تعرفت على رجل أجنبي في موقع زواج فخدعها بعلاقة محرمة وتريد التوبة فماذا تصنع؟

السؤال

أعيش في ندم دائم منذ أسابيع حيث أني ارتكبت ذنبًا، من أجل أن أجد شريك حياتي دخلت على موقع على الإنترنت لأحدِّث شخصا ما، وبالفعل تحدثت إلى شخص ما، وبالفعل تعرفت على هذا الشخص وقابلته وقابل أسرتنا وبدأت المقابلات بيننا، في بداية الأمر كانت في الأماكن العامة، وبعد ذلك وقعنا فيما حرم الله عز وجل، ولكني عزمت أن لا أفعل هذا، وطلبت منه أيضًا أن لا يطلب مني شيئًا كهذا، ولقد أدرك أيضًا حرمة ما فعل، وعاهدني أن لا يفعل، ولكن للأسف عادت بنا الحال إلى أن وقعنا مرة ثانية فيما حرم الله.

ولكني أديت الحج – والحمد لله – ومع ذلك أشعر بأني ارتكبت ذنبًا من الكبائر، وهو يخبرني كثيرًا أنه يريد الزواج مني ولكني للأسف ونظرًا لما فعله شعرت بضعفه وأصبحت أشعر بالغضب منه الأمر الذي جعله لا يريد الزواج مني.

وللعلم لم تحدث بيننا كبائر ذنوب ولا أمور كبيرة، حاولت إقناعه كثيرا أنه ينبغي علينا التوبة وأن نتزوج ولكنه لم يستجب لي، أشعر بأسى وحزن شديد بل وندم على ما صرت إليه حيث أشعر أن هذا بسبب ضعفي.

يريد مني أن أسامحه ونبقى أصدقاء ولكني لا أريد أن أرتكب ذنبًا آخر في أن أكون صديقة له، ولا أريد أن أسامحه وأريد أن يتألم مما فعله معي.

أريد أن أتوب إلى الله عز وجل فهل من أدعية للتوبة؟ وهل عليّ وزر من أن لا أسامحه على ما فعل بل وألعنه؟.

الجواب

الحمد لله

أولًا:

المواقع الإلكترونية المختصة بالتعارف عن طريقها من أجل الزواج لم يُرَ منها إلا الشر والسوء؛ فإنه يدخل فيها كثير من العابثين من أجل اللهو ومن أجل اللعب بأعراض الفتيات والنساء، فيتم التعارف والوعود بالزواج مع الكذب في بيان حاله وحالته فقط من أجل الوصول لفريسته وقضاء شهوته المحرَّمة معها، وفي الغالب الأكثر لا يرضى صاحب المروءة أن تكون شريكة حياته ممن عرضت نفسها على تلك المواقع لتجد الزوج المناسب، ولذا فإن الصادقين من الداخلين لتلك المواقع أقل من القليل، ولذا لا نرى الدخول فيها، وللجادين والجادات في البحث عن الزواج اللجوء إلى الطرق الاعتيادية المباحة من أجل تحقيق هذا الغرض، وليس لهم أن يسلكوا طريق تلك المواقع ففيها من السوء والشر الشيء الكثير.

ثانيًا:

ولا شك أنك تحتاجين لتوبة مما حصل بينك وبين ذاك الرجل الأجنبي عنك من مراسلة ومحادثة ولقاء، ثم مما جرى مما هو أعظم من ذلك من الحرام، وليس ثمة أدعية تقال في التوبة أعظم من الاستغفار الصادق وطلب العفو من الله أن يغفر الذنب ويقبل التوب.

واعلمي أنه لا تكون توبة صادقة مع الاستمرار في الدخول لتلك المواقع، ولا مع الاستمرار في مراسلة الأجانب عنك من الرجال، ولا مع بقاء ذلك الرجل الأجنبي في حياتك، فحتى تكون التوبة صادقة لا بدَّ من التخلص من ذلك كله، فلا دخول لمواقع التعارف من أجل الزواج حتى لا تتكرر المعصية مع شخص آخر، ولا مراسلات ولا محادثات مع رجال أجانب، وكذلك يجب عليك قطع العلاقة مع ذلك الرجل الأجنبي والذي أوقعكِ في الحرام أكثر من مرة، وها هو يريد لتلك العلاقة أن تستمر بعد أن أظهر لك نيته بعدم رغبته التزوج منكِ، وهو يؤكد ما ذكرناه عن أحوال أولئك العابثين بأعراض النساء، وهو محتاج لتوبة صادقة بينه وبين ربِّه، وهو مذنب ذنوبًا عظيمة ليس يرفع آثامها مسامحة تصدر منك، وليس ثمة حاجة لأن تلعنينه؛ فليس المؤمن باللعَّان، ولا تعوِّدي لسانك على مثل هذا القول، واشتغلي بأمر توبتك والقيام بما يكفِّر ذنوبك من طاعات، ونرجو الله تعالى أن يكون قد غفر لك ذنوبك كلها بما قمتِ به من أداء مناسك الحج، ودعي أمره ليتولاه ربُّه وخالقه جلَّ في علاه.

ثالثًا:

واعلمي ليس ثمة صداقة بين النساء والرجال الأجانب عنهن، ولا تثمر تلك العلاقات والصداقات إلا الوقوع في المزيد من المحرمات، ولكِ في بنات جنسك غنية عن صداقة ذلك الرجل وغيره من الرجال الأجانب، فابحثي عن أخوات مستقيمات على الطاعة ليكنَّ صديقات لك تتعاونين معهنَّ على البر والتقوى، وتقوي إيمانك بصحبتهن، ولعلَّ الله تعالى أن ييسر أمر زواجك عن طريق إحداهن.

ونسأل الله تعالى أن ييسر أمركِ، وأن يلبسكِ لباس الطهر والعفاف، وأن يوفقك لما يحب ويرضى.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة