حديث أنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائين

السؤال

* جاء في الحديث أنه عند معصية آدم في الجنة ناداه الله:

( يا آدم! لا تجزع من قولي لك اخرج منها، فلك خلقتها، ولكن انزل إلى الأرض، وذل نفسك من أجلي، وافن في حبي، حتى إذا زاد شوقك إلي وإليها تعال لأدخلك إليها مرة أخرى. يا آدم! كنت تتمنى أن أعصمك؟ فقال آدم: نعم . فقال: يا آدم! إني إذا عصمتك فعلى من أجود برحمتي، وعلى من أتفضل بكرمي، وعلى من أتودد، وعلى من أغفر؟! يا آدم! ذنب تذل به إلينا أحب إلينا من طاعة تراءى بها علينا. يا آدم! أنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائيين ).

هذا ما فعله آدم من ذنب وأخرجه الله من الجنة.

الجواب

الحمد لله

ليس هذا الكلام من قول النبي صلى الله عليه وسلم في شيء، ولم نجده في كتب الحديث والأثر، وهو أشبه بكلام الصالحين منه بكلام النبي صلى الله عليه وسلم، فقد وردت بعضُ جمله في بعض كتب الوعظ والرقائق. روى البيهقي في “شعب الإيمان” (5/452) بسنده عن أبي علي صاحب عبيد الله الحبلي قال:

” أوحى الله عز و جل إلى داود عليه السلام: أنين المذنبين أحب إلي من صراخ الصديقين ” انتهى.

فالذي يبدو أن بعض الزهاد والوعاظ حكى هذه الكلمات على سبيل التخيل والتمثيل لخطاب بين الرب عز وجل وآدم عليه السلام، يصور بها شيئا من جود الله وكرمه وسعة مغفرته، فرواها الناس بعد ذلك على أنها من الأحاديث الثابتة النسبة إلى نبينا صلى الله عليه وسلم، ولذلك ذكر ابن القيم رحمه الله في “مدارج السالكين” (1/300) ما يشابه هذه العبارات المروية، ولكنه بدأها بقوله:

” كما قيل بلسان الحال في قصة آدم وخروجه من الجنة بذنبه: يا آدم لا تجزع من كأس زلل كانت سبب كيسك ….الخ ” انتهى.

 

أما معاني الحديث فهي مقبولة في الجملة، غير أن تدقيق معاني منطوق ومفهوم الحديث لا بد له من إسناد صحيح.

 

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة