كلمة حول حديث ( خَلَقَ الله التُّربَةَ يَوْمَ السَّبْت ) وتعليق على ” عمر الأرض “

السؤال

هناك بعض المخطوطات الإسلامية التي تقول إن الله خلق السموات والأرض من العدم في ستة أيام، ثم خلق آدم أبا البشر في اليوم السابع، ثم خلق محمدًا صلى الله عليه وسلم بعد عشرة أجيال من ذلك الحين، فعلى اعتبار أن عمر الجيل الواحد ثلاثون سنة نضربها في تسعين مضافًا إليها المدة الزمنية من مولد النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم سينتج لدينا أن الله خلق السموات والأرض فقط منذ 4137 سنة أو عدد مقارب لهذا، ولكن في الحقيقة هذا لا يتوافق مع ما يقوله العلماء والمختصون إذ يقولون إن عمر الأرض أكثر من ثلاثة بلايين سنة، فما القول الفصل في هذه المسألة؟.

الجواب

الحمد لله

أولًا:

قول الأخ السائل ” هناك بعض المخطوطات الإسلامية التي تقول … “: لا يُعتمد عليه، ولا يُلتفت إليه، وذلك أن المخطوطات والمطبوعات التي تنسب الأقوال إلى الإسلام كثيرة، وليس العبرة بهذه النسبة، بل العبرة بالتدليل عليها من نصوص الوحي، فما لم يكن موثَّقًا بدليل من القرآن والسنَّة فلا يُلتفت إليه، سواء كان الكلام في مخطوطة أو مطبوعة.

ثانيًا:

قول الأخ السائل – نقلًا عن المخطوط -: ” إن الله خلق السموات والأرض من العدم في ستة أيام “: نقول: إن خلق السموات والأرض – بل وما بينهما – من العدم في ستة أيام لا يحتاج لأن نعرفه من كتاب مخطوط، فقد جاء ذلك منصوصًا عليه في كتاب ربنا تعالى في أكثر من موضع.

ففي الخلق من العدم قال تعالى: ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) البقرة/ 117.

قال القرطبي – رحمه الله -:

( بديع السموات والأرض ) أي: منشؤها، وموجدها، ومبدعها، ومخترعها على غير حدٍّ، ولا مثال، وكل من أنشأ ما لم يسبق إليه: قيل له ” مبدع “، ومنه ” أصحاب البدع “، وسميت البدعة بدعة لأن قائلها ابتدعها من غير فعل أو مقال إمام. ” تفسير القرطبي ” ( 2 / 86 ).

وفي كون ذلك الخلق كان في ستة أيام قال تعالى: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ) ق/ 38.

وقد جاء في القرآن الكريم تفصيل الخلق في هذه الأيام الستة، فقال تعالى: (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ) فصلت/ 9 – 12.

قال الشيخ الشنقيطي – رحمه الله -:

الظاهر أن معنى قوله هنا في ( أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ): أي: في تتمة أربعة أيام.

وتتمة الأربعة حاصلة بيومين فقط؛ لأنه تعالى قال: ( قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرض فِي يَوْمَيْنِ ) فصلت/ 9، ثم قال ( في أربعة أيام ) أي: في تتمة أربعة أيام.

ثم قال: ( فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ) فصلت/ 12, فتضم اليومين إلى الأربعة السابقة فيكون مجموع الأيام التي خلق فيها السماوات والأرض وما بينهما ستة أيام.

وهذا التفسير الذي ذكرنا في الآية لا يصح غيره بحال؛ لأن الله تعالى صرح في آيات متعددة من كتابه بأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام … .

” أضواء البيان ” ( 7 / 12 ).

– وانظر في أجوبتنا الأخرى لتعلم جواب السؤال المشهور ” لماذا خلق الله السموات والأرض في ستة أيام مع قدرته على خلقها في أقل من هذه المدة؟ “.

ثالثًا:

قول الأخ السائل – نقلًا عن المخطوط – ” ثم خَلَق آدم أبا البشر في اليوم السابع “: هذا مما لا يصلح أن يقال من غير تنبيه وتوضيح، فقد سبق أن الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام، وأما خلق آدم عليه السلام فقد اختلف فيه أهل العلم على قولين، وعلى كلا القولين لا يكون ثمة معارضة بين عدد الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض وأنها ستة:

القول الأول: أن يوم الجمعة من الأيام الستة، وعليه تكون بداية الخلق في يوم الأحد، ونهايته يوم الجمعة، وفيه خُلق آدم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:

ثبت بالكتاب والسنَّة والإجماع: أن الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام، وأن آخر ما خلقه هو آدم، وكان خلقُه يوم الجمعة.

” مجموع الفتاوى ” ( 1 / 256 ).

القول الثاني: أن يوم الجمعة زائد على الأيام الستة، فبداية الخلق كانت يوم السبت، ونهايته: يوم الخميس، وقد تمَّ الخلق في ستة أيام، ثم بعد فترة – الله أعلم بمدتها – خلق اللهُ آدمَ عليه السلام، وكان ذلك في يوم الجمعة.

ومما يؤيد القول الثاني هذا ويقويه أمران:

  1. أن الله تعالى قبل خلق آدم عليه السلام ذكر أنه خلق الأرض، فقال: ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة/30، وهذا يعني أنه خلق آدم عليه السلام لا دخل له في الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض وما بينهما.
  2. أن آدم عليه السلام لا يدخل في خلق السموات ولا في الأرض، بل هو مخلوق من الأرض، فمن الطبيعي أن يكون خلقه بعد خلق الأرض التي خُلِق منها.

وثمة حديث استدل به أصحاب هذا القول:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ: ( خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي آخِرِ الْخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ ).

رواه مسلم ( 2789 ) وأعلَّه بعض أهل العلم وجعله من كلام كعب الأحبار، وردَّ ذلك الشيخان المعلِّمي اليماني والألباني وغيرهما.

قال العلامة المعلمي – رحمه الله -:

ليس في هذا الحديث أنه خلق في اليوم السابع غير آدم، وليس في القرآن ما يدل على أن خلق آدم كان في الأيام الستة، بل هذا معلوم البطلان.

وفي آيات خلق آدم أوائل البقرة وبعض الآثار ما يؤخذ منه أنه قد كان في الأرض عُمَّار قبل آدم، عاشوا فيها دهرًا، فهذا يساعد القول بأن خلق آدم متأخر بمدة عن خلق السموات والأرض.

فتدبر الآيات والحديث على ضوء هذا البيان، يتضح لك إن شاء الله أن دعوى مخالفة هذا الحديث لظاهر القرآن قد اندفعت ولله الحمد. ” الأنوار الكاشفة ” ( ص 187 ، 188 ).

فالأيام السبعة التي في حديث أبي هريرة ليست هي الأيام الستة التي في القرآن؛ إذ ليس في الحديث ذِكر لخلق السموات، وكل ما فيها يتعلق بالأرض وصلاحيتها للسكنى، فهي غير أصل الخلق، وهي من أيامنا، وتلك الستة من أيام الله.

قال الشيخ الألباني – رحمه الله -:

وليس هو بمخالف للقرآن بوجه من الوجوه خلافًا لما توهمه بعضهم؛ فإن الحديث يفصل كيفية الخلق على وجه الأرض وأن ذلك كان في سبعة أيام، ونص القرآن على أن خلق السماوات والأرض كان في ستة أيام لا يعارض ذلك؛ لاحتمال أن هذه الأيام الستة غير الأيام السبعة المذكورة في الحديث، وأنه – أعني الحديث – تحدث عن مرحلة من مراحل تطور الخلق على وجه الأرض حتى صارت صالحة للسكنى، ويؤيده: أن القرآن يذكر أن بعض الأيام عند الله تعالى كألف سنة، وبعضها خمسون ألفا، فما المانع من أن تكون الأيام الستة من هذا القبيل؟ والأيام السبعة من أيامنا هذه كما هو صريح الحديث، وحينئذ فلا تعارض بينه وبين القرآن.

” مشكاة المصابيح ” ( 3 / 1597 ).

وثمة حديث يقوِّي ما ذهب إليه من فرَّق بين الأيام الستة، والأيام السبعة:

عن أبي هريرة قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فقال: ( يا أبا هريرة إن الله خلق السموات والأرضين وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع وخلق التربة يوم السبت والجبال يوم الأحد والشجر يوم الإثنين والشر يوم الثلاثاء والنور يوم الأربعاء والدواب يوم الخميسن وآدم يوم الجمعة في آخر ساعة من النهار بعد العصر خلقه من أديم الأرض بأحمرها وأسودها وطيبها وخبيثها من أجل ذلك جعل الله من آدم الطيب والخبيث ). رواه النسائي في ” السنن الكبرى ” ( 6 / 428 ).

وقال عنه الشيخ الألباني في ” مختصر العلو ” ( ص 75 ): ” جيد الإسناد “، وجعله مؤيدًا للجمع الذي نقلناه عنه.

ومن أبى ما قلناه وجعل ذِكر آدم في الحديث هو المشكلة: فنقول له: إن خلق آدم عليه السلام منفصل عن سابقه من الأشياء، فإن جعلت ما سبق هو الأيام الستة فافصل عنه خلق آدم، فهو غير داخل في ” السموات ” و ” الأرض “، كما هو الحال في خلق ” الملائكة ” و ” إبليس ” و ” الشياطين “، بل إن ظاهر القرآن أن خلق السموات والأرض وما بينهما كان قبل خلق ذلك كله.

قال الطاهر بن عاشور – رحمه الله -:

واعلم أن الله تعالى خلق السماوات والأرض قبل أن يخلق لهما سكانَهما كما دل عليه قوله: (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ … ).

” التحرير والتنوير ” ( 15 / 343 ).

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:

السموات والأرض مخلوقتان قبل الشياطين.

” تفسير سورة الكهف ” ( ص 93 ).

ولذلك كان من فقه الإمام النووي رحمه الله أن بوَّب على الحديث بقوله ” باب ابتداء الخلق ، وخلق آدم عليه السلام “.

ومن أبى ما قلناه وجعل الحديث كله مشكلًا: فيقال له: إن ما ذُكر في الحديث لا تعلق له بخلق السموات ولا بخلق الأرض، فالنور والمكروه والشجر والدواب والجبال والتربة ليس كل ذلك سموات ولا أرض، كما هو الحال في خلق آدم عليه السلام، وخلْق الله تعالى لم يتوقف بعد خلق السموات والأرض بل لا يزال الرب تعالى يخلق المخلوقات ويوجدها، بل في الحديث نفسه لفظة ( وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ ) وهو يعني أنها مخلوقة من قبل، وإنما كان تفريقها في الأرض يوم الخميس.

وعلى كل حال:

ليس يختلف أهل الإسلام في أن الله تعالى خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، لا سبعة، ولا ثمانية، ولا يختلفون أن خلق آدم عليه السلام خلق يوم الجمعة، ومن العلماء من جعله مخلوقًا في الأيام الستة، ومنهم من قال إنه خلق بعد خلق السموات والأرض بمدة، وليس في اليوم السابع.

رابعًا:

قول الأخ السائل “، ثم خلق محمدًا صلى الله عليه وسلم بعد عشرة أجيال من ذلك الحين “: غير صحيح ، وخاصة على قوله ” عمر الجيل الواحد ثلاثون سنة “! فالمدة بين آدم عليه السلام وولادة النبي صلى الله عليه وسلم لا تعرف على وجه التحديد.

خامسًا:

قول الأخ السائل ” فعلى اعتبار أن عمر الجيل الواحد ثلاثون سنة … “: غير صحيح، فنوح عليه السلام مكث في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، فكم يكون إذن عمر ذلك الجيل؟!.

وما بني عليه بعده من حساب ليس بصحيح، وهو قولك ” سينتج لدينا أن الله خلق السموات والأرض فقط منذ 4137 سنة أو عدد مقارب لهذا “!.

وثمة خلط كبير عند الأخ السائل – وعند كثيرين – وهو جعلهم عمر الأرض هو عمر الإنسان! وخطأ ذلك بيِّن عند أدنى تأمل، فالأرض مخلوقة قطعًا ويقينًا قبل الإنسان، وحساب المدة بين آدم عليه السلام وبين وقتنا الحالي لا يعني قطعًا أن هذا هو عمر الأرض، فليتنبه لهذا، ولا يُخلط بين الأمرين.

وإذا كان عسيرًا على الباحثين ضبط عمر الإنسان بين آدم ومحمد عليهما السلام فإن ضبط عمر الأرض أعسر، ولذلك اختلف المعاصرون في عمرها اختلافًا يدل على أن الأمر ليس فيه غلبة ظن، ولا قريب من ذلك، وأما القطع واليقين فهو أبعد شيء عن الواقع، فقد قال بعضهم إن عمر الأرض 3 بلايين سنة، وقال آخرون 4,5 بليون سنة! وقال فريق ثالث إن عمرها يتجاوز 13 بليون سنة! وكلها تخرصات لا قيمة لها وما يعتقدون دالًا على عمر الأرض كالغازات والإشعاعات كله من باب الظن، وكله قابل للنقض، وانظر إلى الفروقات الهائلة في كلامهم في عمر الأرض ليتعلم أنه ينبغي نبذ كلامهم كله، وصدق الله إذ يقول: ( مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ) الكهف/ 51.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:

وفي هذه الجملة دليل على أن كل مَن تكلم في شيء مِن أمر السموات والأرض بدون دليل شرعي أو حسي: فإنه لا يُقبل قوله، فلو قال: إن السموات تكونت من كذا، والأرضُ تكونت من كذا، وبعضهم يقول: الأرض قطعة من الشمس، وما أشبه ذلك من الكلام الذي لا دليل على صحته: فإننا نقول له: إن الله ما أشهدك خلق السموات والأرض، ولن نقبل منك أيَّ شيء من هذا، إلاَّ إذا وجدنا دليلًا حسيًّا لا مناص لنا منه، حينئذٍ نأخذ به؛ لأن القرآن لا يعارض الأشياء المحسوسة.

” تفسير سورة الكهف ” ( ص 93 ، 94 ).

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة