جماعة التبليغ ما لها وما عليها

السؤال

ما حكم الجماعات (من الباكستان والهند وجميع الأمصار) التي تقضي أربعة أشهر وأربعين يوماً في مختلف أنحاء العالم لدعوة  المسلمين إلى واجباتهم الدينية؟.

الرجاء اعتبار سؤالي مُلحًّا.

الجواب

الحمد لله

” جماعة التبليغ ” من الجماعات العاملة للإسلام، وجهدها في الدعوة إلى الله لا يُنكر، ولكنها مثلها مثل كثير من الجماعات تقع في أخطاء، وعليها ملاحظات، ويمكن إجمال الملاحظات بما يلي:

  1. عدم تبني عقيدة أهل السنة والجماعة، وذلك واضح في تعدد عقائد أفرادها بل بعض قادتها.
  2. عدم اهتمامهم بالعلم الشرعي، بل رأينا من كثير منهم ذم العلم والعلماء.
  3. تأويلهم للآيات القرآنية ونقلهم لمعانيها على غير مراد الله تعالى، ومن ذلك تأويلهم لآيات الجهاد بأن المقصود بها ” الخروج للدعوة “، وكذا الآيات التي لفظ ” الخروج ” ومشتقاته إلى الخروج في سبيل الله للدعوة.
  4. جعلهم الترتيب الذي يحددونه في الخروج متعبَّدًا به، فراحوا يستدلون بالآيات القرآنية ويجعلون المقصود منها ما يحددونه من أيام وأشهر، ولم يقتصر الأمر على مجرد الترتيب بل ظل بينهم شائعًا منتشرًا مع تعدد البيئات وتغير البلدان واختلاف الأشخاص.
  5. وقوعهم في بعض المخالفات الشرعية من نحو جعلهم رجلًا منهم يدعو أثناء خروج الجماعة للدعوة إلى الله، ويعلقون نجاحهم وفشلهم على صدق هذا الداعي والقبول منه.
  6. انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بينهم وتبليغهم لها للناس، وهذا لا يليق بالذي يتصدى للدعوة إلى الله.
  7. عدم كلامهم عن ” المنكرات “، ظنهم أن الأمر بالمعروف يغني عنه، ولذا نجدهم لا يتكلمون عن المنكرات الفاشية بين الناس مع أن شعار هذه الأمة – وهم يرددونه باستمرار – { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ آل عمران / 104 ]، فالمفلحون هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وليس فقط من يأتي بأحدهما.
  8. ما يقع من بعضهم من الإعجاب بالنفس والغرور ويؤدي به ذلك إلى ازدراء غيره – بل والتطاول على أهل العلم ووصفهم بأنهم قاعدون ونائمون – ووقوعه في الرياء، فتجده يتحدث أنه خرج وسافر وانتقل وأنه رأى وشاهد، وهو يؤدي إلى وقوعه فيما لا يحمد مما ذكرنا.
  9. جعلهم الخروج للدعوة أفضل من كثير من العبادات كالجهاد وطلب العلم، مع أن ما يفضلونه عليه هو من الواجبات أو قد يصير واجبًا على أناس دون غيرهم.
  10. الجرأة على الفتوى والتفسير والحديث، وذلك واضح في كونهم يجعلون كل واحد منهم يخاطب الناس ويبين لهم، وهو يؤدي إلى جرأة هؤلاء على الشرع، فلن يخلو كلامه من بيان حكم أو حديث أو تفسير آية، وهو لم يقرأ في ذلك شيئًا، ولم يسمع أحًدا من العلماء لينقل عنه، وبعضهم يكون من المسلمين أو المهتدين حديثًا.
  11. التفريط في حقوق الأبناء والزوجة ، وقد بيَّنا خطر هذا الأمر في عدد من الأجوبة.

لذا فإن العلماء لم يجوزوا الخروج معهم إلا لمن أراد أن يفدهم، وأما الخروج معهم والتأثر بهم فلا يجوز لأنه ليس عندهم ما يستفيده المسلم منهم.

ولا ينبغي لنا أن نصد الناس عنهم بإسقاطهم بالكلية بل علينا أن نحاول إصلاح الخطأ والنصيحة لهم حتى تستمر جهودهم وتكون صائبة على وفق الكتاب والسنة.

* وهذه فتاوى بعض العلماء في ” جماعة التبليغ “:

  1. * قال الشيخ عبد العزيز بن باز:

فإن جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة، فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنّة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنَّة، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه.

” مجموع فتاوى الشيخ ابن باز ” ( 8 / 331 ).

  1. * قال الشيخ صالح الفوزان:

الخروج في سبيل الله ليس هو الخروج الذي يعنونه الآن، الخروج في سبيل الله هو الخروج للغزو، أما ما يسمونه الآن بالخروج فهذا بدعة لم يرد عن السلف.

وخروج الإنسان يدعو إلى الله غير متقيد في أيام معينة بل يدعو إلى الله حسب إمكانيته ومقدرته، بدون أن يتقيد بجماعة أو يتقيد بأربعين يومًا أو أقل أو أكثر.

وكذلك مما يجب على الداعية أن يكون ذا علم لا يجوز للإنسان أن يدعو إلى الله وهو جاهل، قال تعالى: { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة }، أي: على علم لأن الداعية لابد أن يعرف ما يدعو إليه من واجب ومستحب ومحرم ومكروه ويعرف ما هو الشرك والمعصية والكفر والفسوق والعصيان يعرف درجات الإنكار وكيفيته.

والخروج الذي يشغل عن طلب العلم أمر باطل لأن طلب العلم فريضة وهو لا يحصل إلا بالتعلم لا يحصل بالإلهام، هذا من خرافات الصوفية الضالة، لأن العمل بدون علم ضلال، والطمع بحصول العلم بدون تعلم وهم خاطئ.

من كتاب ” ثلاث محاضرات في العلم والدعوة “.

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة