( ٩ ) حالي قبل وقت الغزو العراقي بقليل – من سلسلة (عندما اعتقلت على أيدي القوات العراقية وكدت أن أعدم )

( ٩ ) حالي قبل وقت الغزو العراقي بقليل
(بمناسبة مرور ٣٠ عاما على الغزو العراقي للكويت)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وقبل الحديث عن الاعتقال في الكويت أثناء الغزو، وقبل الحديث عن الحدث العجيب الذي حصل معي – رفقة أهلي وأهل جاري الشيخ أبو يحيى – أثناء ذهابنا للأردن بعد الغزو : لا بد من ذكر شيء مهم في حياتي له اتصال وثيق بالحدثين السابقين !
وهو : موقف بعض الإخوة الأصدقاء بعد (تفنيشي) من وزارة الأوقاف، وقد ذكرت في المقال السابق بعض الوقفات المعنوية من أصدقاء ومحبين، وبقي ذكر من وقف معي وقفة (مادية) – وذلك بعد انقطاع مصدر الدخل الوحيد عندي وهو راتب الأوقاف وقبل عملي بتوصيل الركاب – ومنهم :
الأول :
من المعلوم أن وقت الظهيرة في الكويت هو أشد الأوقات حرارة في الجو، وهو وقت محبب للنفس للنوم تحت هواء المكيف – وخاصة نوع “جنرال” ٢ ونص طن، أو “جبسون” – قدددديم 😎 – ٢ طن – وكنت من هؤلاء فلا أفرط في هذه القيلولة خاصة بعد المقلوبة، وفي يوم من الأيام وفي ذلك الوقت رنّ جرس باب البيت 😣 – في الفروانية عمارة الأوقاف الطابق الثاني أول شقة على الشمال بعد طلوعك من المصعد – الأصانصيل – فتضايقت من هذا الأمر فحتى لبست ملابس البيت وذهبت لفتح الباب وإذ بي أجد مظروفا مغلقا ! ولم يكن عند الباب أحد، فأخذت الظرف وفتحته وإذ به مبلغ ٢٠٠ دينار – بالتأكيد كويتي – ففرحت له أيما فرح 😹 – الرمز من الكيبورد عندما كتبت فرح 😹 -، وقلت هذا فعل محب حر شريف لم يرد إحراجي بكشف نفسه فلله دره وعلى الله أجره.
وبعد أيام حصل الموقف نفسه ولما فتحت الباب وجدت ملابس نسائية غاية في الجودة والنظافة ومن ذوات الأسعار المرتفعة، وكانت مجموعة في كيس يليق بها، فقلت : وهذه من زوجته لزوجتي.
ولما تكرر الموقف للمرة الثالثة – وكان مبلغا ماليا – نويت أن أكشف الأخ الفاضل هذا في المرة الرابعة فصرت أكون متجهزا عند أول سماع رنة الجرس، وبالفعل لما كانت المرة الرابعة توجهت مسرعا نحو الباب ووجدت مظروفا ونزلت مسرعا لساحة العمارة – بعد وضعت الظروف في جيبي 😏 بالتأكيد – ووجدت حارس العمارة فقلت له من كان قبل قليل في العمارة من غير سكانها فقال “معرفش” – ولا داعي لذكر جنسيته – فقلت له هل خرجت سيارة قبل قليل من العمارة؟ فقال “معرفش أوي بس زي كإنها سيارة حمرا”، فلم يقع في قلبي إلا شخص واحد من أصدق المحبين أصحاب النفس الزكية، لكنني عند مواجهته مثّل تمثيلا بارعا – وهو يحسنه جدا – بأنه لا يعلم شيئا عن الموضوع وتعجب من سؤالي له وضيعني بالسواليف.
وفيما بعد علمت أنه قد اتفق مع حارس العمارة المصري – ! – بعدم ذكر شكله ونوع سيارته لي مهما كانت الظروف.
ولما رأى أنه لن يصلح مثل هذا الفعل غير من تكتيكه ! فصار يبعث مبالغ في مظروف كل فترة قصيرة مع صديق مشترك بيننا ولم يفصح لي هذا الواسطة عن اسم الأخ حتى بعد مرور ربع قرن على الغزو!
ولكني من تجميع الأدلة وتدقيق النظر في الوجه عرفته! ولما كنت أشكره بعد الغزو لم يكن يعترف وكان يبعدني عن “الشك” فيه، فأسأل الله أن يكرمه وأن يرزقه الفردوس الأعلى من الجنة هو ومن يحب.
الثاني :
شيخ معروف من جيراننا، اتصل بي مرة وقال “معك ٢٠٠ دينار أريدها دينا لفترة قصيرة ؟” فقلت له : معي ٢٠٠ فلس تنفع؟ قال : لا، أريد ما طلبت؟ قلت : معي؟ ما معي، لكن تريد أدبرها لك من صديق؟ قال : لا، وجزاك الله خيرا.
وبعد دقائق نزل بنفسه – وكان يسكن في الطابق الرابع – أو الثالث – مقابل المصعد – ومعه مظروف وفيه ٢٠٠ دينار ! 😏 وقال : هذا لك غير مرتجع وسألتك عن دين لي لأعرف ظرفك منك، الله أكبر على هذه النفوس ما أطهرها.
وللعلم فحدث الاعتقال له علاقة بالموقف الأول – وصاحبه كويتي -، والحدث الثاني له علاقة بالموقف الثاني – وصاحبه أردني -.
فمن هما هذان الصاحبان الفاضلان؟ وما هي العلاقة بين الموقفين مع الحدثين؟.
(يتبع)
تتمة :
الأول : الأخ عادل الزامل حفظه الله.
الثاني : الشيخ محمد عبد المجيد (أبو يحيى) حفظه الله.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
8,880المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة