هل الإسلام يجيز الإرهاب؟

السؤال

هل الإسلام يجيز الإرهاب؟

الجواب

الحمد لله

لا يمكن الإجابة على مثل هذا السؤال بنعم أو لا، بل لا بدَّ من الوقوف على معنى الكلمة قبلها أولا، ثم بعد ذلك نعرف هل الإسلام يجيز أو يمنع.

ومن الملاحظ – أخيرًا – أن الإعلام الغربي يحاول إلصاق تهمة ” الإرهاب ” بالمسلمين ويترك تحديد معناها وهو يحاول بهذا الإيحاء للعالَم أن الإسلام دين الوحشية والقتل والظلم للأبرياء!

وفي غمرة سكرتهم وفي أوج ظلمهم ينسى هؤلاء أنهم هم أهل الوحشية والظلم للأبرياء، فلا يمكن للهنود الحمر أن ينسوا ما فعله بهم الأمريكيون، ولا ينسى كذلك الصوماليون، ولا الأفارقة الذين استعبدوهم عندهم، ولا اليابانيون عندما ضربهم الأمريكيون بقنبلة ذرية فتلوا الآلاف وشوهوا الملايين.

ولا ينسى المسلمون المجازر الوحشية التي قام بها الروس الشيوعيون، ولا كذلك ما فعله البريطانيون والهولنديون والبرتغاليون في البلاد التي كانوا يحتلونها.

وينسى هؤلاء بل يسكتون بل يدعمون إرهاب اليهود وقتلهم للمسلمين في لبنان وفلسطين وإجهاضهم للنساء وقتلهم للأطفال.

فكل هذا لا يعدُّ إرهابًا عند الغرب والشرق الكافريْن، فإذا ما دافع المسلمون عن حقوقهم وردوا كيد عدوهم وقاتلوا من يقاتلهم ويقتلهم سموا ذلك ” إرهابًا “!

وهل اتفق الغرب والشرق على قتال المنظمات والجماعات الإرهابيَّة مثل جماعة ” بادر ماينهوف ” الألمانية، و ” منظمة الألوية الحمراء ” الإيطالية، و ” الجيش الأحمر ” الياباني، و ” الجيش الجمهوري ” الأيرلندي وغيرها كثير كما اتفق على قتال والتضييق على المنظمات الطلابية والجمعيات الخيرية التي ترعى شؤون الأيتام والأرامل والمساكين؟ إنه المكيال بمكيلين والحرب على الإسلام ليس إلا.

ولمثل هذا أمر الله تعالى بإعداد العدَّة من قبل المسلمين حتى ” نرهب ” الأعداء الذين يتربصون بنا الدوائر ، وحتى لا يقفوا حجر عثرة أمام سعادة الناس ودخولهم في دين الله تعالى.

قال الله تعالى: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } [ الأنفال / 60 ].

وقد حرَّم الله تعالى الظلم والتمثيل والقتل بغير حق حتى للحيوانات فضلًا عن البشر، وحرَّم الإسلام قتل الرهبان والنساء والأطفال.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن امرأة وُجدت في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولة فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان. رواه البخاري (2851 ) ومسلم ( 1744 ).

وعن عبد الله بن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النُّهبة والمُثلة. رواه البخاري (5197 ).

والخلاصة:

أنه إن كان يُقصد بالإرهاب: قتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ، وقتل من لا يستحق القتل من غير المحاربين: فظلم وافتراء، وإن كان يُقصد أنه يرغِّب بإعداد العدَّة للدفاع عن حمى الإسلام وأعراض المسلمين: فنعم هو يدعو لهذا ويرغب فيه.

والدول الكافرة التي تحمل المبادئ والعقائد الفاسدة تعبئ نفسها وتعظم ترسانتها للدفاع عن نفسها أو لنشر عقائدها الباطلة، فليسوا هم بأولى من الإسلام والمسلمين.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة