حكم إخصاء القطط وقتلها

السؤال

أسأل عن تربية الحيوانات الأليفة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فأنا لم أجد حديثا حول الموضوع، فتربية الحيوانات الأليفة لم تكن معروفة في ذلك الزمن كما هي الآن.

  • هل يجوز لي منع تناسل قطتي بعملية؟
  • هل يجوز لي قتل القطة إذا أصيبت بجروح، أو كانت تعاني من ألم شديد؟
  • هل يجوز لي إطعام القطة اللحم العادي أو طعام القطط، أم أن علي إطعامها اللحم الحلال؟

أعتذر عن طرحي لهذه الأسئلة التافهة، لكن إذا كان ذلك لا يجوز فسيكون من الأفضل لي تجنبها.

الجواب

الحمد لله

  1. منع قطتك من التناسل منع لغريزة فطر الله خلقه عليها، ولا شك أن البهائم حكمها أهون من الإنسان، لكن لا يعني هذا التعدي على خلق الله تعالى.

وإذا تسببت هذه العملية بأذى، أو أحدثت مضاعفات مع القطة فإن هذا الفعل لا يجوز، وتحريم الأذى عام في البشر والبهائم، وهذه بعض الأحاديث الدالة على ذلك:  

عـن ابـن عمـر رضي الله عنهما: عن النَّبيِّ قَالَ: دَخَـلَت امْرأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأرْضِ.

– (خشاش الأرض): هوامُّها مِن فأرة ونحوها. رواه البخاري (6/438) و مسلم (16/172). وعندهما عن أبي هريرة كذلك.

وعن جابر بن عبد الله: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَيْهِ حِمَارٌ قَدْ وُسِمَ في وَجْهِهِ   فقَالَ: لَعَنَ الله الذي وَسَمَهُ. رواه مسلم (14/96).

  1. نعم يجوز لك قتل هذه القطة إذا كانت كما ذكرت، لكن ذلك مشروط بعدم قدرتك على تقديم علاج لها أو تخفيف مصابها.
  2. لا يشترط إطعام البهائم الطعام الحلال، ولا كذلك يجوز لصاحبها أن يتكلف طعامًا خاصا مكلفًا.

ومن فوائد وجود القط في البيت أكلها الفأرة وهي نجسة محرمة.

وقد نُقل الإجماع على جواز إطعام الميتة للكلاب التي يجوز لصاحبها اقتناؤها.

انظر ” سبل السلام ” للصنعاني ( 3 / 6 ).

  1. وليست هذه الأسئلة تافهة، لأن لها تعلقاً بالشرع ، فليس عليك جناح من السؤال عنها.
  2. وقولك في أول السؤال إنه لا يوجد أحاديث في تربية الحيوانات الأليفة خطأ، فقد وردت بعض الأحاديث الدالة على خلاف ما تظن، ومنها:

أ. عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وكان لي أخ يقال له أبو عمير قال: أحسبه فطيماً وكان إذا جاء قال: ” يا أبا عمير ما فعل النغير ” نُغَر كان يلعب به فربما حضر الصلاة وهو في بيتنا فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس وينضح ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا. رواه البخاري ( 5850 ) ومسلم ( 2150 ).

فهذا طير كان مع أخي أنس رضي الله عنهما وكان معه في بيته، ثم طار منه، فحزن ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يداعبه بتلك الكلمات.

وكثير من الصحابة كان عندهم خيل أو إبل أو غنم وهي من الحيوانات الأليفة، وكانوا يراعون فيها أدب الإسلام بالطعام والشراب وعدم تحميلها ما لا تطيق.

ب. عن أسماء بنت أبي بكر قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه قالت فكنت أعلف فرسه وأكفيه مئونته وأسوسه وأدق النوى لناضحه – ي: بعيره الذي يحمل الماء –  وأعلفه وأستقي الماء. رواه البخاري ( 4926 ) ومسلم ( 2182 ).

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة