاني من الأمر نفسه).

ويظهر من السخيف أن ينام الفرد أكثر من حاجته والوقت يمر بسرعة.

هل توجد مشكلة حقيقة, (أعني ضعف في التهوية, أو ضعف في التغذية, أو أن البدن غير سوي .. الخ) أم أن ذلك من إزعاج الشياطين؟

إذا كان السبب هو الأخير, فهل في الكتاب والسنة ما يمكننا أن ندفع به ذلك الإزعاج؟

2- والدتي تسعل كثيرا, وإذا سعلت, خرج منها القليل من البول, ويحدث لها ذلك أحيانا وهي في الصلاة, أو عند قراءتها للقرآن.

السؤال:

هل يجوز لها أن تمسك بالقرآن؟  وهل صلاتها مقبولة وهي تعلم أنها كلما سعلت, خرج منها شيء من البول؟

خضعت والدتي لعمليتين جراحيتين حتى الآن, ولكنها لا تزال تعاني من هذه المشكلة.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الجواب

الحمد لله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولًا:

  1. لا شك أن المسلم مطلوب منه أن يحافظ على وقته فالوقت ثمين وهو كالسيف إن لم تقطعه قطعك كما قال الشافعي رحمه الله.

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة، ومن اضطجع مضجعًا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة “. رواه أبو داود ( 4856 )، ونحوه عند الترمذي ( 3380 ) وصححه.

والحديث: صححه الشيخ الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” ( 78 ).

– ترة: حسرة وندامة.

– فالوقت ثمين عند المسلم عليه أن يحافظ عليه.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” نعمتان مغبون بهما كثير من الناس الصحة والفراغ “. رواه البخاري ( 6049 ).

  1. وقد بارك الله عز وجل في الوقت الذي هو بعد صلاة الفجر.

عن صخر الغامدي عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: ” اللهم بارك لأمتي في بكورها ” وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم في أول النهار وكان صخر رجلا تاجرًا وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله. قال أبو داود: وهو صخر بن وداعة. رواه أبو داود ( 2606 )، والترمذي ( 1212 )، وابن ماجه ( 2236 ).

والحديث: صححه الشيخ الألباني في  ” صحيح الجامع ” ( 1300 ).

وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام بعد الفجر.

عن جابر بن سمرة أن النبي  صلى الله عليه وسلم: كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حي تطلع الشمس حسنًا. رواه مسلم ( 670 ).

  1. وقد أقسم الشيطان على إغواء بني آدم كما قال تعالى: { قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين } [ ص / 82 ]، وهو يحرص أشد الحرص على تضييع أوقات المسلم في غير فائدة، ومن أساليبه قذف النوم في عين المسلم المصلي أو الذاكر أو التالي للقرآن.
  2. قد يكون من أسباب النعاس ما ذكرت من الأمور ولا شك أن للشيطان دورًا، ولا شك أن هناك أسبابًا أخر، ومنها كثرة الطعام والشراب وكثرة النوم وكثرة السهر.
  3. تستطيع بإذن الله أن تدفع النوم عند تلاوة القرآن أو للبقاء مستيقظا بعد الفجر بأمور منها:

1- الدعاء والاستعانة بالله أن يعينك على هذا الأمر.

2-  أن تستعين المسلم على ذلك بالجوع فإن الجوع يطرد النعاس، ويفضل أن لا تتعشى أو أن تأكل قليلا، لأن الشبع وملأ المعدة له دور في هجوم النعاس والنوم على الإنسان.

3-  أن تمكث في المسجد بعد الفجر لأن الذهاب إلى البيت قد يساعد على النوم وسرعته عندما يرى المسلم أهل البيت نائمين، أو غير ذلك ولا بأس أن يستغل المسلم ذلك الوقت لحفظ كتاب الله أو مراجعته.

4-  لاشك أن المسلم قوي بإخوانه فاستعن بهم مثلا أن تجلسوا بعد الفجر لحضور درس علم أو قراءة القرآن أو قراءة كتاب نافع أو درس علم وأن يستمر هذا الدرس للشروق أو أن يقرأ المسلم في بيته مع أهله كتابًا نافعصا أو حلقة تعليم أو حفظ للقرآن مع زوجته وأولاده.

  • هذه بعض الأسباب التي تعينك على ما ذكرت ، ولا شك أن من أسباب ضياع الوقت الذنوب.

ثانيًا:

بالنسبة لوالدتك فلا شك أنها معذورة لقوله تعالى: { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } [ البقرة /  286 ]، وأن صلاتها صحيحة، ويجوز لها أن تمسك المصحف وتقرأ منه، ولا حرج في ذلك إن شاء الله، ولكن تتوضأ لكل صلاة، ولطرد وسواس سلس البول ينضح المسلم سرواله من الداخل بعد الوضوء، والصلاة صحيحة وإن خرج شيء والإنسان يصلي.

 

والله أعلم.

1 تعليق

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شيخنا الفاضل بارك الله فيكم حبذا لو عرض نفسه للرقية الشرعية لانه قد يكون مصاب بعين فالعين قد تكون مصحوبة بشيطان وهو من يسبب له ما ذكر وجزاكم الله كل خير.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة