https://t.me/modar_abualhayjaa/8549
حتى تضع الحرب أوزارها ،،،
توقف حروب القتل في غزة نعمة .. فما المطلوب؟
إن الاستغفار والتوبة هو الواجب والمطلوب من المسلم الفرد والجماعة في حال تحقق النصر وتمكين العدل ودخول الناس أفواجا في دين الله.
فإذا كان التوجيه الرباني القرآني هو الأمر بالاستغفار والتوبة في حال تحقق النصر، فما هو المطلوب من المسلم الفرد والجماعة في حال وقوع الهزيمة؟
لابد أن يكون عنوان المسلم في طلب الإجابة الشافية هو كتاب الله ومنهج وسيرة النبي المعلم صلى الله عليه وسلم، ومن تبعه وسار على دربه من الصحابة الأوائل المعدلين بنص القرآن الكريم.
النظر والمراجعة والتصحيح هي مطالب حلول الهزيمة!
إن التجمل بعناوين النصر وشعاراته في حال الهزيمة هو نوع من أنواع الجهل والكبر المفضي لتيه أكبر، وهو ما وقع به بنو إسرائيل، وسار على دربهم القوميون والاشتراكيون والبعثيون والملالي الإيرانيون.
لقد ارتبط النص والتوجيه القرآني عند كل ذكر للغزوات التي حصلت فيها هزائم بوجوب النظر والمراجعة والتصحيح، وذلك بعد الإشارة للخطأ واتهامه دون تلبيس ولا مواربة، ودون مدح وثناء في مواطن الهزيمة المسؤولة.
غزوتا أحد وحنين نموذج التوبة الواجبة عند حلول الهزائم!
عندما يتلو المسلم كتاب الله ويمر أمام الآيات العظيمة التي نزلت بوحي على محمد صلى الله عليه وسلم لتصف حقيقة ما وقع في غزوتي أحد وحنين، ثم تشير للواجب على المسلمين إزاء الأخطاء الواضحة والمتهمة، فإن من سوية المسلم وخضوعه لله وتواضعه أمام الحق والحقائق أن يعترف ويقر بها ليصلحها مستعينا بالله.
إن كلام الله سبحانه وتعالى عن غزوتي أحد وحنين لا يذكر المسلم إلا بالأخطاء التي وقع بها بعض الصحابة -وهم خير الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم-، وهو ما يجب أن يقتدي به المسلم فردا كان أم جماعة، فيذهب للنظر والمراجعة والتصحيح متهما نفسه وفهمه وتخطيطه وتحالفاته، غير متألق ولا متجمل ولا مطفف في توصيف واقع الهزيمة وأسبابه العميقة.
الخطاب الإسلامي تجاه معارك غزة مفارق للخطاب الرباني والمنهج القرآني تجاه غزوتي أحد وحنين!
في غزة أحد يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ آل عمران:165
في غزوة حنين يقول الله سبحانه وتعالى:﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ﴾ التوبة:25
أما في خطابنا الإسلامي الذي يصف معركة الطوفان بعد أن وضعت الحرب أوزارها، فهو يتحدث عن تحقيق النصر أو نوع من أنواعه، دون اقتداء بالمنهج القرآني في تصوير الحقائق والعودة للحق، وهي علامة خطرة تشير للاستبدال القادم، فسنن الله لا تحابي أحدا حتى لو كان مجاهدا في الميدان مع النبي العدنان صلى الله عليه وسلم.
لاشك بأن الخطاب الإسلامي الحزبي والحركي السائد اليوم يظهر بوضوح تبنيه المنطق والمنهج القومي العربي أو البعثي أو حتى الإيراني الضلالي، حيث يصف -ولا يزال- كل هؤلاء هزائمهم بنوع من أنواع الانتصار، ولذلك خسروا وخابوا !
إن من يطلق معاركه الواعية المشروعة والمدروسة لا يصف هدف إيقافها دون تحقق أهدافها بالانتصار الكبير، فهذا لعمري إتلاف للعقل وتطفيف كبير !
فهل نتواضع ونعيد المراجعة لمناهجنا وخطابنا نحن الذين نسمي أنفسنا بالإسلاميين أتباع منهج الحق ما دمنا نصدح بالشوارع والميادين قائلين: القرآن دستورنا ومحمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا؟
مضر أبوالهيجاء فلسطين-جنين 9/10/2025

