
ما هي الفائدة الاستراتيجية التي تجنيها غزة من نشر بوستر يحمل الثناء والتزكية لحسن نصر الله، وتبجيله بلقب “شهيد” في ذكرى هجوم السابع من أكتوبر.
ما هي الإضافة الحيوية التي ستغير من موازين القوى في قضية فلسطين، بتصدير إمام ولاية الفقيه، والزعيم الروحي لمشروع الخميني. كبطل ورمز ثابت في القضية؟
ما هي الرسالة التي يحملها هذا البوستر المضلل، الذي يخفي نصف الحقيقة، للعالم وللمسلمين ولأهل غزة وحتى الأعداء والتحالف الغربي مع يهود؟
لماذا الإصرار على تحويل صراع فلسطين إلى قضية محور إيران الرافضي الإقليمي؟ وماذا تجني قضية فلسطين من هذا الانتماء الذي لا يمثلها عقديا ولا منهجيا ولا يقدم لها منفعة واعدة، تقلب موازين القوى أو تصنع فارقا في الوضع الراهن؟ فضلا عن كونه لم يحدث فارقا في الوضع السابق حين كان الطلب مُلحّا للتدخل الخارجي؟
لماذا يستمر السكوت على هذا الخطأ الاستراتيجي الذي يخالف الشريعة والسياسة الشرعية ومصالح القضية الفلسطينية؟ على اعتبار أن الجماعة التي تدافع عن فلسطين لا يُملى عليها ولا يجب أن تنصح علنا؟
وهل الاستعانة بإيران توجب تزكية أئمتها؟ كيف تقابلون رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا؟ كيف تقابلون الله جل جلاله؟ ولو حررتم كل فلسطين؟!
فكيف حين نرى أن هذا التحالف لم يحقق الوعود التي صدعنا بها محللون بهوى إيراني بحجة دفع الطغيان اليهودي؟ كيف ونحن نرى الاستهانة بثوابت الدين وفتنة الناس أمرا تجيزه نصرة القضية الفلسطينية؟
هل يجب أن نخرج الدراسات المؤصلة لتبيان حقيقة الدور الإيراني في القضية الفلسطينية وطبيعة مشروع ولاية الفقيه؟ لتعتدل العقول في قراءة مشهد الصراع؟ وتتسم ببعض النضوج الذي ستحترمه الأجيال يوما مقبلا؟
هل يجب أن نسرد جميع اقتباسات حسن نصر الله، ليعرف الناس الجزء المخفي من حقيقته الكاملة؟
هل يجب أن نزكم الأنوف بأهداف هذا المشروع الطائفي المعادي حتى يستحي الناس من تصدير أئمته علينا أبطالا بمنة لا تطاق ولا تليق؟
فإن كان كل من قدم شيئا لقضية فلسطين، كل من قال كلمة أو سدد رمية، يستوجب لقب شهيد وبوستر امتنان وشكر من المقاومة، في كل مناسبة وبلا مناسبة، فالأولى بهذا هو أسامة بن لادن، إمام الإرهابيين!
فقد قامت دعوته كلها من أول يوم على نصرة القضية الفلسطينية بل وضرب أمريكا نصرة لفلسطين ولا يزال قسمه الشهير لنصرة فلسطين، مدويا في أروقة الاستخبارات الأمريكية يوجب التربص والجمع والاستنفار في كل مكان في العالم وليس فلسطين فحسب؟ ولا تزال وصايا رجاله تكرر القسم بتحرير فلسطين وتضرب في زوايا الأرض لتذكر بهذه القضية المركزية.
فلم لا تصدر البيانات والبوسترات التي تمجد كل من قتل لأجل فلسطين وكل من رفع صوت فلسطين في قتال أو جهاد في هذا العالم على امتداد محور القضية! حتى نحدث بعض الإنصاف والتوازن ولا نتهم بالطائفية والانتماء لتحالف معادٍ لأهل السنة كما يبررون هذا الانتماء بحجة الضرورة لا الاعتقاد؟
أم أن القضية أضحت حصرية تحت مظلة ولاية الفقيه؟
وماذا قدمت ولاية الفقيه لغزة؟!! أو لفلسطين؟!! بعيدا عن الاستعراض الإعلامي والتحليل العاطفي المناكف، وبعض التحركات التي لم توقف الحرب ولم تخرج يهود من القطاع؟
إلى متى هذا الاستخفاف بالعقيدة والاستهانة بدماء المسلمين وحقوقهم، التي لا تسقط قطعا بالتقادم؟
ولم الإصرار على تضييق نطاق القضية الفلسطينية في جيب مصالح إيران واستراتيجية طهران التوسعية؟
أعلم أن هناك من سيقرأ هذه الكلمات بعين المتعصب الأهوج، وليس جديدا، فقد اعتدنا على ظلم وبلادة المتعصبين، ولكنها رسالة لعلها تصل صناع القرار في المقاومة: اتقوا الله، فليس الانتماء لهذا المحور المعادي هو الذي سينصر فلسطين مهما قدمت إيران من دعم ومهما خذلكم العالم.
فإن أصررتم على تمجيد قادة هذا المحور المعادي وتزكيتهم، فتحملوا إنكارنا ودفعنا لهذا الباطل بحجة لنا عند الله تعالى لا تأخذنا فيها لومة لائم.
وما الصمت على هذا التصدير، إلا خيانة للدين وأمانة النصح في الله تعالى. حتى لا يقال يوما ما، لم ينكر أحد، ولا يستهجن هذا الفعل مسلم!
لسنا مجبرين على الانتماء لمعسكر إيران لنصرة فلسطين، ولا للخضوع لحلف يhود والغرب الــ,ــكافر، وحتى بميزان الاستراتيجية والتخطيط العسكري والأمني واللوجستي وعدد ما شئت من مصطلحات الحروب والصراعات، فأرض الله واسعه وفضله لا يحصر.
ليس تلميع قادته ولا تبجيل أئمته الذين نعلم جيدا خلفيتهم العقدية والتاريخية، ماذا تعني لأهل السنة في العالم! هو الذي سيرفع الكرب عن القطاع المنكوب..!
فالله لا يجيز الركون ولا الظلم ولا التطفيف ولا نستجدي نصرا بالاستهانة بمظالم المسلمين ولا بالكذب وتوزيع صكوك التزكيات على أصول الدعم للجماعة لا أصول الإسلام العظيمة.
وليعلم الناس أن المساعدة لقضية فلسطين بغض النظر عن حجمها أو دوافعها لا تقدم صكوك تزكية بالشهادة!! فهذه مرتبة لا ينالها كل مدعٍ ولا متسلق ولا من تبرزه الشاشات.
وما لم نتأدب بهدي الإسلام العظيم ونكفّ عن العبث بالمصطلحات الشرعية وتضليل الناس، فمشوارنا طويل جدا. وسنن الله تتوالى لتأديب الجميع.
الرائد لا يكذب أهله، وأكتب هذه الكلمات تبرئة للذمة وقد اعتدت معارضة المتعصبين ولم تزدني إلا بصيرة، ولا تأخذني في سبيل الله لومة لائم.
حسن نصر الله ليس بشهيد، ولا ببطل لفلسطين ولا أهلها، ومهما كان دوره في قضية فلسطين فلن يكون أكبر من غيره ممن ساهم في دعم القضية بل وممن قدم لها أكثر بكثير من دور حزب الله الإيراني.
لله ثم للتاريخ، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
ليلى حمدان
٨/ ١٠/ ٢٠٢٥
خرج الرافضة من جحورهم، وصراخهم على قدر ألم صدورهم!
ليسمع الحاضر الغائب:
محور ولاية الفقيه ودعوته وقادته وكل من يناصره. تحت قدمي وقدم كل حر شريف على منهج النبوة، ولو نصبت لهم الأصنام في غزة والقدس.
ليلى حمدان
٩/ ١٠/ ٢٠٢٥
قال إحسان العتيبي:
يتشرفون بأن يكونوا تحت أقدامنا وأحذيتنا

