لا تشعر نحو زوجها قبل الدخول بانجذاب وتريد النصيحة

السؤال

سأكون شاكرة جدًّا لكم إن أجبتم على رسالتي لأني على ضوء إجابتكم سأحدد كيف أعيش جزءً من حياتي .  أبلغ من العمر 27 عاما ومتدينة منذ صغري، وبسبب ما رأيت في البلد التي تلقيت فيها التعليم قررت ألا أتزوج إلا بشخص ليس له علاقات قبل الزواج ومتدين – وأنتم تعلمون أن مثل هؤلاء الأشخاص يندر وجودهم -، وقبل شهرين مضت تقدم لي شخص للزواج، ويقول الناس إنه يتماشى مع الصفات التي أريدها، وقد كانت هناك أشياء في مظهره جعلتني أنفر، لكني قررت أن أكون ناضجة وأن أتبع حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ” إذا أتاكم مَن ترضون دينه وأمانته فزوجوه “، أصبحت مخطوبة له غير أنه بسبب طلب والديّ ” كتبتُ الكتاب ” – (عقد القران ) – .

بالنسبة لي لم تكن لي معرفة مسبقة به فهو غريب عني تمامًا، ولم تكن هناك أية مشاعر تربطني به، ولم أسمح له بالاقتراب مني أو التعبير عن عواطفه حتى بالكلمات لأني لم أستطع قبول مثل هذه الأفعال، ربما لكوني غير معتادة على الرجال أو لأني لا أستلطف، في الحقيقة أنا لا أعلم.

أنا امرأة خجولة ولا أشعر بالراحة لوجود الرجال حولي لتديني، وقد صليت صلاة الاستخارة وانتظرت حدوث تغير في مشاعري لكن ذلك لم يحدث.

وسؤالي هو:

  • هل يعتبر عدم سماحي له بلمسي ذنبًا؟ خاصة أنه حسب تقاليدنا فإن ” كتب الكتاب ” يشبه الخطبة، فالناس يمكن لهم فسخه إذا أحسوا أنهم لم يتقبلوا بعضهم.
  • رأيته فقط ثلاث مرات، ونحن نتحدث حاليًّا عبر الهاتف، ولم تتغير مشاعري تجاهه، كيف لي أن أعرف إن كان عدم ارتياحي للبقاء معه بسبب أنه ليس الشخص المناسب أو أنه بسبب كونه رجلًا وأني لست معتادة على هذا؟.
  • هل هناك صلاة أو دعاء آخر يمكنني قوله لاكتشاف الفعل الصواب – ( أي: أن استمر معه أو أن أتركه ) -.

الجواب

الحمد لله

أولًا: يبدأ الزواج الشرعي بإبداء الرغبة من طرف الرجل لنكاح امرأة ما، فإذا وقعت الرغبة في قلبه وعيَّن المرأة فإنه يبدأ بالخطوة الثانية وهي النظر إلى المخطوبة، وفي هذه الفترة يتم السؤال من قبل الطرفين كل عن الآخر وتتم الاستخارة الشرعية، وتسمى هذه الفترة ” الخطوبة “، فإذا تمت الموافقة من قبل المرأة ووليها، فإن الزوج يبدي رغبته في النكاح بقوله، فتوافق المرأة ووليها ويشهد على ذلك الشهود العدول، وهذا هو الزواج الشرعي، فإن كانت ظروف الزوج متيسرة لأخذ زوجته إلى بيت الزوجية ولا فإنها تبقى في بيت وليها، وهذه الفترة تسمى ” الزواج قبل الدخول “.

وفي هذه الفترة يحل للزوج أن يلمس زوجته – ولو قبل الدخول – وأن يقبِّلها، لكن لا يُنصح بتمكينه من الجماع سدًّا للذريعة، وخشية من ترتب آثار سيئة على هذا؛ إذ قد يحصل فض للبكارة، أو حملٌ، ويكون بعده وفاة لهذا الزواج أو طلاق منه، وهو ما سيسبب حرجًا بالغًا للمرأة وأهلها.

فليس العقد الشرعي هو الخِطبة، وعليه فلا ينبغي لكِ عدم السماح له بلمسكِ أو تقبيلكِ.

ثانيًا: الزواج آية من آيات الله سبحانه وتعالى، وهو الميثاق الغليظ الذي يربط المرأة بالرجل، فتكون المرأة محرَّمة على الرجل فيحل له منها كل شيء بكلمة الله سبحانه وتعالى، وهو موافق للفطرة غير مخالفٍ لها، وإن شعوركِ بالخجل قبل العقد يمكنه أن يزول مع هذا الزوج والذي كان غريبًا ودخل حياتك بكلمة الله، فهو أمرٌ صعب وثقيل على أهل الخلق والدين، ولا يزول مباشرة، بل يحتاج إلى وقت وتدرج.

فننصحك بالإكثار من مكالمته هاتفيًّا، والتعود على كتابة الرسائل له، فمثل هذه الأشياء قد تحرك عاطفتكِ نحوه، وترغبكِ فيه أكثر، وعندما يكون بعده لقاء مواجهة فستشعرين بما لم يكن عندكِ قبله.

ولا ننصحكِ وأنت على هذه الحال الحاليَّة أن توافقي على الدخول، فقد يسبب لكم هذا التسرع بزيادة النفرة منه، ولن تستقيم الحياة بعده إلا أن يشاء الله، وتأخير الدخول من أجل التعود على الزوج أمرٌ يصب في صالح سعادتكم الزوجية.

ثالثًا: وقد أخطأتِ في صلاة الاستخارة لأجل تغير مشاعركِ؛ لأن تغيير المشاعر له أسبابه الحسيَّة المعروفة، وكان موضع صلاة الاستخارة هو قبل الموافقة على هذا الزواج، ويمكن أن تصلي الاستخارة قبل الدخول لتسألي الله تعالى أن يقدِّر الخير وييسره لك من حيث توقيت الدخول.

كما وننصحك بهذه الأدعية النبوية، ولعل الله تعالى أن يصلح حالك إلى ما هو خير لدينك ودنياك:

  • ” ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار “.
  • ” اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمَتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيتَ به نفسك، أو علمتَه أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي “.

وأما بالنسبة للبقاء مع هذا الزوج أو طلب الفسخ: فهو يرجع إلى ما ترينه من تغيرٍ لحالكِ وشعوركِ نحو زوجكِ، فإن رأيتِ تحسنًا وتغيرًا إلى الأفضل: فالبقاء معه أحسن، وإن رأيتِ استمرارًا لما أنتِ عليه أو زيادة نفرة منه: فلا ننصحكِ بالبقاء معه، وقد يكون الخير لكِ وله هو الطلاق, والأفضل أن يكون هذا بعد تفكير واستشارة من والديك وأهل العلم والخبرة بحالكِ.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة