هل هناك سورة من القرآن أقرؤها لراحة نفسي؟

السؤال

هل هناك سورة من القرآن أقرؤها لراحة نفسي فأنا قلق بخصوص وضعي المالي وما يخبئه المستقبل وقد بدأت أصلي وقد ساعدني هذا كثيرًا ولكن ما هي السورة التي تريح نفسي؟

الجواب

الحمد لله

– ليس هنالك سورة من القرءان بخصوص ما ذكرت ـ فيما نعلم ـ ولكن القرءان كله شفاء.

قال الله تعالى: { وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا } [ الإسراء / 82 ].

* قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآيات:

يقول تعالى مخبرًا عن كتابه الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل مِن حكيمٍ حميدٍ إنه شفاء ورحمة للمؤمنين أي: يُذهب ما في القلوب من أمراض من شكٍّ ونفاقٍ وشركٍ وزيغٍ وميلٍ، فالقرآن يشفى من ذلك كله، وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة، وأما الكافر الظالم نفسه بذلك فلا يزيده سماعه القرآن إلا بعدًا وكفرًا، والآفة من الكافر لا من القرآن كقوله تعالى:{ قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد } [فصلت / 44 ]، وقال تعالى: { وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون. وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسًا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون } [ التوبة / 124 – 125 ]، والآيات في ذلك كثيرة .

قال قتادة في قوله { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين }: إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه.

{ ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا } أي: لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه فإن الله جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين.  ” تفسير ابن كثير ” ( 3 / 60 ).

وقال الله تعالى : { يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين } [ يونس / 57 ] .

وقال الله تعالى: {  ولو جعلناه قرءاناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته ءاعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى ألئك ينادون من مكان بعيد } [ فصلت / 44 ].

أما تخصيص لفظ ونص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  من الحديث من أجل الشفاء:

فعن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حزنٌ فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمَتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدًا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجًا، قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها “. رواه أحمد ( 3704 ).

فحاول حفظ هذا الحديث وترديده كلما ضاق صدرك وإن لم تستطع حفظه فحاول كتبه على ورقة واقرأه من الورقة كلما بدا لك ذلك.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة