كيف يقضي صلاة الجمعة؟

السؤال

ما حكم من يفوته صلاة الجمعة ( كان نائما تأخر في الاغتسال وداهمه الوقت وغير ذلك من الأسباب غير المقصودة ) ؟ وماذا يفعل يصلي الظهر فقط ؟ وهل يترتب على ذلك ذنب يجب تكفيره؟.

الجواب

الحمد لله

– جاء الوعيد الشديد في ترك الجمعة من غير عذر في غير ما حديث :

عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات ، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ” . رواه مسلم ( 865 ) .

وفي صحيح مسلم – ( 652 ) – من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة : ” لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ، ثم أُحَرِّقَ على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم”.

قال الإمام النووي :

جاء في رواية أن هذه الصلاة التي هَمَّ بتحريقهم للتخلف عنها هي العشاء ، وفي رواية أنها الجمعة ، وفي رواية : يتخلفون عن الصلاة مطلقاً ، وكله صحيح ولا منافاة بين ذلك .

ومن كان معذوراً لمرض أو نوم أو خوف أو سفر : فإنه يصليها ظهراً ، وهكذا فيمن كان غير معذور فلم يدرك الجمعة في المسجد ، فصلاة الجمعة لا تقضى بالفوات , وإنما تعاد الظهر في مكانها ، وعلى المتخلف عنها بغير عذر التوبة والاستغفار ، والندم على فعله والعزم على العوْد إلى فعله .

قال الكاساني :

وأما إذا فاتت عن وقتها , وهو وقت الظهر , سقطت عند عامة العلماء ; لأن صلاة الجمعة لا تقضى ; لأن القضاء على حسب الأداء , والأداء فات بشرائط مخصوصة يتعذر تحصيلها على كل فرد , فتسقط , بخلاف سائر المكتوبات إذا فاتت عن أوقاتها . ” بدائع الصنائع ” ( 1 / 269 ) .

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة :

ما حكم من بقي في بيته يوم الجمعة بعد سماع النداء الأول ينتظر سماع النداء الثاني ولم يسمعه ، ولما أتى المسجد وجد الجماعة قد فاتوه فصلى ظهراً ، فماذا يجب على هذا الرجل ؟ .

فأجابوا :

الصلاة ركن من أركان الإسلام ، وتجب المحافظة عليها في الجماعة ، ويجب على المسلم الاحتياط في وقت الذهاب إليها بحيث يدرك تكبيرة الإحرام مع الإمام في الصلوات الخمس ، أما الجمعة : فقد بيَّن الله وقت وجوب الذهاب إليها ، فقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون } [ الجمعة / 9 ] ، فإنْ فاتته الجمعة بعذر أو بغير عذر : صلَّى ظهراً ، وعليه التوبة إلى الله سبحانه إذا كان تأخره عنها بغير عذر شرعي .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود . ” فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ” ( 8 / 222 ، 223 ) .

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة