مشكلة عائلية بين ابن وأبيه

السؤال

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, ونشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو منكم إفتائي في هذه الأمور التي سوف أعرضها عليكم بشي من التفصيل:

أنا شاب عشت في إحدى دول الخليج فترة من الزمن, وعندما أنهيت دراستي الثانوية عدت إلى بلدي في زيارة، وقد سجلني والدي حسب رغبتي لدراسة الطب في بلد غير إسلامي أو عربي لأن الطب فيه متقدم وكانت المعيشة فيه أرخص, وفي أثناء زيارتي تلك إلى بلدي الأم أحرج بعضُ عمال المزرعة والدي في مسألة عدم زواجي وأخبرهم من باب المزح بأنني لا أريد الزواج ( وفعلًا كنت أريد أن أكمل دراستي أولًا ) ولكن لا أعرف كيف تسارعت وتيرة الأحداث ولم يأتِ مغرب اليوم التالي إلا وقد خطبت بنت من القرية لا أعرفها من قبل مطلقًا سوى أنه أثناء الحديث قلت إنني موافق على الزواج وقال والدي: ” إذن ابحث لك عن عروسة “، فنظرت يمينًا ويسارًا ونحن في الحقل, فرأيتها وهي تعمل في حقل جدها ( والدها طلق أمها وهي صغيرة, فتربت عند جدتها العجوز والتي حاولت أن تسمم أحد أزواج بنات عيالها للحصول على إرثه فقد كان الوحيد ), فقلت لهم: إن العروس موجودة، وفعلا خطبتها وكل من في القرية على الرغم من كونهم أميين إلا أنهم نصحوني بأنها غير متعلمة وأنها لا تصلح لي, الخ.

سافرت إلى دراستي وعدت بعد سنة وتم الزواج وأمضيت 23 يومًا عدت بعدها لمواصلة دراستي وأنجبت ولدًا, المهم: ثلاث سفرات عرفت من خلالهن أنني لا أطيقها, ولا أريدها زوجة لي حيث اختلف التفكير, والأسلوب في الحياة, فهي غير متعلمة, ولا تقبل النصح, وتأكل ( القات ) سرًّا إلا إن أخبارها تصل لي، وتعترف عندما أواجهها, لا تصلي وترفض حيث إن جدتها ماتت وهي لا تصلي, ونصائح جدتها مغروسات في ذهنها، وترفض الصلاة حيث أنها تظن أن الصلاة للكبار فقط، يعني: قبل الموت.

حاولت أن أدخلها محو الأمية, رفضت، وخرجت من المدرسة عند سفري للدراسة, تمشي مع من أرفض أن تساير من النساء، الخلاصة أنه حتى عندما حاولت أن أرتب أوضاعي مع أسرتي وأخبرتها بضرورة أن تستخدم حبوبًا لمنع الحمل إلى أن أتخرج لأن والدي معارض إنجاب أكثر من ولد وهددني أكثر من مرة بأن يخرجني من المنزل لأنه غير مستعد أن يتحمل مصاريف الزواج والعائلة, على الرغم من أنه يمتلك من المال الكثير ولديه تجارة ممتازة ويعتبر من أغنياء المنطقة إن لم يكن أغناهم ( الله يبارك له ويزيده )، وحبوب منع الحمل تأخذهن أمامي وترميهن في الحمام إلى أن اكتشفت ذلك بالصدفة في الحمام, وعندما واجهتها أنكرت وعرفت أن السبب أن جدتها والنساء أخبرنها أن الشيء الوحيد الذي سيجبرني أن لا أطلقها هم الأولاد فأحسن لها أن تنجب أكثر عدد.

قبل أن أنسى, كنت قد كلمت والدي بعد سنتين من زواجنا أنني لا أريدها زوجة لي وأن وجودي في حياتها هو ظلم لها لأنني لن أسعدها وهي لن تسعدني وأن الزواج قسمة ونصيب, وأمور كثيرة منها أنني لا أريد معاشرتها وخاصة أنه أثناء المعاشرة تتألم وأضطر إلى التوقف أو الإكمال على مضض, وكثيرًا ما أذهب إلى المغسلة وأتقيأ، وأحس بغثيان حتى من النوم بقربها، والدي رفض فكرة الطلاق وحاصرني ماليًّا حيث قلل المصروف في الغربة إلى النصف وهدد أن ينهي مستقبلي والذي أدرس وهو الطب، حاولت أن أقنعه إلا أنه أصر على وجودها حيث إن وجودها في القرية مهم لأنها سوف تعتني بالحقول ( نحن نعيش في المدينة الآن ) وهو لا يريد أن يترك القرية من غير أحد، أخبرته أن هذا حرام لأن هذا استغلال وأن استغلالها فقط لهذا الأمر لا يجوز وأنني غير راغب فيها وهي تعلم ذلك أيضًا، ولكن كونها غير متعلمة, كان والدها يأمرها بأن تتمسك بي لكون حياتنا أحسن من غيرنا كون والدي غنيًّا, أنجبت لي ثلاثة أولاد, أدخلتني في خلافات حادة مع والدي، ولولا أن والدتي أقنعته لكنت الآن فلاحًا في القرية، نظرًا لما كان الوالد يمارسه عليَّ من حصار مالي لكي لا أطلقها ومضايقات أخرى فقد كنت أستلف منها أموال – ( ذهبها ) – وهي كانت تريد نوعًا آخر من الذهب، وأخبرتها أنني سوف أعيد لها ذهبها عندما تصلح أموري وهي لا تعلم أن سبب نقصان المصروف هو ضغوط والدي، الآن أنا مدين لها بما يوازي سبع مائة دولارًا يقل المبلغ ولا يزيد, وسوف أعود إلى الموضوع وأكمله من هنا:

أثناء دراستي هناك واجهتني الكثير من المشاكل والتي كان الوالد يرفض حتى أن يناقشها معي كون ذلك لا يعنيه ويجب عليَّ إن أحل مشاكلي بنفسي, حتى عندما أخبرته بأنني أصبت بنوبة صرع وأنني لا أريد أن أظل وحيدًا بعد زواجي وأريدها معي هناك، رفض بشدة وظن أن الجنس هو الذي أريده، والدي تربي فقيرًا في الميناء, وتحسنت حالته المادية أيام الطفرة في الخليج, وعاش وما زال مع الإنجليز ويعتبرهم أسياد العرب إلى الآن, لما لهم من مميزات علينا نحن المسلمين, والدي هداه الله يكره الملتزمين وأصحاب اللحى, ولا يصلي إلا الجمعة إذا ما تعارضت الصلاة مع أحد أعماله, له الكثير من المساوئ, أكبرها أنه يعيش مع امرأة أجنبية في بيت واحد معها فقط, ورفض عندما نصحه بعض الأقارب أن يخرجها لأنها كما قال ليست سوى موظفة في عمله الخاص غير الحكومي، وأن نصف مدخوله يأتي بفضلها، وأن لقمة عيش العائلة من تحت يدها، وهي امرأة نصرانية متبرجة وتلبس إلى شبر فوق الركبة ولها في بيته في الخليج غرفة ولا فندق مليئة بكل ما تحتاجه, ويرفض حتى مناقشة الأمر.

في غربتي وأثناء دراستي أخبرته بأنني أريد الزواج لأن الفتن كثيرة ( أخوكم محسوب على التيار الإسلامي ), طبعًا من باب جس النبض, أخبرني أن ثاني يوم أنه سوف يرسل مذكرة من الأمن ويقبضوا عليَّ إذا خالفت رأيه ويعيدني إلى الريف إن تزوجت, وإذا أردت الجنس أن أصاحب وأتخذ لي صديقة ولا فيه داعي أن أرتبط بواحدة طول عمري، والزواج أذية في الغربة ولا بأس بأن الإنسان يقضي حاجته بدينار أو دينارين بدل الزواج! والله كان هذا كلامه.

قررت أن أصبر على أمري، ولكن الشيطان كان يحاصرني بالفتن, وكثيرًا ما كنت أتعذب لما أنا فيه, وشاء الله أن جاء أحد المشايخ إلى بلد دراستي واستفتيته وأفتاني بأن أتزوج سرًّا عن والدي, إلى أن أنهي دراستي, وخاصة أن والدي كان يخبرني بأن أتزوج لو عشر أو يهودية المهم أن لا أتزوج حتى أنهي دراستي، فكان رأي الشيخ هو الضوء الأخضر حيث استخرت الله تعالى واستشرت بعض الأخوة الخيرين وتواصلت مع الشيخ الذي كان يشجعني على الزواج وأن الله سوف يسهل للمرء إذا أراد العفاف، وفعلًا ما هي إلا ثلاثة أو أربعة أشهر حتى تعرفت على عائلة لديهم بنت – ( العائلة نصرانية ) – وكان هذا عن طريق أخت زميل لي في كلية الطب, وقابلت البنت مع أمها وتعرفت بهم, وطلبت خطبة البنت, على أساس أننا نعرف بعضنا أكثر, وفعلًا خطبتها وظللنا سنة مخطوبين خلالها، بفضل الله أسلمت عن قناعة، وهي الآن أكثر تمسكًا بالدين من كثير من المسلمات هناك ولها مجهود طيب في الدعوة إلى الله بين المسلمات وغير المسلمات, ووالدتها وأخوها نستطيع أن نقول إنهم إن شاء الله قريبًا يسلمون, لولا خوفهم من والدهم المختل عقليًّا، تزوجتها بالسر وظللنا 6 سنين والله ساتر علينا على الرغم من أن الوالد قد زارني هناك 4 مرات ولا يخبرني أنه سوف يزورني, إلا عندما يأتي إلى البيت أو ألتقيه في المطار حيث كان يخبرني أنه أرسل لي رسائل مع مسافر وإذا هو والدي المسافر, فكان الله يستر دائمًا, عائلتها وافقوا بعد أن أقنعتهم هي وأنا أن لا دخل لوالدي في زواجي ( أخبرتني والدتي وأخواتي, حيث إنني الولد الوحيد في العائلة ), وكانوا يتواصلوا بالتلفون مع والدتي في بلدي الأصل, ورزقني الله من زوجتي الثانية ولد بعد خمس سنوات من الزواج ، وكنت قد أخبرتها عن حالي خلال سنة الخطبة عن كل شيء ووافقت هي وعائلتها على وضعي على أن أصحح الأمور عند تخرجي، تأخر تخرجي وتعرقل أربع سنين بسبب عمل انتقامي قام به الشخص الذي استخرج لي القبول في الجامعة لأن والدي لاحقه قضائيًّا في دولة الخليج واستخدم نفوذه هناك وأقفل مكتبه وسجنه سنة, فلما رجع إلى بلده ضرني وحرمني من نتائجي 4 سنين على الرغم من أن النتائج كانت تخرج ( غير رسمية ) بأنني ناجح، وقد كنت من المتفوقين ولله الحمد.

والدي زارني إلى الهند وعرف بما حصل، وأخبروه أنني تزوجت هندوسية وأن معي ولد حيث إنه سأل جيراني عني وكانوا ( مسلمين ) ولكن كلهم حسد وغل ويكرهون العرب لما لقوه من سوء معاملة في الخليج, استقبلت والدي وكانت زوجتي ترعي أمها المريضة ذلك اليوم, وشرحت له كل شيء وأنني تزوجت خوفًا من الحرام، وأنني لم أطلب منه مصاريف زواج حيث إن الزواج لم يكلفني سوى ما يعادل 100 ريال سعودي، خرجنا تعشينا بالمبلغ نحن ووالدتها وأخوها, لأنها تؤمن بالحديث النبوي الذي ما معناه ” إن أبركهن من قل مهرها “, وتعرف أنني طالب ولذلك رفضت طلب مقدم أو مؤخر، ولكن أن أراعي الله فيها وأن أهتم بها وأحسن معاشرتها ولا أخونها, ومن هذه الأمور.

ظلَّ عندنا ثلاثة أيام وأعجب بها وخاصة أنها بريطانية تعيش في ” الهند “, وأنها متعلمة – ( ماجستير أدب إنجليزي ) -, وملتزمة ومحافظة على بيتها ونظافته وأعجب كثيرًا بالولد, وأهدى لنا بعض الهدايا ودفع عني بعض الديون على استحياء.

المهم : رجع إلى الخليج وغيَّر رأيه وكأنه لم يأتِ إلى الهند, ورفض إن يرسل لي مصروفًا ولو فلسًا واحدًا، وطلب أن أترك الدراسة وأن أرجع إلى الخليج, وأغراني أن يفتح لي تجارة على أن أطلِّق زوجتي الثانية, وأن الطب ليس فيه فلوس ولا مدخول وأنه يريدني أسافر إلى بلدي الأم, وأهتم بالعائلة, ووافقت على أن أسافر إلى اليمن على شرط أن أسدد ديوني أولا في الهند, وأنني لن أطلق زوجتي, فوافق على أن أسافر، ووعدني أن يعطيني فلوسًا أسدد ديوني, إنني إذا استطعت التحويل وتكملة دراستي في بلدي دون أن أدفع رسومًا فسوف يساعدني كثيرًا في مشاكلي المالية, وإن وضع عائلتي في الهند سوف يكون مؤمنًا إلى أن نرى ما يمكن عمله، اضطررت إلى الرجوع إلى بلدي وقدمت شهاداتي وقبلوني في السنة الأخيرة من الدراسة طبيب عام، وحينها عرفت أن كل كلامه كان مجرد خدعة وكذب علي استدراجًا لكي أخرج من الهند وأعود إلى بلدي, والتي كان يتوقع أن لا أستطيع الالتحاق بالجامعة وأن أعمل في الحقول والقرية، وأن حاجتي للمال سوف تدفعني لتنفيذ كل رغباته والتي أولها أن أطلق زوجتي الثانية وأن أظل متزوجًا الأولى لأنها أكثر فائدة في الحراثة وعمل القرية.

مرت ستة أشهر وأنا أستلف ثلاث مائة دولار من أقاربي شهريًّا وأحيانا تأتي كمساعدة لي حيث إن الجميع يعلم كيف يعاملني الوالد ومدى قسوته وحرصه على المال, والآن هو يريدني أن أترك دراستي والتي لم يبقَ على تخرجي كطبيب إلا 9 أشهر، وأنا في وضع لا يعلم به إلا الله تعالى.

نيتي أن أسرِّح زوجتي الأولى عند توفر المال لكي أسدِّد الديْن الذي لها, وخاصة أنها بدأت تتعامل مع المشعوذين للتفريق بيني وبين الزوجة الثانية, ونحن الآن منذ قدومي قبل 6 أشهر لم يحصل بيننا جماع وهي تعرف أنه عندما أسلمها فلوسها سوف ينتهي الأمر, والأسوأ أن والدي يعاند العائلة بأن تظل في المدينة عندي لكي يغيظني بها, ولا يراعي إنسانيتها, وإنما هي أداة يستخدمها ضدي فقط.

إنني قد نطقت ( وحدي ولم يكن أحد عندي, وأنا أقولها اليوم لكي لا أغش نفسي ) بأن زوجتي الثانية مطلقة ولا يمكن أن أواصل هذا الزواج, ووصل الأمر إلى أن أخبر بعض الأصدقاء ليظنوا أنني قد طلقتها, وكل من يعرف العائلة يعرف أن والدي هو سبب عذابي وعذاب زوجتي الأولى حيث إنها كلما تأخرت معي قلل من فرص زواجها مرة ثانية وذلك لأنها سوف تتقدم في السن، وهي لا تريد أن تذهب إلى بيت أبيها لأن حياتها لن تكون منعمة مثل حالها الآن إلا أنها نفسيًّا محطمة معي, ولا أعرف كيف أنهي هذا الزواج, فأرجوا منكم النصح والتوجيه.

الآن وهذه صورة حالي على كثرة التعقيدات فيها فإنني أرجو منكم أن تساعدوني في إيجاد حل، وأن تفتوني فيما أنا فيه، وقد نصحني بعض الأصدقاء بأن أبحث عن من يتولى نفقات دراستي على أن أسددها عند تخرجي مع إضافة مبلغ مالي فوقها أو نسبة مئوية ، وطرق أخرى، فما هو الحكم الشرعي في هذا الأمر؟.

إنني أمر بعذاب نفسي لا يعلم به إلا الله تعالى, فأرجو منكم المساعدة والنصح والإرشاد، وأسأل الله التوفيق لي ولكم, والله لا يضيع أجر من عمل خيرًا, ومن فك كربة أخيه فك الله كربتة يوم القيامة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب

الحمد لله

أولًا:

كان بداية الأمر خطأ منك؛ وذلك بسبب زواجك ممن لا ترغب، فأنت تقول إنك نظرت في الحقل يمينًا وشمالًا فرأيت بنتًا تعمل، وخطبتها وتزوجتها! وهذا الزواج لا تستقيم به – غالبًا – الحياة الزوجية؛ وليس ذلك لأنها عاميَّة، بل لأنك لا تعلم عن خلقها ودينها شيئًا، وقد ظهر ذلك لكَ جليًّا بعد زواجكَ منها، من ترك الصلاة وأكل ” القات ” والتعامل مع المشعوذين وغير ذلك.

ثانيًا:

وأخطاء والدكَ كثيرة متعددة، ومنها: إجباره لك على أن تبقى معكَ زوجتك الأولى على ما عندها من أفعال، وعلى ما ترتكبه من معاصي، بالإضافة إلى عدم رغبتك بها، فكان الواجب عليه أن لا يبقيها معك، ولم يكن لك أن تسمع لكلامه، وكان عليك تطليقها، ويجب أن تسارع في هذا، ولا تنتظر مشورة والدك ولا أمره، وما أخذته منها من ديْن فيجب عليكَ أداؤه، ولا تنتظر حتى تطلقها لتعطيها ديْنها، فأنت مأمور بأن تمسكها بمعروف أو أن تسرِّحها بإحسان، وإن طلَّقتَها: فيجب عليك إعطاؤها حقوقها كاملة.

ثالثًا:

والطلاق الذي أوقعته وكنتَ وحدك يقع، ولا اعتبار بسماع الزوجة أو حضورها.

* قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -:

الطلاق يقع وإن لم يبْلغ الزوجة، فإذا تلفظ الإنسان بالطلاق وقال ” طلقت زوجتي: طلقت الزوجة، سواء علمت بذلك أم لم تعلم, ولهذا لو فرض أن هذه الزوجة لم تعلم بهذا الطلاق إلا بعد أن حاضت ثلاث مرات: فإن عدتها تكون قد انقضت مع أنها ما علمت, وكذلك لو أن رجلًا توفي ولم تعلم زوجته بوفاته إلا بعد مضي العدة: فإنه لا عدة عليها حينئذ لانتهاء عدتها بانتهاء المدة.

” فتاوى المرأة المسلمة ” ( 2 / 731 ).

رابعًا:

وعليكَ مداومة النصح لوالدكَ، فبغضه للمستقيمين، وتركه للصلاة، وتفضيله للزنا على الزواج: أشياء تخرجه من الملة، وسكن امرأة أجنبية معه من الكبائر، هذا بالإضافة إلى ظلمه لكَ ولزوجتك الأولى واستغلالها في العمل معه.

فإذا لم يكن يسمع منك النصح والتوجيه فعليك البحث عن طرق أخرى لإيصال حكم الشرع في أفعاله لتحذيره منها وللكف عنها.

خامسًا:

دراستك في جامعة مختلطة حرام، وفيها من المفاسد الشيء الكثير.

سادسًا:

وعليك الاستعانة بالله تعالى في تفريج كربك وتيسير أمرك، ومَن نصحَك بأن تأخذ مبلغًا على أن تسدده بأكثر مما أخذتَ: فقد نصحك بالشر والمعصية، وهذا من الربا الصريح الذي لا يحل لك الإقدام عليه.

وسب العمل الحلال كثيرة، ولعلك أن تكون تخرجت وعملت في مجال دراستك، فاستعن بالله ولا تعجز.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة