ما حكم التصرفات التي يقوم بها المسلم وهو تحت تأثير السحر؟

السؤال

ما هي حكم التصرفات التي يقوم بها المرء المسلم وهو تحت تأثير السحر هل هو مؤاخذ عليها أمام رب العالمين أم لا؟.

الجواب

الحمد لله

تختلف الأحكام بالنسبة للمسحور تبعًا لاختلاف حاله، فإذا كان السحر قد أثَّر على عقله وإدراكه فلم يعد يدري ما يقول وما يفعل: فهو كالذي يغضب غضبًا شديدًا فيخرج عن حد الاختيار فيقول كلامًا لا يدري ما معناه: فهذا ليس لطلاقه بل ولا لغيره – كاليمين أو النذر – أي اعتبار من حيث الأحكام المترتبة عليها.

وإن كان السحر لم يؤثر على عقله وإدراكه بل أضعفه وأمرضه – مثلًا -: فإنه إن طلَّق وقع طلاقه، وإن نذر لزمه اليمين، وإن نذر وجب عليه الوفاء بنذره.

وثبوت الضرر بالسحر ثابت في الشرع، بل ثابت فيه أيضًا حصول التفريق بين الرجل وامرأته، لكن لا يكون ذلك إلا بعد أن يشاءه الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملَكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما ‏يفرِّقون به بين المرء وزوجه ‏وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله } ‏[ البقرة / 102 ].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

ومَن سُحر فبلغ به السحر أن لا يعلم ما يقول: فلا طلاق له.

” مختصر الفتاوى المصرية ” ( ص 531 ) للبعلي.

ولا نستطيع أن نحكم بأن شخصًا ما قام بطلاق زوجته تحت تأثير السحر أو لا، أو كان السحر مؤثرًا أو لا بمجرد كلامه، فقد يدَّعي كثيرون أنهم لم يكونوا بوعيهم وأنهم مسحورون، بل يكون مرجع الأمر إلى القاضي الشرعي الذي يبحث القضية ويستعين بأهل الخبرة الذين يعرفون مثل هذه الأمور، ثم يكون حكمه في هذه المسألة.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة