حكم عمليات التجميل عمومًا وللأنف خصوصًا؟

السؤال

أريد أن أسأل عن عملية التجميل في الأنف هل هي حرام – خاصة وإذا كانت تتعبني نفسيًّا وتؤثر علي في حياتي، وأيضًا قال الدكاترة إنها تحتاج عملية؟.

الجواب

الحمد لله

جراحة التجميل تنقسم إلى قسمين:

  1. جراحة التجميل الضرورية.

وهي الجراحة التي تكون لإزالة العيوب الناتجة عن حوادث سير أو حروق، وهي لا تعدو أن تكون إرجاع الخَلْقة إلى طبيعتها التي خلق الله الإنسان نفسه عليها، أو إزالة عيوب خَلقية تخالف أصل الخلقة كبتر إصبع زائدة أو شق ما بين الإصبعين الملتحمين.

وهذا النوع من العمليات جائز على الصحيح من أقوال أهل العلم، وقد جاء في السنة ما يؤيد الجواز، ولا يقصد صاحبها تغيير خلق الله.

عن عرفجة بن أسعد أنه أصيب أنفه يوم الكُلاب في الجاهلية فاتخذ أنفا من ورق فأنتن عليه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفًا من ذهب. رواه الترمذي ( 1770 ) وأبو داود ( 4232 ) والنسائي ( 5161 ). والحديث: حسَّنه الشيخ الألباني في ” إرواء الغليل ” ( 824 ).

  1. والقسم الثاني: جراحة التجميل التحسينية.

وهي جراحة تحسين المظهر في نظر فاعلها، مثل تجميل الأنف بتصغيره، أو تجميل الثديين بتصغيرهما أو تكبيرهما، ومثل عمليات شد الوجه، وما شابهها.

وهذا النوع من الجراحة لا يشمل على دوافع ضرورية، ولا حاجية، بل غاية ما فيه تغيير خلق الله، والعبث بها حسب أهواء الناس وشهواتهم، فهو غير مشروع، ولا يجوز فعله، وذلك لما يأتي:

أولًا: لقوله تعالى: { ولآمرنهم فليغيرن خلق الله }.

ثانيًا: لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن المتنمصات والمتفلجات للحسن اللاتي يغيرن خلق الله.

رواه البخاري ومسلم .

وانظر كتاب ” أحكام الجراحة الطبية ” للشيخ محمد المختار الشنقيطي.

سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله –:

ما الحكم في إجراء عمليات التجميل؟ وما حكم تعلم علم التجميل؟.

فأجاب:

التجميل نوعان:

تجميل لإزالة العيب الناتج عن حادث أو غيره، وهذا لا بأس به ولا حرج فيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لرجل قطعت أنفه في الحرب أن يتخذ أنفًا من ذهب.

والنوع الثاني:

هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب بل لزيادة الحسن، وهو محرم لا يجوز، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة لما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب.

أما بالنسبة للطالب الذي يقرر علم جراحة التجميل ضمن مناهج دراسته فلا حرج عليه أن يتعلمه ولكن لا ينفذه في الحالات المحرمة بل ينصح من يطلب ذلك بتجنبه لأنه حرام وربما لو جاءت النصيحة على لسان طبيب كانت أوقع في أنفس الناس. ” فتاوى إسلامية ” ( 4 / 412 ).

والذي ننصحك به هو الرضا بقدر الله تعالى وحسن تصويره، وعدم الالتفات إلى مواصفات بعض الناس في الجمال، فقد خلق الله تعالى الناس في أحسن تقويم، وصوَّر بني آدم فأحسن تصويرهم، و” خلق الله كله حسَن ” كما قال النبي صلى الله عليه وسلم – كما رواه الإمام أحمد وهو في ” صحيح الجامع ” ( 4522 ) -.

 

والله أعلم.

1 تعليق

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة