( ٦ ) حالي وقت الغزو العراقي ( ج ) – من سلسلة (عندما اعتقلت على أيدي القوات العراقية وكدت أن أعدم)

( ٦ ) حالي وقت الغزو العراقي ( ج )
(بمناسبة مرور ٣٠ عاما على الغزو العراقي للكويت)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
تتمة لما مضى من أخذ غفوة – ويصح إغفاءة – أثناء قيادة السيارة فإنه قد حصل معي شيء خطير جعلني أترك هذه العادة السيئة تركا كليا لا عودة له بإذن الله وتوفيقه، ولو أن هذا الشيء قاله أحد لي ما صدقته أو لقلت يبالغ! ولكن لأنه حصل معي وأنا ثقة ضابط – 🙂 قصدي في هذه الأمور – فلا يسعكم إلا قبول كلامي وتصديقه:
رجعت يوما من الزرقاء إلى إربد ولما قاربت الوصول إلى محطة الغاز الشهيرة جاءني نعاس شديد جدا وللأسف لم أتوقف ونظرت على شمال الطريق فحفظت المكان بدقة، ثم أفقت من غفوتي خائفا وجلا مرتبكا لو جُرحت لعله لا تنزل مني نقطة دم، فأوقفت السيارة على اليمين مباشرة، ونظرت في المكان وإذا بي قد قطعت عدة كيلوات وأنا نائم! فنزلت من السيارة مصابا بدهشة بالغة وأحسب المسافة التي كانت بين آخر نقطة رأيتها قبل النوم ومكاني الحالي غير مصدق، وأعيد وأقلب الحساب ولا يخرج الأمر عن هذا التحقيق وهو أن الله تعالى حماني وسيَّر مركبتي بطريق مستقيم لا اعوجاج فيه هذه المسافة كلها، ثم تأملت في عظيم قدرة الله تعالى في تسيير الكواكب والمجرات وعموم الخلق، وحفظ أهل الكهف فسبحته تعالى وحمدته وقلت لعله التنبيه الأخير، فلم أعد بعدها، وانتابني شعور لا يمكن التعبير عنه أو ترجمته لحروف.
وصرت بعد ذلك أنام في الطريق بالسيارة راكنا لها يمينا ذهابا وشمالا إيابا حتى لو كان ذلك أول خروجي من إربد أو أول رجوعي من عمان، وبالفعل نمت قرب استراحة العوادين ونمت في مخيم البقعة! وهو داخل عمان ونمت في جرش كثيرا، وأحيانا أكثر من مرة.
والحمد لله أولا وأخيرا فهو خير حافظا وهو أرحم الراحمين، ووصيتي لكل سائق لا تتهاون بهذا الأمر ولا تقل دقيقة أو حتى ثانية فالثانيةهذه قد تقلب حياتك إلى موت أو إعاقة.
والشيء بالشيء يذكر :جاء مسافر سوري ليلا قبيل الفجر إلى حدود الأردن – العمري، من جهة حدود الحديثة السعودية – راجعا من السعودية، وعند ختم جوازه قال الضابط الأردني للسائق :”عيونك مجمرة فيها نعس شديد لا تطلع خيو من الحدود إلا ونت نايم فيها” ، فقال له المسافر السوري:”ليكو الحدود التانية أريبة” وكان يقصد حدود جابر الحدود الأردنية مع سورية، ثم بعد أيام قليلة جاء مسافر حدود العمري خارجا من الأردن باتجاه السعودية وهو يركب “ونش سيارات” – ويسمى بالسعودية” سطحة” – ولغريب الموافقات كان الضابط الأردني – الناصح للمسافر بالنوم – هو نفسه مشرفا على قسم المغادرين! فرأى المسافر ليس معه سيارة وإنما هو راكب مع سائق الونش فسبحان الله تفرس فيه ثم قال له هل جاء شقيق لك قبل أيام من سوريا عندكم؟ قال نعم، فتغير وجه الضابط ثم قال له :هذه المحمولة على الونش سيارته؟ قال له نعم! قال : ما حصل معه، قال شقيقه خرج من حدودكم ونام وهو يسوق السيارة فمات في الحادث! فتأثر الضابط جدا ثم بكى وقال “والله قلت له نام هون والله قلت له نام هون وما رد الله يرحمه الله يرحمه”.
وقد عرفت القصة بتفاصيلها من شقيقه نفسه حيث رجع معي من السعودية وكنا بسيارة واحدة، وذلك بعد أن أوصل سيارة شقيقه لإسقاط أرقامها.
وكان درسا إضافيا لي، رحمه الله.
المهم :
استمر العمل في الأوقاف حتى ذهبت للمسجد الثاني – والأخير 🙁 – وهو مسجد “سعد العدواني” في الفروانية – أيضا – حتى كانت نهاية عملي تفنيشا – ترميجا وهي من معاني الطرد 🙂 – وتسفيرا، وذلك قبل الغزو العراقي بنحو ثمانية أشهر، والسبب في ذلك مواجهة مباشرة مع وكيل وزارة الأوقاف – المتسلط على المساجد وأئمتها – وذلك بسبب خطبة جمعة.
فما موضوعها؟ وأين كانت؟ 🙂 وهل تم التفنيش والتسفير؟ ولماذا غضب علي غضبا شديدا جدا؟.
يتبع 🙂

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
8,870المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة