ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن حاتم الطائي؟

السؤال

ماذا قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن حاتم الطائي؟

الجواب

الحمد لله

جاء في ” حاتم الطائي ” عدة أحاديث منها الحسن ومنها الضعيف ومنها الموضوع.

أ. عن عدي بن حاتم قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبي كان يصل الرحم ويفعل ويفعل فهل له في ذلك – يعني: من أجر -؟ قال: ” إن أباك طلب شيئًا فأصابه “.

رواه أحمد ( 32 / 129 )، وحسَّنه الشيخ شعيب الأرناؤط.

ب. عن عدي بن حاتم قال: قلت: ” يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم، وكان يفعل ويفعل رواه أحمد ( 30 / 200 )، وحسَّنه الشيخ شعيب الأرناؤط، وصححه ابن حبان ( 1 / 41 ).

ج. عن سهل بن سعد الساعدي أن عدي بن حاتم أتى رسول الله  صلى الله عليه وسلم فقال: ” يا رسول الله إن أبي كان يصل القرابة ويحمل الكلَّ ويطعم الطعام، قال: هل أدرك الإسلام؟ قال: لا، قال: إن أباك كان يُحبُّ أن يُذكر “. رواه الطبراني في ” الكبير ” ( 6 / 197 )، وفيه: رشدين بن سعد ، وهو ضعيف، لكن يشهد له ما قبله.

د. عن ابن عمر قال: ذُكر حاتم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ” ذاك رجلٌ أراد أمرًا فأدركه”.

* قال الهيثمي: رواه البزار، وفيه عبيد بن واقد العبسي ضعفه أبو حاتم.

” مجمع الزوائد ” ( 1 / 119 ).

لكن يشهد له ما قبله.

* قال ابن كثير: وقد ذكرنا ترجمة حاتم طيء أيام الجاهلية عند ذكرنا من مات من أعيان المشهورين فيها وما كان يسديه حاتم الى الناس من المكارم والاحسان، إلا أن نفع ذلك في الآخرة معذوق بالإيمان، وهو ممن لم يقل يومًا من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين. ” البداية والنهاية ” ( 5 / 67 ).

هـ. عن كميل بن زياد النخعي قال: قال علي بن أبي طالب: يا سبحان الله ما أزهد كثيرًا من الناس في خيرٍ عجبًا لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا فلو كان لا يرجو ثوابًا ولا يخشى عقابًا لكان ينبغي له أن يسارع في مكارم الأخلاق فإنها تدل على سبيل النجاح فقام إليه رجل وقال: فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين أسمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم وما هو خير منه لما أتى بسبايا طيء وقعت جارية حمراء لعساء زلفاء عيطاء شماء الأنف معتدلة القامة والهامة درماء الكعبين خدلجة الساقين لفاء الفخذين خميصة الخصرين ضامرة  الكشحين مصقولة المتنين قال: فلما رأيتُها أعجبت بها وقلت: لأطلبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجعلها في فيئي، فلما تكلمتْ أنسيتُ جمالها لما رأيت من فصاحتها، فقالت: يا محمد إن رأيتَ أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط ، وأنا ابنة حاتم طيىء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جارية هذه صفة المؤمنين حقّاً لو كان أبوك مؤمنًا لترحَّمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله تعالى يحب مكارم الأخلاق، فقام أبو بردة بن نيار فقال: يا رسول الله والله يحب مكارم الأخلاق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة أحد إلا بحسن الخلق.

رواه البيهقي في ” دلائل النبوة ” ( 5 / 341 )، ومختصرًا في ” شعب الإيمان ” ( 6 / 241 ).

* قال ابن كثير في ” البداية والنهاية ” ( 5 / 67 ):

هذا حديث حسن المتن غريب الاسناد جدًّا عزيز المخرج.

وهذه القصة أشبه ما تكون موضوعة لأسباب:

  1. يبعد أن يصدر من علي بن أبي طالب وصف لجسم هذه المرأة، فقد وصف فخذيها وساقيها وباقي أعضائها.
  2. في الإسناد: ضرار بن صرد، وهو: أبو نعيم الكوفي الطحان، قال أبو عبد الله البخاري وغيره متروك، وقال يحيى بن معين: كذابان بالكوفة هذا، وأبو نعيم النخعي، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف. انظر: ” الضعفاء والمتروكين ” لابن الجوزي ( 2 / 60 ) و ” ميزان الاعتدال ” للذهبي ( 3 / 449 ).
  3. وفيه: أبو حمزة الثمالي، وهو: ثابت بن أبي صفية الكوفي مولى المهلب بن أبي صفرة، واسم أبي صفية دينار، قال أحمد: ضعيف الحديث ليس بشيء، وكذلك قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال السعدي: واهي الحديث، وقال النسائي : ليس بثقة، وقال علي بن الجنيد: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف. انظر: ” الضعفاء والمتروكين ” لابن الجوزي ( 1 / 158 ) و ” ميزان الاعتدال ” للذهبي ( 2 / 83 ).
  4. وفيه: عبيد بن كثير بن عبد الواحد أبو سعيد التمَّار العامري الكوفي، قال الأزدي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: [ حدَّث ] عن أبان بن تغلب نسخة مقلوبة ليس يحفظ من حديث أبان، أُدخلت عليه فحدَّث بها ولم يرجع، حيث بُيِّن له، فاستحق ترك الاحتجاج به. انظر: ” المجروحين ” لابن حبان ( 2 / 176 ) و ” الضعفاء والمتروكين ” لابن الجوزي ( 2 / 160 ).
  5. وفيه: عبد الرحمن بن جندب، قال الحافظ ابن حجر: روى عن كميل بن زياد – رحمه الله تعالى-، روى عنه أبو حمزة الثمالي، مجهول. ” لسان الميزان ” ( 3 / 408 ).

* وقال الحافظ ابن حجر – في ترجمة سفانة بنت حاتم الطائي –:

وأخرج قصتها الطبراني وسماها وأوردها الخرائطي في ” مكارم الأخلاق ” من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسياقه أتم، وفي سنده من لا يعرف. ” الإصابة في تمييز الصحابة ” ( 7 / 701 ).

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة