التعليق على مقطع فيديو للدكتور فاضل السامرائي وفقه الله

التعليق على مقطع فيديو للدكتور فاضل السامرائي وفقه الله :
انتشر مقطع للدكتور الفاضل فاضل السامرائي في تفسير قوله تعالى – سورة المعارج – [ يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ (14) ] .
قال – حفظه الله – : إن المجرم لم يذكر أمَّه وأباه في الافتداء لأن ذلك يسبِّب غضب ربِّه تعالى عليه ، وذلك لعظيم منزلة الأبوين عند الله ، وأن المجرم لا يجرؤ على الافتداء بهما من نار جهنم .
وتعليقا عليه أقول :
1/ ليس في الآيات ذكر مَن يفتديهم المجرم من عذاب النار فهو لم يذكر أخا ولا ابنا وغيرهما ، بل كان الحديث عما ” يوده ” المجرم وليس عما ذكرهم لربه تعالى .
2/ جاء في بعض الآثار أن الإنسان لا يعطي أباه ولا أمه ولو حسنة واحدة قد تدخلهما الجنة ويفتديان بها من النار ، وهذا هو الواقع الشديد يوم القيامة والذي سيقع من المسلمين فكيف الحال مع المجرمين ؟! .
3/ حال أكثر المجرمين في الدنيا عدم الالتفات لأبويه عناية ورعاية وبرّاً ورحمة فكيف سيشفق على حالهم في الآخرة فلا يقدمهم فداء لنفسه من النار – لو حصل مجال للفداء ولن يحصل أصلا – فهل سيكون بارّاً عندما يكون الخيار بينه وبين أبويه فيمن يلقى في جهنم ؟! .
4/ الذي يظهر أن المجرم عندما يرى العذاب المهول لن يمنعه ذلك من افتداء نفسه بوالديه ! بل حتى بالأنبياء والمرسلين ! ويدل على ذلك قوله تعالى بعد تلك الآيات في سياق من يود المجرم لو حصل له الافتداء بأحد منهم ( وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ ) المعارج 14، ففي الحقيقة أن المجرم يود يوم القيامة لو يفتدي من عذاب جهنم بأمه وأبيه وأنه لا التفات وقتها لغير افتداء نفسه من تلك النار .
5/ والذي يظهر لي أن السبب في عدم التنصيص على الوالدين هو نفسه السبب في عدم ذكر الأنبياء والمرسلين وهو إكرام الله تعالى لذكرهم في الافتداء لا إكرام المجرم لذكرهما ولا لخوفه من غضب الله تعالى عليه زيادة .
والله أعلم
كتبه :
إحسان العتيبي
24 رجب 1438 هـ

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
10,000المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة