( 8 ) حوار مع وكيل وزارة الأوقاف وقراره تفنيشي وتسفيري – من سلسلة (عندما اعتقلت على أيدي القوات العراقية وكدت أن أعدم)

( 8 ) حوار مع وكيل وزارة الأوقاف وقراره تفنيشي وتسفيري
الحمد لله
= دخلت مكتب وكيل وزارة الأوقاف ورأيت الغضب الشديد في وجهه عندما رآني ، فجلست عن يسار مكتبه ، والمكتب غاص بصفوة مسئولي الوزارة وبعضهم أعرفه من كثرة تردادي عليه قبل التعيين الرسمي ، فصار هذا الحوار مع الوكيل :
الوكيل : أنت إحسان محمد عايش ؟
أنا : نعم
والوكيل : أنت مؤذن مسجد العدواني ؟
أنا : نعم
الوكيل : شنو ( يعني ما هي ) شهادتك ؟
أنا : ثانوية عامة !
الوكيل :- صارخ بصوت عال – : ثانوية عامة وجذي ( يعني هكذا ) سويت شلون لو معك شهادة شرعية ؟ تهز الكويت 🙂
أنا : لا أستطيع هز الكويت حتى لو معي شهادة شرعية .
الوكيل : أنت خطبت في مسجدي يوم الجمعة وتعرضت للشيخ ( فلان ) ؟
أنا : ما ذكرت اسم أحد على المنبر 🙂
الوكيل – غاضبا – : ذكرت أنه ضيف الوزارة وذكرت اسم كتابه ؟
أنا : نعم ، بس ما ذكرت اسم الشيخ 🙂
الوكيل – غاضبا – – أصلا كل اللقاء كان غاضبا 🙂 – : أسألك بالله العظيم ، أسألك بالله العظيم ، أسألك بالله العظيم ، قصدك الشيخ ( فلان ) ؟
أنا – في قلبي كان سألني بالله مرة واحدة كنت سأجيبه لو فعل – : نعم ، قصدي هو .
الوكيل – ما فيه داعي أقول ” غاضبا ” – : اعتبر نفسك ” مفنش ” .
أنا : فيه شيء آخر ؟
الوكيل – متعجبا هذه المرة – : لا
أنا : طيب ، السلام عليكم 🙂 وأعطيته ظهري ! وخرجت بلا ذل ولا مهانة – الحمد لله –
= وهنا كان لا بد لي من البحث عن عمل آخر ، وكفيل آخر ، وسكن آخر !
= أما العمل : فقد اشتغلت بتوصيل الركاب من العمال وغيرهم ، وحصلت لي مواقف ذكرتها سابقا ، وشرعت بالبحث عن محل لفتحه ” مصبغة ملابس – غسيل وكوي – وقد شرعت – فعلا – بالمحل هذا عملا ، وقد علمت بالغزو من الموظف الذي يشتغل عندي –  – كما ذكرت ذلك سابقا .
= وأما البحث عن كفيل لنقل الإقامة عليه : فلم يكن ذلك صعبا فقد استعد لذلك كثير من أصحابي ، لكن كانت هنا مفاجأة غير سارة من الوكيل !! فقد قرر ” تسفيري ” وعدم نقل إقامتي على أحد ! وهنا تحولت جميع الواسطات – بعلمي وبدون علمي – إلى الحديث مع الوكيل لا عن رجوعي للأوقاف بل عن إعطائي الإذن لتحويل إقامتي لكفيل آخر .
وقد اتصل بي ( بعض العتبان ) الذين ذهبوا لبيت الوكيل – وهو عتيبي أيضا – من أجل الشفاعة لي ، فقال لي المتصل : أنت إحسان ؟ قلت : نعم ، قال : أنا فلان – حلوة إحسان و فلان  – قال لي : ماذا فعلت بالوكيل حتى أغضبته هذا الغضب عليك ؟! فتعجبت وقلت : لا شيء غير الذي ذكرته هنا في المنشور – من عند ” غير ” لكم وليس له – ، قلت له : خيرا ؟ ، قال : أنت لا تعرفنا ، وقد سمعنا بقصتك مع الوكيل فقلت مع مجموعة من العتبان لنذهب للوكيل ونشفع لهذا الشاب ( اللي هو أنا ) ، وفعلا ذهبنا لبيت الوكيل ، ولما جلسنا وتقهوينا ، قال : تفضلوا ، قلنا له : جئنا لك بشفاعة لشخص ! قال : تفضلوا ، من ؟ قلنا : المؤذن إحسان ! فلما سمع اسمك – والحديث منه لي – انفجر غاضبا وقال : إلا هذا ، إلا هذا ، وأعطانا ظهره ! وتركنا بالمضافة
قلت له : لم أفعل شيئا يستحق هذا منه .
ثم تدخل العم علي عبد الوهاب المطوع ( أبو بدر ) وجيه الكويت المعروف ،رئيس جمعية الإصلاح ! ولم يقبل شفاعته .
وما يزال الناس تشفع لي عنده لا بترجيعي للوزارة فهذا من المستحيلات ، بل لإعطائي ” نقل كفالة” حتى جاء بها ” الدكتور عبد العزيز العتيبي ” وفقه الله وبيض وجهه ، فقد كان طبيبا بشريا وله مكانته في القبيلة فقبلت شفاعته بعد عدة مراجعات وكثير كلام مع الوكيل .
ثم تبين لي من أحد الشفعاء سبب غضبه !!
وهو – إيش رايكم ” يتبع ولا نكمل ؟ ” –
سبب غضبه علي هو ما قاله لبعض الشفعاء قال :
لماذا عندما قلت له ” اعتبر نفسك مفنش ” أعطاني ظهره وراح  ليش ما اعتذر وقال ” تكفا ! لو سمحت عندي أسرة وأولاد ووو ” وطلع هذا قاهره أكثر من الخطبة ! فقلت للأخ : كلكم تعلمون أننا لا نفعلها ! .
فتم تحويل إقامتي على ” امرأة ” 🙂 ونعمت المرأة كفيلتي 🙂 وهي زوجة أحد إخواني الفضلاء الأعزاء والذي لا أنسى معروفه – وهو الأخ حمدان الجمهور المطيري – فقد كان كفيلي بعد الخروج من الأوقاف وكان كفيلي أثناء إقامتي في السعودية !! ولم يقصر معي حتى بعد رجوعي للأردن ، بيض الله وجهه وجزاه خيرا وبارك بعمره وعمله وذريته .
= وأما السكن : فقد دخلت على كيل الوزارة المساعد – بإشارة صديق – عبد الرحمن الفارس – رحمه الله – وقد عرفني عندما رآني فالعهد في المحاكمة قريب ، ورأيت تعاطفه البالغ معي ، وأن الأمر لم يكن يستحق ردة الفعل هذه ولا الحكم هذا ، لكنه – وغيره – لم يكن لهم الاعتراض على ما حكم به الوكيل ، فقال : آمرني ، قلت : معاذ الله ، هو طلب ، هل يمكن بقائي بالسكن ودفع الأجرة لحين حصولي على عمل أو سكن آخر ؟ فقال : ممكن ، كم شهرا تريد ؟ قلت – على حياء – : ممكن أربعة شهور ، قال : ممكن ، اكتب كتابا واطلب ستة شهور !! وأنا أوقع لك بالموافقة ، وإذا انتهت ولم تجد عملا أو سكنا تعال عندي أجدد لك المدة ! – الله أكبر ، رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى – فشكرته وغادرت .
ولكن قبيل أو بعيد انتهاء المدة حصل الغزو العراقي الآثم لهذه الدولة الآمنة .
الحلقة القادمة :
سفري مع أهلي إلى الأردن ، وحادثة بالطريق فيها شيء يصعب تصديقه لكنه لطف الله تعالى الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
8,880المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة