ما صحّة حديث: ( لا يصيب رجلًا خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب, وما يعفو الله أكثر ).

السؤال

ماهي درجة هذا الحديث :

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: ” لا يصيب رجلًا خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب, وما يعفو الله أكثر “.

– وهل يعني أن كل ما يصيب الإنسان هو بسبب ذنوبه؟ هذا قرأته في ” تفسير القرطبي “.

– مع العلم أني بحثت في ” صحيح البخاري ” وفي ” فتح الباري ” ولكني لم أجده.

الجواب

الحمد لله

هذا الحديث رواه الطبري في ” التفسير ” ( 5 / 175 ) والبيهقي في ” شعب الإيمان ” ( 7 / 153 ) من مرسل قتادة.

والمرسل هو ما يرويه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم دون واسطة بينهما، وهو من أقسام الضعيف، فالحديث إسناده ضعيف.

وليس كل ما يصيب المسلم يكون نتيجة ذنوبه، بل قد يكون مجرد ابتلاء لرفع الدرجات، وإن كان الأكثر مما يصيب المسلم إنما هو بما كسبت يداه، كما قال الله عز وجل: { مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا } [ النساء / 79 ]، وقال تعالى: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } [ الشورى / 30 ].

قال ابن كثير- رحمه الله-:

ثم قال تعالى مخاطبًا لرسوله صلى الله عليه وسلم- والمراد جنس الإنسان ليحصل الجواب: { ما أصابك مِن حسنة فمِن الله } أي: مِن فضل الله ومنَّته ولطفه ورحمته، { وما أصابك مِن سيئة فمِن نفسك } أي: فمِن قِبَلك ومن عملك أنت، كما قال تعالى { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } قال السدي والحسن البصري وابن جريج وابن زيد: { فمِن نفسك } أي: بذنبك، وقال قتادة في الآية { فمن نفسك } عقوبة لك يا ابن آدم بذنبك، قال: وذُكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يصيب رجلًا   خدش عود… – فذكره-.

” تفسير ابن كثير ” ( 1 / 529 ).

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة