صنع سحر عطف لامرأة فتزوجها وأنجبت له فكيف يصنع إذا أراد التوبة؟
السؤال
يا شيخ حدثني أحد الأشخاص بأنه عمل حرزًا ( عملًا ) لبنت، ومن ثم تزوجها، وأنجبت منه أطفالًا، الآن الرجل يسأل هل هذا حرام أم حلال؟ هل حرام أنه عمل حرزًا للبنت لكي تحبه ومن ثم يتزوجها؟.
الجواب
الحمد لله
أولًا:
لا شك أن ما فعله ذلك الرجل ليتزوج تلك المرأة هو ضرب من ضروب السحر، ويسمَّى ” سحر العطف “، وقد جاءت تسميته في الشرع ” التِّوَلة “، وحكم عليه الشرع أنه شرك.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعود قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ( إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ ). رواه أبو داود ( 3883 ) ، وابن ماجه ( 3530 )، وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود “.
* قال ابن الأثير الجزري – رحمه الله -:
( التِّوَلة ) بكسر التاء وفتح الواو: ما يُحبِّب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره، وجعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى.
” النهاية في غريب الحديث ” ( 1 / 200 ).
* وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
والتوَلة بكسر المثناة وفتح الواو واللام مخففًا: شيءٌ كانت المرأة تجلب به محبة زوجها، وهو ضرب من السحر، وإنما كان ذلك من الشرك لأنهم أرادوا دفع المضار وجلب المنافع من عند غير الله. ” فتح الباري ” ( 10 / 196 ).
– وحكم ذلك الرجل دائرٌ بين وقوعه في الشرك الأكبر أو الأصغر.
* قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
وقوله: ( شِرك ) هل هي شرك أصغر أو أكبر؟.
نقول: بحسب ما يريد الإنسان منها، إن اتخذها معتقداً أن المسبِّب للمحبة هو الله: فهي شرك أصغر، وإن اعتقد أنها تفعل بنفسها: فهي شرك أكبر.
” القول المفيد على كتاب التوحيد ” ( 1 / 129 ).
ثانيًا:
وأما ما يجب عليه الآن: فأمور:
- التوبة الصادقة والندم على ما فعل، مع العزم على عدم العوْد لمثله.
- أن يُتلف ذلك الحرز بالتقطيع أو التحريق، ويفضَّل أن يقرأ عليه قبل ذلك: المعوِّذات والفاتحة وآية الكرسي.
- توصية الزوجة بوقاية نفسها بالأذكار الشرعية، مع الوصية بعدم إخبارها بما فعل؛ لئلا تسوء العشرة بينهما.
* قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -:
ومن العلاج أيضًا: إتلاف الشيء الذي يظن أنه عمل فيه السحر من صوف أو خيوط معقدة أو غير ذلك مما يظن أنه سبب السحر, مع العناية من المسحور بالتعوذات الشرعية ومنها التعوذ ” بكلمات الله التامات من شر ما خلق ” ثلاث مرات صباحا ومساء وقراءة السور الثلاث المتقدمة – وهي ” الإخلاص ” و ” الفلق ” و ” الناس ” – بعد الصبح والمغرب ثلاث مرات، وقراءة آية الكرسي بعد الصلاة، وعند النوم .
ويستحب أن يقول صباحا ومساء ” بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ” ثلاث مرات؛ لصحة ذلك كله عن النبي صلى الله عليه وسلم, مع حسن الظن بالله والإيمان بأنه مسبب الأسباب وأنه هو الذي يشفي المريض إذا شاء. ” فتاوى الشيخ ابن باز ” ( 7 / 80 ، 81 ).
والله أعلم.