ما هي آداب مقابلة الزائرين؟
السؤال
ما هي آداب مقابلة الزائرين “المزاورة” وفقا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
ملاحظة: بعض كلمات السؤال مبهمة وهذا أقرب معنى يتبادر إلى ذهني – المترجم -.
الجواب
الحمد لله
أولًا:
لا بد أن نعلم أن مِن أعظم المكرمات والأخلاق التي حرص الإسلام على غرسها وتثبيتها: خلق إكرام الضيف وفيه نزل قو له تعالى:{ ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } [ الحشر / 9 ].
عن أبي هريرة قال: ” جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني مجهود فأرسلَ إلى بعض نسائه فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء! ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك! حتى قلن كلهن مثل ذلك لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء! فقال: من يضيِّف هذا الليلة رحمه الله؟ فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا إلا قوت صبياني، قال: فعلِّليهم بشيء، فإذا دخل ضيفنا فأطفئ السراج وأريه أنا نأكل، فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه، قال: فقعدوا وأكل الضيف، فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة “. رواه مسلم ( 2054 ).
ثانيًا:
ذهب بعض العلماء إلى وجوب إكرام الضيف وهو مذهب الحنابلة، واستدلوا بحديث أبي شريح العدوي قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته، قال: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت “. رواه البخاري ( 6019 ) ومسلم ( 48 ).
ثالثًا:
من آداب الضيافة: مقابلة الزائر بالبشاسة والترحيب وفي ذلك يقول الشاعر العربي:
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ويخصب عندي والمكان خصيب
وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى ولكن وجه الكريم خصيب
رابعًا:
من آداب إكرام الضيف: تفقد حوائجه من طعام وشراب ومنام من غير إسراف أو تكلف، وعدم إحراجه أو مراقبته وهو يأكل، والانبساط إليه.
خامسًا:
عدم التطلع إلى عوراته، أو تتبع زلاته، أو النظر إلى حرماته أو عرضه.
سادسًا:
مسامرته، وإيناسه، والانبساط إليه، وقضاء حوائجه بالمستطاع.
سابعًا:
ذكر بعض السلف أن من خوارم المروءة استخدام الضيف، فيكون من تمام الإكرام: عدم استخدامه.
والله أعلم.