( ٧ ) حالي وقت الغزو العراقي ( د ) – من سلسلة (عندما اعتقلت على أيدي القوات العراقية وكدت أن أعدم )

( ٧ ) حالي وقت الغزو العراقي ( د )
(بمناسبة مرور ٣٠ عاما على الغزو العراقي للكويت)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
في نهاية عام ١٩٨٩ – تقريبا – استضافت وزارة الأوقاف الكويتية داعية من بلد عربي كان قد ألف وقتها كتابا عن السنة النبوية، غاية في السوء، طار به منكرو السنة ومحرفوها، ورد عليه كثير من علماء وطلبة علم، رد صاحب الكتاب – ضيف وزارة الأوقاف والتي كنت موظفا فيها وقتذاك – كثيرا من الأحاديث مما لم يفهمه ولم يعقله، وسخر من بضع أحكام فقهية قال بها أمثال الإمام أحمد والإمام الشافعي حتى إنه سمى بعضها “فقه بدوي”!.
وقتها جاءني تكليف بالخطابة في “مسجد الحمضان”! – وهو مسجد وكيل وزارة الأوقاف وقتها وهو متسلط متجبر في أحكامه وقرارته – ويقع المسجد قرب بيته – وهي منطقة العمرية – وقد اختار الوكيل لهذا المسجد إمامة وخطابة أحد علماء الأزهر واسمه “الشيخ محمد زكي الدين” فتعجبت كيف ينتدب مثلي وأنا مؤذن في المسمى الوظيفي وأحمل ثانوية عامة – ثانوية أنس بن مالك في خيطان – ليخطب في مسجد وكيل الوزارة الذي يخطب فيه ذلك العالم؟! فسألت عن الخطيب فقالوا لي هو مشغول مع الضيف، فاهتبلتها – حلوة اهتبلتها هذه 🙂 وراح توديني بداهية – فرصة لأخطب الجمعة بحضور وكيل الوزارة وباني المسجد – في اعتقادي أنه سيكون حاضرا – وقلت سأخطب عن أمرين :
الأول: كيف لهذه الوزارة أن تستضيف هذا الكاتب لذلك الكتاب السيء والذي أفرح به أعداء السنة وأحزن قلوب العلماء والدعاة.
الثاني: بعض مرشدي حملات الحج والذين يفرضون على تلك الحملات من وزارة الأوقاف ليسوا أهلا للثقة بسبب أخذهم أموال الحجاج لذبح الأضاحي ولم يفعلوا ذلك – وكان عندي قضايا خاصة أردت فتح تحقيق بشأنها -.
وبس!
فانتهت الخطبة وضج المسجد بأصوات مرتفعة كيف لمثلي أن يتكلم عن ذلك الداعية! وكيف لمثلي أن يشكك بأمانة مرشد لحملة حجاج.
فرددت على من رفع صوته وكنت أنتظر رؤية وكيل الوزارة ومعرفة ردة فعله، لكن قيل لي أثناء الضجة إنه لم يصل معنا وإنه مشغول مع الضيف.
ولما وصل الخبر للوكيل جن جنونه كيف أتكلم عن الوزارة وضيفها وفي مسجده – وأنا فعلا غلبان 🙂 – وكنت إذ ذاك شابا متحمسا لم أستشر أحدا لكن دفعتني الغيرة لديني وسنة نبيي صلى الله عليه وسلم لفعل ذلك ولتكن العواقب ما تكون.
فطلب مني مراقب المساجد مراجعة الوزارة يوم السبت، والطلب من الوكيل نفسه! وكان المراقب قريبا له وقال إنه في غاية الغضب، فاسترجعت واستعنت بالله تعالى وراجعت الوزارة في اليوم الذي بعده.
ولما قابلت مدير مكتبه وعرفت عن حالي أشفق علي لما رآني شابا حديث التزوج وقد علم غضب الوكيل، فقال لي انتظر قليلا فقد استدعى الوكيل جميع الوكلاء المساعدين وجميع المدراء لحضور محاكمتك! وأنا علمت أن ذلك ليس لي فحسب بل لإثبات شخصيته وجبروته أمام هؤلاء الذين تحته.
وهذا الوكيل متسلط على الأئمة خاصة من غير الجنسية الكويتية، وقد طلب مرة أحد الأئمة من السودان وهو عالم حديث له مؤلفات حديثية، استدعاه ليقرعه في أمر صلاة التراويح ثمان ركعات أو نحوها من المسائل، فلما دخل على مكتبه ذلك العالم : ضرب الوكيل على طاولته وهو يغني “بامبو سوداني بامبو” – وهذا كان أحد أسباب احتقاري له أصلا بما يصنع مع علماء وأئمة مساجد الكويت – ورقي بعدها لوزير ولم يهنأ بها فقد دخل صدام الكويت بجيشه بعد تعيينه وزيرا بنحو شهرين -.
فلما اجتمع شمل الوكلاء المساعدون والمدراء عند وكيل الوزارة أدخلوني عليه، وكان مكتبا واسعا وكان الحضور شخصيات كبيرة من الوزارة، وكان هذا الحوار :
تعبت.
(يتبع)

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
8,870المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة