( ٥ ) حالي وقت الغزو العراقي ( ب ) – من سلسلة (عندما اعتقلت على أيدي القوات العراقية وكدت أن أعدم )

( ٥ ) حالي وقت الغزو العراقي ( ب )
(بمناسبة مرور ٣٠ عاما على الغزو العراقي للكويت)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فأنا من مواليد ١٩٦٥ ميلادي، وتعينت بالأوقاف الكويتية عام ١٩٨٥ واستمر ذلك العمل فيها – مؤذنا وخطيبا أحيانا – أربع سنوات، وقد تم تفنيشي من عملي في الوزارة قبل الغزو بنحو ثمانية شهور، وبقيت بلا عمل رسمي فقد حاولت أن أعمل في شركات ومؤسسات ورأيت ذلك سيؤثر على تحصيلي العلمي – حيث أغلب الأعمال فيها دوامان – صباحا للظهر ثم عصرا للمغرب أو العشاء – وهو بغيض – نظريا – لقلبي فكيف عمليا؟ 😭 – فقررت أن أعمل عملا حرا وهو توصيل العمال والركاب بسيارتي الخاصة لأماكن أعمالهم، وأغلبهم من الجنسية المصرية 🇪🇬 ، فوجدت متعة عجيبة وخاصة أنك تستلم أجرك مباشرة ولهذا متعة لم أشعر بها في الدوام الحكومي – “أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه” ، حديث حسن بمجموع طرقه – والسبب الآخر في استمتاعي بالعمل هو أنه يُقضى في وقت قصير وترجع تنام للظهر وتقضي وقتك كله في الطلب والدروس، والذي كان ينغص علي فيه أنه في وقت شدة النعاس! حيث سهري بالليل كثيرا، ووقت ما بعد الفجر ألذ أوقات النوم عندي ويليه بين الظهر والعصر حيث شدة الحرارة في الخارج وتخدير المكيف في الداخل.
وقد أنجاني الله تعالى من حوادث خطيرة في مشاويري مع العمال، كان بعضها هم السبب البشري في النجاة منها فقد أيقظوني في الوقت المناسب – أيقظوك؟؟ يعني حضرتك كنت نائما وأنت تقود السيارة؟ نعم لكن لوقت قليل 😊 – فقد كنت مرة في مشوار ومعي عمال مصريون ورأيت أمامي بعيدا عربة ثقلية تكنس الشارع فقلت يمديني غفوة قصيرة قبل الوصول لها 🤭 فما هي إلا ثواني إلا والمصري بجانبي يصرخ علي ويزيح “السِّكان” – مقود السيارة – قبيل وصولي للعربة الثقيلة، وقال “إيه يا عم إيه يا عم كنت حتودينا بداهية” فاعتذرت لهم وطار النوم مني لثمان دقائق – 😂 -.
والشيء بالشيء يذكر ففي وقت الغزو نفسه حصل الأمر نفسه معي في بغداد وكنا ذهبنا للترزق وكان صاحبي قد قاد السيارة طوال الليل فبعد أن صلينا الفجر استحييت منه فقلت له دعني أقود عنك أريحك – وأقول في نفسي يا رب ما يقبل 😏 – ولكنه قبل 😢 وللأسف كان وقت أحب الأوقات للنوم في لقلبي – وأما الآن فلا أحبه ولا أنام فيه ولو كنت لم أنم طوال الليل – فقدت السيارة عنه – وكانت “هاف لوري” بالعربي: نصف شاحنة، بالأردني “ديانا” – فحاولت جاهدا أبقى مستيقظا نشيطا فلم ينفع ذلك لا مع المكسرات ولا مع مع سماع شريم فرأيت من بعيد شاحنة فقلت يمديني أغفو قليلا – 😴 – لعلي أنشط بعدها قبل أن أصل إليها، وقبيل ارتطامي بها استيقظ صاحبي في اللحظة الأخيرة وصرخ وحاول – بشويش، وسلامي لصديقي شويش المحاميد 🌹– حرف سيارة جهة الشمال فمازلنا نفعل ذلك حتى كان الاصطدام بأقل نتائجه فصدمنا جهة شمال سيارته الحديد بيمين سيارتنا المرآة وما حولها، فنزلنا جميعا واعتذرنا لهم، فحمدوا الله على سلامتنا – ونحن المتضررون لا هم – فعاتبني صاحبي كيف أقود وأنا نعسان فاعتذرت له – كالعادة – ثم قلت له دعني أقود أكمل الطريق فقد طار النوم من عينيَّ فقال والله لن تقود بي ما دمتُ حيّا 😢 – ليش بس وأنا شو سويت؟ – فقلت له كما تحب، فقاد ونمت 😴 بعد ست دقائق – كالعادة، هي ثمانية خصمنا منها وقت النزول والحوار القصير 👍 -.
المهم :
استمر العمل في الأوقاف حتى ذهبت للمسجد الثاني – والأخير 🙁 – وهو مسجد “سعد العدواني” في الفروانية – أيضا – حتى كانت نهاية عملي تفنيشا – ترميجا وهي من معاني الطرد 🙂 – وتسفيرا، وذلك قبل الغزو العراقي بنحو ثمانية أشهر، والسبب في ذلك مواجهة مباشرة مع وكيل وزارة الأوقاف – المتسلط على المساجد وأئمتها – وذلك بسبب خطبة جمعة.
فما موضوعها؟ وأين كانت؟ 🙂 وهل تم التفنيش والتسفير؟ ولماذا غضب علي غضبا شديدا جدا؟.
يتبع 🙂

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
8,860المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة