أخوهم أغضب والدَهم فقرّر حرمانه من كل شيء وأمر بمقاطعته، فما التوجيه؟

السؤال

سافر أخي الأكبر إلى باكستان وضغط عليه الأهل حتى تزوج ابنة عمنا ثم عاد إلى إنجلترا فقام بتطليق هذه الزوجة. وتزوج من أخرى مسلمة وعنده الآن ابنة من الزوجة الثانية عمرها 6 أشهر وقد قرر والدي حرمان أخي من كل شيء وقطع العلاقات معه ومنع أي منا من الاتصال به.

  • هل ما يفعله أبي صحيح؟
  • هل نطيع أبانا ونقطع علاقاتنا بأخينا؟

الجواب

الحمد لله

أولًا:

لا ينبغي لأبيك أن يجبر أخاك على الزواج ممن لا يريد، وطلاقه من ابنة عمك مباح لا ضرر فيه، وليس لأبيك أن يخاصم أخاكم بسبب أنه اختار من الزوجات من لا يريد أبوك، كما أن حرمانه من كل شيء دون إخوانه حرام أيضًا ولا يحل في الشرع.

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: ” سألتْ أمي أبي بعضَ الموهبة لي من ماله ثم بدا له فوهبها لي، فقالت لا أرضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدي وأنا غلام فأتى بي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أمه بنت رواحة سألتني بعض الموهبة لهذا قال: ألك ولد سواه، قال: نعم، قال: لا تشهدني على جور.

  • وفي رواية: ” لا أشهد على جور “. رواه البخاري ( 2507 ) ومسلم ( 1623 ).

فعدم التسوية بين الأولاد في العطية جور وظلم، فحاول نصيحة والدك وموعظته لعله يعود إلى الله تعالى ويترك ما هو فيه من المظالم.

ثانيًا:

أما هل لكم أن تطيعوا أباكم على ما أمركم به من هجر أخيكم: فلا تطيعوه؛ لأنه يأمر بمعصية وإثم وهي قطيعة الرحم من غير سبب مشروع.

قال تعالى:{ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}[المائدة/  2].

وعن علي رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فاستعمل رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه فغضب فقال: أليس أمركم النبي صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني قالوا: بلى، قال: فاجمعوا لي حطبًا، فجمعوا، فقال: أوقدوا نارًا، فأوقدوها، فقال: ادخلوها، فهمُّوا وجعل بعضُهم يمسك بعضًا ويقولون: فررنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من النار، فما زالوا حتى خمدت النار، فسكن غضبه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم  فقال: لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة، الطاعة في المعروف “. رواه البخاري ( 4085 ) ومسلم ( 1840 ).

وعن علي: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل “. رواه أحمد  ( 1098 ).

ولكن ينبغي أن تكون النصيحة بالحسنى والمعروف والمعاملة الصالحة، وأن تجتهد عليه بالدعوة إلى اتباع الحق وترك المظالم حيث أن فعله هذا مظلمة عظيمة، فاعمل على تقديم الوعظ والإرشاد له لعله يرجع إلى الله تعالى، ولا تعامله إلا بالحسنى والحكمة الصالحة والأسلوب اللين لقوله تعالى: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } [ النحل / 125 ].

وقال تعالى:{ ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون } [ العنكبوت / 8 ].

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة