زوجها مدمن على مشاهدة الأفلام الإباحية وتخاف على ولدها منه

السؤال

زوجي – هدانا الله وإياه – فيه خير كثير ، ومحافظ على الصلاة , ولكنه مبتلى برؤية الصور والأفلام الإباحية على الإنترنت – والعياذ بالله – ، وقد زين له الشيطان الوطء من الدبر فهو يستحسنه وقد اقترب أكثر من مرة من الوقوع فيه لكن الله سلم , وقد اطلعت على بعض ما يراه في الإنترنت – ( 1- لكي أرى ما يعجبه في غيري فأحاول إلى الأفضل . 2- لكي أتنبه لأي خطر في بيتي ) – ، وفي يوم وجدته قد اطلع على الكثير من تلك المواقع – ( ومعظمها يصور الزنا بالمرأة من الدبر ) – إلا أنه كان من بينها موقع فيه صورة رجلين عاريين ، وآخر أحدث منهما سنا ، ويوجد فوقها رابط لمقطع فيديو والصورة تظهر مؤخرته – ( وعذرا , لكن حتى يتسنى لكم الإحاطة بالمشكلة التالية ) – والمشكلة أنني بدأت ألاحظ عليه كثيراً أنه أصبح ينظر إلى ابني وإلى مؤخرته – نسأل الله السلامة – ( ابني لا يزال بملابسه , وهو البكر , عمره فوق السنة ، وهو جميل جدّاً جدّاً ) – ، بل وتعدى ذلك إلى ما يلي :

1-  يستلقي ويجعل مؤخرة الولد ملاصقة لبطنه .

2- دخل الغرفة بابني وأقفل الباب أكثر من مرة .

3- خلع بنطلون الولد بحجة التأكد من عدم وجود بلل ,.. وملاحظات أخرى …

وقد نبهته أنه يجب أن يبتعد عن الفتن , وأن السلف كانوا يخشون من فتنة الصبي ، وأنه أمانة لكنه ينفي ، ويتهمني بالوسواس ويهددني – ( لعلكم تقرأون مشكلة عدد شوال من مجلة الأسرة عن التي لا تأمن زوجها على بناته ) – أخشى إن طلبت الطلاق أن تتوفر له فرص للخلوة بالولد , ما الحكم ؟ وماذا أعمل ؟ ادع لابني بالحفظ ولنا بصلاح الحال ولي ولزوجي بالهداية.

الجواب

الحمد لله

أولاً :

لا شك أن زوجك –  على حسب كلامك –  واقع في فتنة عظيمة ، ويُخشى عليه إن استمر على هذه الحال أن يترك الصلاة والخير الذي هو عليه ؛ ذلك أن فتنة النظر المحرَّم تعقبها آثار سيئة على دين وخلق العاصي ، ولعل من الآثار السيئة ما نقلتيه عنه من فتنته بولده الصغير ، ومحاولة جماعكِ من الدبر .

قال تعالى { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فرجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن } [ النور / 31 ]  ، ولما كان غض البصر أصلا لحفظ الفرج بدأ بذكره ، وقد جعل الله سبحانه العين مرآة القلب فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته .

قال ابن القيم :

والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فإن النظرة تولد الخطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة ، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع مانع ، ولهذا قيل : الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده.”   الجواب الكافي ” ( ص 106 ) .

* وقد ذكرنا فوائد غض البصر في جواب آخر ، ومنها : أن غض البصر امتثال لأمر الله ، أنه طهارة القلب وزكاة النفس والعمل ، أنه يمنع وصول أثر السهم المسموم ؛ فإن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، تعويض من غض بصره بحلاوة الإيمان في القلب ، أنه يخلص القلب من أسر الشهوة فإن الأسير هو أسير هواه وشهواته … فليراجع .

* وهنالك وسائل معينة على غض البصر ، ومنها :

استحضار اطلاع الله عليك ، ومراقبة الله لك ، الاستعانة بالله والانطراح بين يديه ودعائه ، مجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر والصبر على ذلك …

* كما ينبغي التنبه من أنّ المعصية لها آثار على صاحبها ، ومنها :

حرمان العلم ، حرمان الرزق ، وحشة تحصل للعاصي بينه وبين ربه ، وبينه وبين الناس ، تعسير أموره عليه ، وأن العاصي يجد ظلمةً في قلبه ، حرمان الطاعة ، وأن المعاصي تزرع أمثالها ، ويُولِّد بعضها بعضاً ، وأن المعاصي تُضعف القلب عن إرادته ، فتقوى إرادة المعصية ، وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية ، وأنه ينسلخ من القلب استقباح المعصية فتصير له عادة ، لا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ، ولا كلامهم فيه .

وأما ما رآه زوجك وأُعجب به من إتيان الذكور فهو فعل قوم لوط ، وهم أناس انحرفت فطرتهم بعد أن تقلبوا في الشهوات ، فلم يشبع نفوسهم الظامئة للانحراف إلا الشذوذ الجنسي بإتيان الذكور وترك النساء ، وهو انحراف في الفطرة شنيع لا يحقق نسلا ولا ينجب ذرية ، ولا يجد فيها صاحبه لذة سوية ، انحراف تترفع عنه البهائم .

والنظر إلى الصور الإباحية يؤدي إلى الفتنة ظاهرًاً في سلوك المسلم ، وباطناً في قلبه وإيمانه ، فالنظر إليها حرام ونشرها حرام ، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا تباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها “. رواه البخاري ( 4942 ) – ، فإذا كان الوصف الذي يرسم صورة ذهنية في ذهن المستمع منهيًّاً عنه فما بالك بالصورة التي تحكي الأصل تمامًا ؟ .

ثانياً :

وأنتِ قد أخطأتِ خطأً كبيراً ووقعتِ في معصية عظيمة بالنظر في الصور الإباحية الخليعة ، وما ذكرتيه من أسباب للنظر إنما هو من كيد الشيطان وإضلاله ، وكل ما ذكرناه سابقاً في حق زوجكِ فهو منطبقٌ عليكِ ، فالواجب عليكما التوبة والاستغفار والندم على ما حصل منكما والعزم على عدم العوْد ، ولتتأملي فيما ذكرناه لكِ وأحلناكِ عليه لتحاولي حل مشكلة زوجكِ .

فإن لم تنفع معه النصيحة ، ولم يجد الوعظ والإرشاد : فلا ننصحكِ بالبقاء معه ، وخاصة أن ابنكِ سيكون معك وتحت رعايتك ، لكن لا تيأسي من تكرار نصح زوجكِ ، والدعاء له بالصلاح والهداية .

– ومن المهم أن تنظري في أجوبة الأسئلة التي فيها بيان: كيف تتعامل الزوجة مع زوج يشاهد الأفلام الجنسية ولا يُعطيها حقّها .

 

والله الهادي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة