ما حُكْم صَوْم داود عليه السلام إذا وافَق يوم جُمُعة أو سَبْت؟

أود الالتزام بصوم داود عليه السلام الذي رَغَّب به النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن أصوم يوما وأفطر يوما، فماذا لو جاء يوم الصوم يوم الجمعة أو السبت؟

 

الجواب:

١. النهي عن إفراد السبت بصوم حديثه لا يصح، ولو صح فما سنقوله في الجمعة يقال فيه، والنهي عن إفراد الجمعة بصوم أصح وأكثر وأقوى من النهي عن إفراد السبت.

٢. لا حرج على من يصوم صيام داود عليه السلام أي يصوم يومًا ويفطر يومًا، أن يصوم يوم الجمعة منفردًا إذا وافق ذلك يوم صومه المعتاد.

والنهي عن إفراد يوم الجمعة بالصيام يتعلق بمن يتعمد تخصيصه بالصيام دون سبب، أما من كان له نمط صيام منتظم، كصيام يوم وإفطار يوم، ووافق يوم صومه يوم الجمعة، فلا كراهة في ذلك.

قال ابن قدامة في “المغني” :

ويُكره إفراد يوم الجمعة بالصوم، إلا أن يوافق ذلك صومًا كان يصومه، مثل من يصوم يومًا ويفطر يومًا فيوافق صومه يوم الجمعة.

انتهى.

ونقل عن الإمام أحمد قوله “هذا الآن لم يتعمد صومَه خاصة، إنما كُره أن يتعمد الجمعة”.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

يجوز للإنسان إذا كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، أن يصوم الجمعة مفردًا…؛ لأنه لم يصم يوم الجمعة لأنه يوم جمعة، ولكنه صادف اليوم الذي يصوم فيه.

انتهى.

لذا، إذا كنت تصوم صيام داود عليه السلام، ووافق يوم صومك يوم الجمعة، فلا بأس في ذلك، ولا يلزمك صيام يوم قبله أو بعده.

٣. وبهذه المناسبة فإننا نزيد الجواب فائدة فنقول: وأيضا لا حرج من صوم يوم الجمعة وحده؛ إذ النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصيام يتعلق بصيام التطوع دون سبب، أما إذا كان الصيام واجبًا، كقضاء رمضان: فلا بأس بإفراده.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله:

أما إذا كان عن فريضة: فلا حرج -إن شاء الله- لأنه ما خص الجمعة، ولكن وافقت الجمعة أنها وقت راحته، وعدم العمل، أو لأسباب أخرى؛ فصام الجمعة عن قضاء ما عليه من رمضان، أو نذر، أو غير ذلك، فهذا لم يخصها لفضلها، وإنما صامها من أجل أنها أيسر له في قضاء ما عليه بسبب الأعمال.

انتهى.

والله أعلم.

إحسان العتيبي أبو طارق، ٢٥ رجب ١٤٤٦، ٢٥/ ١/ ٢٠٢٥

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
11,300المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة