أسئلة عن الهلال كرمز للإسلام والكعبة والمسيح؟

السؤال

السؤال الأول:

لماذا تم اختيار الهلال كرمز للإسلام؟

السؤال الثاني:

هل كان الهلال هو رمز الإسلام زمن النبي صلى الله عليه وسلم؟

السؤال الثالث:

ولماذا توجد نجمة في وسط الهلال وفي الجزء الأيسر منه؟

السؤال الرابع:

ولماذا توجد صخور كبيرة في الكعبة؟

السؤال الخامس:

ماذا تعني هذه الصخور؟

السؤال السادس:

سمعت بأن المسيح صلى مثل المسلمين، هل هذا صحيح؟

السؤال السابع:

هل صلى جميع الأنبياء مثل المسلمين؟  وإذا كان الجواب بنعم، فكيف عرفت؟.

الجواب

الحمد لله

جواب السؤال الأول والثاني:

لم يُختر الهلال كرمز للإسلام من قبل الشرع، ولا من قبل القرون الفاضلة، والذين اختاروا هذا شعاراً لهم هم الفرس، وقلَّدهم المسلمون الجهلة بعدها حتى صار عند الناس أنه شعار للمسلمين.

* قال الدكتور محمد القيسي:

أول من عرف الهلال: الفن الساساني الإيراني ” الفارسي ” وكان يستخدم في بلاد الفرس في بعض الرسوم، ثم اتخذته ” بيزنظة ” واستعملته في زخرفة بعض مبانيها، وبعد ذلك اتخذه المسلمون رمزًا دينيًّا للمساجد يقابل رمز الصليب للكنائس، وظهر استعماله أولا في مصر وتركيا في عهد الفاطميين [ – العبيديين – ] والمماليك بعد أن انحرف اتجاه المسلمين من الاتباع إلى الابتداع. ” المساجد بين الاتباع والابتداع ” ( 26 ).

وقال:

أما الهلال الفارسي الذي اتخذه المسلمون شعارًا لهم، فقد وقع فيه المسلمون كما أشرنا من قبل بمحاولتهم إيجاد رمز للإسلام يخالف رمز الصليب للنصرانيَّة، وفاتهم أن الرموز أجنبيَّة عن مشاعر الدين الحق، وأنه ليس للمسلم أن يضيف جديدًا إلى شرع الله، وإذا أخطأ النصارى فرمزوا إلى دينهم بالصليب: فليس لنا أن نحاول تصحيح الخطأ بالسير على نهجه وابتداع رمز غير مشروع.

فلو كان في مثل هذه الأمور خيرٌ وتقرُّبٌ إلى الله سبحانه: لفعله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فكل الخير باتباع محمد صلى الله عليه وسلم وسنَّة الخلفاء الراشدين من بعده رضوان الله عليهم. ” المساجد بين الاتباع والابتداع ” ( 36، 37 ).

جواب السؤال الثالث:

لا نعرف سبب وضع النجمة في وسط الهلال وفي الجزء الأيسر منه.

جواب السؤال الرابع والخامس:

الصخور الكبيرة التي في الكعبة هي صخور بُني فيها هذا البيت الحرام، وقد بناها إبراهيم عليه السلام وولده إسماعيل، وهذه الصخور لا تعني شيئًا، وهي لا تعدو أن تكون صخور بناء متناسبة مع كبَر وعِظم أجسامهم.

جواب السؤال السادس والسابع:

ثبت عندنا أن الأنبياء عليهم السلام كانوا يصلون وكان في شريعتهم الاغتسال من الجنابة وكان عندهم الوضوء ولا تيمم؛ لأن التيمم من خصائص هذه الأمة.

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

وأيضًا: فقد أخبر الله عن الأنبياء بالسجود المجرد في مثل قوله { أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكيًّا } …

فإن قيل: أولئك الأنبياء إنما سجدوا على غير وضوء؛ لأن الصلاة كانت تجوز لهم بغير وضوء؟

قيل: لم يقص الله علينا في القرآن أن أحدًا منهم صلَّى بغير وضوء، ونحن إنما نتبع من شرع الأنبياء ما قصَّه الله علينا وما أخبرنا به نبيُّنا، فإنه قصَّ ذلك علينا لنعتبر به، وقال: { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } وكذلك ذكر عن الذين أوتوا العلم من قبله أنهم { إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجَّدًا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعًا } . ” مجموع الفتاوى ” ( 23 / 167، 168 ).

ولا تعرف حقيقة وطبيعة صلاة الأنبياء عليهم السلام، ومثل هذا العلم لا يمكن أن يُعرف إلا عن طريق الوحي، وقد جاء في شريعتنا أن عيسى عليه السلام سيصلي قبل قيام الساعة خلف إمامٍ من أئمة المسلمين، وهذا الحديث فيه – ولا شك – أنه سيصلي صلاة المسلمين.

عن جابر بن عبد الله قال: سمعتُ النَّبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم صلَّى الله عليه وسلم، فيقول أميرهم: تعال صلِّ لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة. رواه مسلم (156).

وأما ما كان يفعله – عليه السلام – في حياته قبل رفعه: فهذا لا يُعرف عندنا في دليل صحيح.

ويمكن القول إن صلاة الأنبياء قبلنا كان فيها: شروط مثل: الطهارة وستر العورة واستقبال القبلة، وأركان مثل: الركوع والسجود:

قال تعالى: { وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } [ يونس / 87 ].

* قال القرطبي:

والقول الأول أصح، أي: اجعلوا مساجدكم إلى القبلة، قيل: بيت المقدس، وهي قبلة اليهود إلى اليوم، قاله ابن بحر، وقيل: الكعبة، عن ابن عباس، قال: وكانت الكعبة قِبلة موسى ومن معه.

وهذا يدل على أن القبلة في الصلاة كانت شرعًا لموسى عليه السلام، ولم تخل الصلاة عن شرط الطهارة وستر العورة واستقبال القبلة، فإن ذلك أبلغ في التكليف وأوفر للعبادة. ” تفسير القرطبي ” ( 8 / 371 ).

وقال تعالى: { يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } [ آل عمران / 43 ]، وقال تعالى لبني إسرائيل: { وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } [ البقرة / 43 ].

تنبيه:

وفي كلام شيخ الإسلام السابق المنقول عنه: أن الوضوء من خصائص هذه الأمة، وهذا القول ليس بصحيح، لذا اختصرنا كلامه وحذفنا هذا الموضع، وننبه عليه هنا.

والصحيح أن الوضوء قد عُرف في الأمم السابقة، بل جاءت الأحاديث الصحيحة بقيامهم به، وأن هذه الأمة قد اختصت بالغرة والتحجيل دون أصل الوضوء، واختصت – كذلك – بالتيمم، ومما يؤيد هذا:

أ. قصة جريج الراهب، وفيها: ” فأتوه وكسروا صومعته فأنزلوه وسبُّوه، فتوضأ وصلَّى، ثم أتى الغلام فقال: من أبوك يا غلام؟ قال: الراعي … “. رواه البخاري ( 2350 ) ومسلم ( 2550 ).

ب. قصة إبراهيم عليه السلام وسارة، وفيها: ” ثم قام إليها فقامت توضأ وتصلي وتقول اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي هذا الكافر … “.

رواه البخاري ( 2104 ) – واللفظ له – ومسلم ( 2371 ).

ومما يدل على اختصاص هذه الأمة بالغرة والتحجيل:

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن حوضي أبعد من أيلة من عدن، لهو أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل باللبن، ولآنيته أكثر من عدد النجوم، وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه، قالوا: يا رسول الله أتعرفنا يومئذ؟ قال: نعم، لكم سِيما ليست لأحدٍ من الأمم تردون عليَّ غرًّا محجلين من أثر الوضوء “. رواه مسلم ( 247 ).

ومما يدل على اختصاص هذه الأمة بالتيمم:

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أعطيتُ خمسًا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة “. رواه البخاري ( 724 ) ومسلم ( 521 ).

* قال الحافظ ابن حجر – عند شرح حديث أبي هريرة قال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” إن أمتي يُدعون يوم القيامة غرًّا محجَّلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ” -:

واستدل الحليمي بهذا الحديث على أن الوضوء من خصائص هذه الأمة، وفيه نظر؛ لأنه ثبت عند المصنف في قصة سارة رضي الله عنها مع الملك الذي أعطاها هاجر ” أن سارة لما هم الملك بالدنو منها قامت تتوضأ وتصلي ” وفي قصة جريج الراهب أيضا ” أنه قام فتوضأ وصلى ثم كلم الغلام “، فالظاهر أن الذي اختصت به هذه الأمة هو الغرة والتحجيل لا أصل الوضوء، وقد صرح بذلك في رواية لمسلم عن أبي هريرة أيضا مرفوعا قال: ” سيما ليست لأحد غيركم “، وله من حديث حذيفة نحوه، و ” سيما “: بكسر المهملة واسكان الياء الأخيره أي: علامة. ” فتح الباري ” ( 1 / 236 ).

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة