يقصر ويجمع صلاتي المغرب والعشاء في سفره مع علمه أنه سيصل منزله مع أذان العشاء

السؤال

أكون مسافرا من قرية تبعد عن مدينتي أكثر من 150 كلم، قبل صلاة المغرب وقبل أن أدخل مدينتي بحوالي 30 كلم أصلي المغرب والعشاء جمعا وقصرا، وأنا أعلم بأني سوف أصل منزلي مع أذان صلاة العشاء، فما حكم فعلي ذلك؟

الجواب

الحمد لله

فعلُك صحيح ، لكن ليس لك أن تجزم بقولك ” وأنا أعلم بأني سوف أصل منزلي مع أذان صلاة العشاء ” لأن هذا من علم الغيب ، والمسافر يدخل عليه وقتا الظهر والعصر معا في وقت الظهر ، كما يدخل عليه وقتا المغرب والعشاء في وقت المغرب ، وهو بالخيار إن شاء جمعهما جمع تقديم أو جمع تأخير .

قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – :

إذا جاز الجمع صار الوقتان وقتاً واحداً ، فيجوز أن تصلِّي المجموعتيْن في وقت الأولى ، أو في وقت الثانية ، أو فيما بين ذلك ، وأما ظن العامَّة أن الجمع لا يجوز إلا في وقت الأولى أو في وقت الثانية : فهذا لا أصل له ؛ لأنه متى أُبيح له الجمع صار الوقت وقتاً واحداً . ” الشرح الممتع ” ( 4 / 563 ، 564 ) .

وننبه الأخ السائل أن مكان القصر والجمع ينتهي من حيث بدأ ، ولا علاقة للمسافة به ، فمن سافر من المدينة النبوية – مثلاً – فإنه يبدأ القصر والجمع في حقه في ” ذي الحليفة ” ، فإذا رجع إلى المدينة فإنه ينتهي قصره وجمعه عند “ذي الحليفة “، فإذا دخل المدينة فلا قصر للصلاة ، ولا جمع – من غير عذر -.

قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – :

ولو دخل وقت الصلاة وهو في بلده ثم سافر فإنه يقصر ، ولو دخل وقت الصلاة وهو في السفر ثم دخل بلده فإنه يتم اعتباراً بحال فعل الصلاة . ” الشرح الممتع ” ( 4 / 523 ) .

ويجوز له أن يجمع جمع تقديم أو تأخير ولو غلب على ظنه رجوعه من سفره إلى بلده قبل الثانية أو وصوله إلى بلده قبل الثانية – أيضاً – .

 

الله أعلم.

المقالة السابقةكيف يقضي صلاة الجمعة؟
المقالة القادمةصلاة الحاجة وصلاة التوبة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة