في أيام الجمعة، وخاصة عندما تصادف عطلة رسمية، نحتاج إلى ترتيبات أكبر وأكثر خصوصاً فيما يخص مواقف السيارات وحتى داخل المسجد بسبب كثرة أعداد المصلين. يقوم أعضاء البورد/الإدارة وبعض المتطوعين بالترتيب والتنظيم أثناء الخطبة. هل هناك حرج شرعي على أعضاء البورد/الإدارة والمتطوعين في ذلك؟ لا سيما وان الامام يخطب وهم ليسوا بجالسين؟
يرجى العلم أنه في حال عدم وجودهم وتنظيمهم للأمور أثناء الخطبة، ستكون هناك فوضى عارمة.
الجواب:
الحمد لله
فيما يتعلق بتنظيم مواقف السيارات وترتيب المصلين داخل المسجد أثناء خطبة الجمعة، خاصة في الأوقات التي تشهد ازدحامًا كبيرًا: فإن هذا العمل يُعتبر من المصالح العامة التي تهدف إلى تسهيل أداء العبادة ومنع الفوضى والأذى عن المصلين.
والأصل في خطبة الجمعة هو الاستماع والإنصات، والسكوت والسكون، وقد ورد النهي عن الانشغال بغير ذلك أثناء الخطبة،ولو بمس الحصى.
ومع ذلك: إذا دعت الحاجة إلى تنظيم المصلين أو ترتيب الصفوف لمنع الفوضى والأذى، فإن القيام بذلك يُعتبر جائزًا، بل قد يكون مستحبًا، نظرًا لتحقيقه مصلحة راجحة.
ونُقل عن أهل العلم جواز الإشارة باليد للمتكلم في الخطبة أو يسكت، ولوضع اليد على كتف نائم ليستيقظ، يشير لشخص ليجلس في مكان فارغ، وغير ذلك مما هو مثله.
مع التأكيد على أن يكون هذا التنظيم بالحد الأدنى المطلوب لتجنب الفوضى، وأن يعود المنظمون إلى الاستماع للخطبة بمجرد انتهاء مهمتهم.
وعليه: فلا حرج شرعي على أعضاء الإدارة والمتطوعين في القيام بمهام التنظيم أثناء خطبة الجمعة، خاصة إذا كان ذلك ضروريّا للحفاظ على النظام ومنع الفوضى، بشرط أن يكون ذلك بالقدر المطلوب ودون تجاوز، وأن يحرصوا على الاستماع للخطبة قدر المستطاع.
والله أعلم
إحسان العتيبي أبو طارق/ ٤ رجب ١٤٤٦ ، ٤/ ١/ ٢٠٢٥