( ٤ ) حالي وقت الغزو العراقي – من سلسلة (عندما اعتقلت على أيدي القوات العراقية وكدت أن أعدم)

( ٤ ) حالي وقت الغزو العراقي
(بمناسبة مرور ٣٠ عاما على الغزو العراقي للكويت)
تعينت في وزارة الأوقاف الكويتية عام ١٩٨٥ بوظيفة “مؤذن” وقد استغرق التعيين حوالي ٦ أشهر تعطيلا وتأخيرًا، فلما رأيت أنه لا بد من “واسطة” زرت الشيخ أحمد القطان حفظه الله في بيته – بمعرفة ومعية أخ فاضل يعرفه – وبعد الاستقبال والضيافة أخبره الأخ عن تأخر موضوع تعييني فما كان منه إلا سلَّ قلمه وامتطى صهوة دفتره وكتب بأرق عبارة وأجمل أسلوب كتابا يخاطب فيه مدير الشئون الإدارية – الماجد وأظن اسمه الأول محمد – فلما دفعته له رحب بالكتاب أجمل ترحيب لما وقع نظره على اسم كاتبه الشيخ القطان، وما كان منه إلا أن أمر بإحضار ملفي ثم حصل التعيين ثم المباشرة للعمل.
واول مسجد تعينت فيه “مسجد المزين” في الفروانية قرب فرع الجمعية للخدمة الليلية، وبعد أن كنت في زيارات لشباب ذهبت آخر الليل للمسجد لأول مرة لأستلم غرفتي والتي توقعت جاهزيتها وحلمت بدفئها – والموسم برد يقص المسمار – والنوم فيها بسعادة، فلما أيقظت الحارس ليفتح لي المسجد وإذ به يسكن الغرفة خاصتي واعتذر لي وبأنه سيتركها غدا، لكن المصيبة أنه ليس فيها دفاية ولا بطانية زائدة عما عنده، فوضعت يديّ بين ركبتي ونمت بشر ليلة 🙁 ثم قبل الفجر جاء رجل نحسبه صالحا قد تعود على قيام الليل في المسجد ويملك مفتاحا للمسجد وهو من يؤذن للفجر، فلما فتح باب الغرفة ليوقظ الحارس للصلاة وإذ به يتفاجأ بذلك الشاب الأشقر (ههه) المتجمد إلا قليلا من البرد، فصرخ على الحارس كيف يتركني هكذا، وعلي كيف أكون هكذا (أظن واضحة الجملة صح؟ 🙂 ) فتعذر له الحارس وأما أنا فاستعملت لغة الإشارة لأن لساني متجمد داخل فمي.
وفيما بعد صار هذا الرجل الصالح – أبو باجس محمد فضل ديروية – عمي والد زوجتي أم طارق، مثل قصص بعض الأفلام أبيض وأسود، وفيما بعد قال لي لقد حزنت عليك أشد الحزن عندما رأيتك هكذا، وشكرت الحارس بعدها على أنه ليس عنده إلا بطانية واحدة 🙂.
واستمر العمل في الأوقاف حتى ذهبت للمسجد الثاني – والأخير 🙁 – وهو مسجد “سعد العدواني” في الفروانية – أيضا – حتى كانت نهاية عملي تفنيشا – ترميجا وهي من معاني الطرد 🙂 – وتسفيرا، وذلك قبل الغزو العراقي بنحو ثمانية أشهر، والسبب في ذلك مواجهة مباشرة مع وكيل وزارة الأوقاف – المتسلط على المساجد وأئمتها – وذلك بسبب خطبة جمعة.
فما موضوعها؟ وأين كانت؟ 🙂 وهل تم التفنيش والتسفير؟ ولماذا غضب علي غضبا شديدا جدا؟.
يتبع 🙂

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
8,880المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة