التعليق على منشور: ( فاطمة بنت أسد ) رضي الله عنها

تنبيه:

اللون الأحمر: المنشور.

اللون الأسود: تعليق الشيخ إحسان العتيبي وفقه الله.

الموضع الأول من المنشور :

قالوا:

من هي المرأة التى خلع نبي الأمة قميصه ليكفنها به ولما أنزلت بقبرها أخذ يحفر ويوسع التراب بيده و اضطجع في قبرها وقيل توسد القبر  وخرج وعينه تفيض من الدمع عليها؟؟

من هي التى دعا لها بأن تبعث وهي كاسية فهي مكفنة بقميص نبينا صلى الله عليه وسلم ؟

من هي التى لمَّا سوَّى عليها التراب قال بعضهم: يا رسول الله، رأيناك صنعت شيئًا لم تصنعه بأحدٍ، فقال: «إِنِّي أَلْبَسْتُها قَمِيصِي لِتَلْبَس مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا لَيُخَفَّف عَنْهَا مِن ( ضَغْطَة الْقَبْرِ ) ، إنها كانت أحسن خلق الله صنيعا بي بعد أبي طالب)

حبيبي أنت يارسول الله تحمل المعروف لمن لم يقدمه لك فكيف بامرأة حوى معروفها طفولتك.

من هي هذه المرأة !؟

*هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف القرشيَّة الهاشميَّة، *

—– التعليق على الموضع الأول —–

رواية عبد الله بن عباس رضى الله عنه

عن ابن عباس قال لما ماتت فاطمة أم علي خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه وألبسها إياه واضطجع في قبرها فلما سوى عليها التراب قال بعضهم يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه بأحد قال: إني ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة واضطجعت معها في قبرها لأخفف عنها من ضغطة القبر إنها كانت أحسن خلق الله صنيعا إلي بعد أبي طالب”.

رواه الطبرانى فى المعجم الأوسط (7/87/6935) ، وأبونعيم فى معرفة الصحابة(1/76/289) جميعا من طرق عن الحسن بن بشر البجلي ثنا سعدان بن الوليد بيَّاع السابِري عن عطاء بن أبي رباح.

قلت : إسنادها ضعيف جدا.

فيه سعدان بن الوليد بياع السابري  مجهول العين قليل الحديث لا يروي إلا عن عطاء ويتفرد عنه بالمناكير.

وفيه: الحسن بن بشر هو بن سلم – سَلْم بفتح المهملة وسكون اللام – بن المسيب الهمدانى البَجَلى ، قال النسائي : ليس بقوي ، وقال ابن خراش منكر الحديث ، وقال الذهبى تردد فيه أحمد بن حنبل.

وأورده عنه الذهبى فى السير، وقال هذا غريب.

قلت : ولما ظهر أنه يخطئ، فصار تفرد مثله ليس بمحتمل وقد انفرد بهذه الرواية كما نص على ذلك الطبراني بعد أن ساق هذا الحديث بقوله ” تفرد بها الحسن بن بشر “، وقد انفرد بالرواية متكلم فيه عن مجهول .

================================================================

الموضع الثاني من المنشور :

قالوا :

” وفي بعض الروايات أنها كانت تُحب النبي أكثر من أبنائها، تصور ! فعندما توفي عبدالمطلب جاء أبو طالب لفاطمة وقال لها :

‏اعلمي أنّ هذا ابنُ أخي ، وهو أعزّ عِندي من نَفسي ومالي ، وإيّاكِ أن يتعرّض علَيه أحدٌ فيما يريد ، فتبسّمت من قوله وقالت له : توصيني في وَلدي محمّد ، وإنّه أحبُّ إليّ من نفسي وأولادي! ففرح أبو طالب بذلك “

—– التعليق على الموضع الثاني —–

وهذه الرواية لا وجود لها في كتب أهل السنة إنما هي من اختراع الرافضة .

================================================================

الموضع الثالث من المنشور :

قالوا :

” من شدة حبها النبي عليه الصلاة والسلام حتى عندما تزوج السيدة خديجة دفعت إليه بفلذة كبدها ابنها عليّ بن أبي طالب ليكون في ولايته صلى الله عليه وسلم بعد زواجه من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها.

—– التعليق على الموضع الثالث —–

ولم يثبت هذا في السيرة النبوية ، وأعلى ما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ عليا من والده تخفيفا عليه من النفقة بعدما أصابت قريشا أزمةٌ شديدة:
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر، قال: كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب، ومما صنع الله له، وأراده به من الخير أن قريشًا أصابتها أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ للعباس عمه ـ وكان من أيسر بني هاشم: يا عباس، إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، انطلق بنا إليه، فلنخفف عنه من عياله. وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ عليًا، فضمه إليه، وأخذ العباس جعفرًا، فضمه إليه.

==============================================================

الموضع الرابع من المنشور :

قالوا :

” تشير بعض الكتب الاسلامية إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام سمى بنته فاطمة على اسم هذه المرأة العظيمة التي كان يناديها بأمي وهي فاطمة بنت أسد، فسمى بنته وسيدة نساء أهل الجنة فاطمة رضي الله عنها على اسمها من شدة حبهِ لها”

—– التعليق على الموضع الرابع —–

فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها هي سيّدة نساء العالمين ، هي بنته من أولى زوجاته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها .

قال عنها الإمام الذهبي : سيدة نساء العالمين في زمانها ، البضعة النبوية ، والجهة المصطفوية ، أم أبيها بنت سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، مولدها قبل المبعث بقليل وتزوجها الإمام علي بن أبي طالب في ذي القعدة أو قُبيله مِن سنة اثنتين بعد وقعة بدر .
وقال ابن عبد البر : دخل بها بعد وقعة أُحُد . اهـ .

وأما ادِّعاء أن سبب تسميتها فاطمة أن الله فطمها وذريتها من النار ، فهو كذب ، والحديث الوارد في ذلك موضوع مكذوب ، وقد أوْرَده ابن الجوزي في كتاب ” الموضوعات ” ، والألباني في ” الضعيفة ” .

هناك كثيرات عدَّهن ابن حجر العسقلاني وغيره من المؤلفين في تراجم الصحابة، وفي تاريخ ما قبل البعثة الشريفة ـ عدُّهن ـ في جملة الصحابة، وكلهن باسم «فاطمة»، كفاطمة بنت حزام، وفاطمة بنت جنيد، وفاطم بنت أبي حبيش، وفاطمة بنت حمزة، وفاطمة بنت صفوان، وفاطمة بنت عتبة.

===============================================================

الموضع الخامس من المنشور:

قالوا:

“في مرة من المرات أُهدي للنبي حلة من استبرق ( بمعنى ثوب من الحرير) فقال عليه الصلاة والسلام (اجعلها خُمرًا بين الفواطم، فشقها أربعة أخمره، خمارًا لفاطمة الزهراء، وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب، والرابعة قيل إنها فاطمة بنت شيبة بن عبد شمس زوج عقيل بن أبي طالب”

—– التعليق على الموضع الخامس —–

” عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَ حَرِيرٍ  فَأَعْطَاهُ عَلِيًّا فَقَالَ شَقِّقْهُ خُمُرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ . رواه مسلم

قال النووي رحمه الله :

أَمَّا الْخُمُرُ فَسَبَقَ أَنَّهُ بِضَمِّ الْمِيمِ جَمْعُ خِمَارٍ ، وَأَمَّا الْفَوَاطِمُ فَقَالَ الْهَرَوِيُّ وَالْأَزْهَرِيُّ وَالْجُمْهُورُ : إِنَّهُنَّ ثَلَاثٌ : فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ ، وَهِيَ أُمُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَهِيَ أَوَّلُ هَاشِمِيَّةٍ وَلَدَتْ لِهَاشِمِيِّ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ .

وَذَكَرَ الْحَافِظَانِ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ ، وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ بِإِسْنَادِهِمَا أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَسَمَهُ بَيْنَ الْفَوَاطِمِ الْأَرْبَعِ ، فَذَكَرَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَ . قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ : يُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ الرَّابِعَةُ فَاطِمَةَ بِنْتَ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ امْرَأَةَ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لِاخْتِصَاصِهَا بِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمُصَاهَرَةِ ، وَقُرْبِهَا إِلَيْهِ بِالْمُنَاسَبَةِ.

================================================================

الموضع السادس من المنشور:

قالوا :

وفي السنة الخامسة من الهجرة توفت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها فحزن النبي عليها حزنًا شديدًا ، وروى ابن عباس رضي الله عنهما: أنه لمـَّا ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب رضي الله عنه خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه وألبسها إياه واضطجع معها في قبرها.

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يبعث الناس يوم القيامة عراة . فقالت : واسوأتاه . فقال لها صلى الله عليه وسلم : إني أسأل الله أن تبعثين كاسية.

—— التعليق على المنشور السادس ——

– قولهم ” روى ابن عباس … ” سبق الرد عليه.
– وقوله ” سمعت رسول الله ..” ليس له إسناد ، ومرة يقولون ألبسها قميصه لتلبس ثيابا من الجنة، ومرة يقول لتكسى من وقت خروجها من القبر!

================================================================

الموضع السابع من المنشور:

قالوا :

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه قال: لمـَّا ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما دخل عليها رسول الله فجلس عند رأسها فقال: (رحمك الله يا أمي كُنتِ أمي بعد أمي ، تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسكِ طيبًا وتطعميني وتريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة).
وقال: «اللهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ وَلَقِّنْهَا حُجَّتَهَا وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ»
.

—– التعليق على المنشور السابع —–

حديث أنس:

لمَّا ماتت فاطمةُ بنتُ أسَدِ بنِ هاشمٍ أمُّ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنهما دخَل عليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَس عندَ رأسِها فقال رحِمَكِ اللهُ يا أمِّي كنْتِ أمِّي بعدَ أمِّي تجوعين وتُشْبِعيني وتَعْرَينَ وتُكْسيني وتَمْنعينَ نفسَكِ طيِّبًا وتُطْعِميني تُريدين بذلك وجهَ اللهِ والدَّارَ الآخرةَ ثمَّ أمَر أن تُغَسَّلَ ثلاثًا فلمَّا بلَغ الماءَ الَّذي فيه الكافورُ سكَبه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيدِه ثمَّ خلَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قميصَه فألبَسَها إيَّاه وكفَّنَها ببُردٍ فوقَه ثمَّ دعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أسامةَ بنَ زيدٍ وأبا أيُّوبَ الأنصاريَّ وعمرَ بنَ الخطَّابِ وغُلامًا أسودَ يحفِرون فحفَروا قبرَها فلمَّا بلغوا اللَّحدَ حفَره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيدِه وأخرَج ترابَه بيدِه فلمَّا فرغ دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاضْطَجع فيه فقال اللهُ الَّذي يُحيي ويُميتُ وهو حيٌّ لا يموتُ اغفِرْ لأمِّي فاطمةَ بنتِ أسَدٍ ولَقِّنْها حُجَّتَها ووسِّعْ عليها مُدْخلَها بحقِّ نبيِّك والأنبياءِ الَّذين مِن قَبلي فإنَّك أرحمُ الرَّاحمين وكبَّر عليها أربعًا وأدخَلوها اللَّحدَ هو والعبَّاسُ وأبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِيَ اللهُ عنهم.

= قام الأستاذ أبو عبد الرحمن جبلان بن خضر العروسي في رسالته لمرحلة الماجستير بتتبع طرق الحديث وبين ضعفها وبطلانها (الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية: ص (2/ 232 – 236 .) قال :

حديث أنس أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية عن أحمد بن حماد- زغبة-حدثنا روح بن صلاح حدثنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أنس، وهذا الإسناد فيه عدة علل:

أ- روح بن صلاح قد اختلفوا فيه، وثقه ابن حبان والحاكم، وضعفه ابن عدي وقال بعد أن ساق له حديثين: له أحاديث ليست بالكثيرة، وفي بعض حديثه نكرة، وقال ابن ماكولا: ضعفوه، وقال ابن يونس: رويت له مناكير، وقال الدارقطني: ضعيف في الحديث.

فالجرح هنا مقدم لأمرين:

1- إن الذين ضعفوه الدارقطني، وابن عدي، من المعتدلين، وأما الذين وثقوه ابن حبان والحاكم فمعروفون بالتساهل.

2- الجرح هنا مفسر وهو روايته المناكير.

ب- تفرده بهذا الحديث حيث لم يرو عن سفيان غيره، والتفرد عن مثل سفيان الثوري علة؛ لأن الشيخ إذا كان ممن يجمع حديثه كالثوري وانفرد أحد تلامذته عنه بحديث ولم يكن من الحفاظ المتقنين فإنه يرد ويعد منكراً، وهنا انفرد روح بهذا دون بقية أصحاب سفيان وليس هو من الحفاظ المتقنين، وقد أشار إلى هذه العلة الطبراني فقال: لم يرو هذا الحديث عن عاصم الأحول إلا سفيان الثوي، تفرد به روح بن صلاحكما أشار إلى ذلك أبو نعيم، فقال: كريب من حديث عاصم والثوري لم نكتبه إلا من حديث روح بن صلاح تفرد به.

وقد أعل هذا الحديث بهاتين العلتين الشيخ الألباني-حفظه الله-.

جـ- ثم إن في النفس شيئاً من سماعه من سفيان الثوري لأن صلاحاً توفي (233) وهو مصري، ووفاة الثوري عام (161) وبين الوفاتين ما يقارب (74) سنة فلا بد لصحة سماعه من الثوري أن يكون سنه نحو عشرين سنة قبل وفاة الثوري حتى يمكن طلبه للعلم وسماعه من كبار الشيوخ.

ويقوي هذا أن ابن حبان عندما ذكره في الثقات قال: روح بن صلاح من أهل مصر يروي عن يحيى بن أيوب وأهل بلده.

فخص روايته عن أهل بلده، والثوري كوفي، كما أنه لم يذكره المزي في تهذيبه في تلاميذ الثوري مع محاولته الاستقصاء.

= ثم ذكر باقي الروايات وقال :

والحاصل أنه قد تحصل لنا أن الحديث قد روي من خمسة طرق، ثلاثة موصولة ومرسلان فلم تخل واحدة منها من عدة علل فهو شديد الضعف، ومع هذا لم يرد التوسل المزعوم إلا في طريقة واحدة وهي طريق أنس، فهذه الأحاديث يمكن أن يعل بها الحديث لأن الكل ضعيف فيُعل بعضُه ببعض.

ولكن هذه الطرق الضعيفة تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يدع بالدعاء المزعوم، فتكون زيادة الدعاء الذي فيه التوسل منكرة.

هذا على فرض تقوية هذه الطرق مع أنها ضعيفة جداً لا يمكن تقويتها بمجيئها من عدة طرق، فلا يزيد بعضها بعضاً إِلا وهناً وضعفاً.

هذا ما يتعلق بأسانيد هذا الحديث.

وأما من ناحية المتن فهو منقوض من عدة وجوه أيضاً.

أ- إن في هذا الحديث مبالغة وإطراء متجاوزاً المألوف فى ذلك العهد النبوي.

ب- إن فيه ركاكة الألفاظ.

جـ- هذا الحديث يخالف هديه وسنته في غسل جنازة المرأة وذلك في أمور:

1- سكبه بيده الشريفة لم يرد إلا في هذه القصة، وأما الذي ورد في غسل بنته زينب أنه أمرهن بالغسل، ولم يسكب بنفسه، فقد روى البخاري ومسلم عن محمد بن سيرين عن أم عطية قالت:[[دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته، فقال: اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافوراً، فإذا فرغتن فآذنني، قالت:فلما فرغنا ألقى إلينا حقوه فقال: أشعرنها إياه ولم يزد على ذلك…]].

2- ثم إلباسه إن كان بيده ففيه مخالفة هديه في كفن المرأة الذي دل عليه الحديث السابق.

3- إن الحفر بيده وإخراجه التراب بيده والاضطجاع فيه كلها لم تعهد إلا في هذا الحديث الضعيف، مخالفاً هديه صلى الله عليه وسلم المشهور عنه وهو من المبالغة والإطراء.

4- ثم لفظُ الدعاء الذي بدأ بلفظ الغيبة ثم الخطاب بعيدٌ عن الأسلوب المعهود في الدعوات المأثورات (اللهم أنت) ولم نر في غير هذا الدعاء (الله الذي).

5- ومما يدل على ضعفه أن الراوي اعترف بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل هذه الأفعال إلا في هذه المرة، ولكنه أراد أن يبرر ذلك بما ذكره، وهيهات.

د- يمكن أن يكون هذا من وضع الغلاة في علي رضي الله عنه ليرفعوا من شأنه وشأن أسرته بمثل هذه المبالغات، وأن بعضهم سرق ذلك منهم، ويؤيد ما نقول من المبالغة واحتمال أن بعضهم أخذه من الشيعة، أن الكليني روى بسنده عن أبي عبد الله ما يشبه هذه الروايات مع بعض الاختلاف وذكر أنه أدخلها القبر واضطجع فيه ثم زاد (أنه انكب عليها طويلاً يناجيها ويقول لها ابنك ابنك، ثم خرج وسوى عليها ثم انكب على قبرها فسمعوه يقول: لا إله إلا الله اللهم إني استودعها إياك، ثم ذكر أنهم سألوه عن سبب الانكباب فأجاب بأنها سئلت عن ربها ورسولها فأجابت وسئلت عن وليها وإمامها فارتج عليها، فقلت ابنك ابنك)، وهذا واضح أنه من وضع الشيعة.

================================================================

الموضع الثامن والأخير من المنشور :

ومن المؤسف أن الكثير منّا لا يعلم سيرة هذه المرأة العظيمة التي ربت خير البشر عليه الصلاة والسلام

رضي الله عن فاطمة بنت أسد وجمعنا بها في جناته.

—– التعليق على الموضع الثامن والأخير —–

من المؤسف نشر مثل هذه المنشورات بضعيفها وموضوعها ومنكرها .

ونختم ونقول:
رضي الله عن فاطمة بنت أسد وجمعنا بها في جناته
.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إحسان العتيبي

10 جمادى الأولى 1442هـ

الموافق 25-12-2020م

2 تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
10,000المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة