العدو المفيد.

‏العدو المفيد.

لكاتبه: أ. مصطفى كامل.

لو أننا أنفقنا أياماً طوالاً للحديث عن نظرية ‎العدو المفيد المعمول بها بين ‎أميركا و ‎إيران لما كفتنا.

ارجعوا معي إلى عملية احتجاز الأميركيين في سفارة ‎واشنطن بـ ‎طهران سنة 1979 الذين أفرج خميني عنهم بعد دقائق فقط من أداء رونالد ريغان اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة، لتعرفوا حجم التخادم بين الطرفين على أساسٍ من هذه النظرية.

ولمن يريد معرفة المزيد عن هذه النظرية يمكنه العودة بالذاكرة إلى ما حدث في قضية إيران غيت، أو إيران كونترا، ليفهم كيف كانت الأسلحة الأميركية والصهيونية تتدفق على طهران خلال حربها ضد ‎بغداد، وبأوامر من الرئيس ريغان شخصيا.

أما تجلي هذه النظرية بين طهران وتل أبيب فتبدو واضحة في الجسر الجوي الذي نفّذته (‎إسرائيل) لإمداد نظام ‎#خميني (الإسلامي التحرري التقدمي) بالسلاح لإدامة حربه ضد ‎العراق، وهو الجسر الذي تواصل ولم ينكشف إلا بعد سقوط طائرة قرب مثلث الحدود الإيرانية مع ‎أذربيجان وأرمينيا.

كما يتجلى في بقاء خبراء صهاينة في خدمة سلاح الجو الإيراني حتى سنة 1987. وفي قضايا أخرى كثيرة.

لقد كان إظهار خميني زعيماً رائداً للكفاح ضد الامبريالية وبطلاً إسلامياً ضد الغرب، و ‎الولايات المتحدة و ‎العدو الصهيوني تحديداً، خطوة ضرورية جداً في إطار مساعي تثبيته إيرانياً وتسويقه في المحيط العربي والإسلامي، وقد نجح ذلك المخطط بشكل باهر.

إذ ليس سراً أن الداخل الإيراني كان بحاجة إلى (بطل) ضد الأميركان بعد مرحلة الشاه الذي كان شرطي أميركا في ‎الخليج العربي، كما كان تسويقه عربياً وإسلامياً لازماً في إطار مبدأ بريجنسكي المعروف القاضي بدعم الحركات الإسلامية ضد الأفكار الشيوعية والإشتراكية والقومية.

وما حصل بعد ذلك من علاقات للمرشد الإيراني مع قوى إسلامية، مثل الاخوان المسلمين، وقوى عربية، كمنظمة التحرير الفلسطينية، كفيل بإيضاح أهمية نظرية “العدو المفيد” وتسويق مرشد إيران ونظامها، بالتالي، عربياً وإسلاميا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
8,860المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة