الفساد وتأثيره في التشدد في الأحكام

الحمد لله
فتقوية لأولئك الغيورين الذي يحاربون أهل التمييع في مسائل الاختلاط والحجاب والمصافحة وغيرها : أذكر مسألة مهمة تحتاج لمشاركة من الجميع ، وهي نقل كلام أهل العلم المحققين في أثر الفساد في تغير الأحكام نحو التشدد .
فالأصل أنه كلما ازداد الفساد والإفساد في الأرض أن يتشدد الناس في الستر والمحافظة على أنفسهم وأعراضهم ، وهو كذلك في فتاوى أهل العلم ، لكننا نفاجأ بالعكس ! فبينما ينتشر الفساد في كل مكان ويتأثر الصالحون والصالحات به نجد من يفتي بجواز المصافحة والخلوة والاختلاط وسفر المرأة وحدها وغير ذلك مما تعلم نتائج كثير منه في أرض الواقع .
فخطر ببالي تجميع هذه المادة من كلام أهل العلم مشاركة مع الإخوة الأفاضل لنقدمه للباحثين في تقوية كلامهم في التحذير من أهل التمييع .
ومن ذلك :
1. قال أبو العباس القرطبي – رحمه الله – في شرح حديث مسلم ( لا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ عَلَى مُغِيبَةٍ إِلا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوْ اثْنَانِ ) – :
وإنما اقتصر على ذكر الرجل والرجلين لصلاحية أولئك القوم ؛ لأنَّ التهمة كانت ترتفع بذلك القدر .
فأمّا اليوم فلا يكتفى بذلك القدر ، بل بالجماعة الكثيرة ، لعموم المفاسد ، وخبث المقاصد ” انتهى.
” المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم ” (5/502).
2. وسمعت من نقل عن الشيخ ابن باز رحمه الله أنه قال في غياب الرجل عن امرأته أنه ليس أربعة أشهر ! بل لا يغيب أكثر من شهرين ! لما في الزمان من مهيجات للشهوة وكثرة فتن .
وهو فقه عميق .
وثمة غير ما ذكرت لعلنا نراه في مشاركة الأفاضل .
وفقكم الله

وبالطبع لا ندعو لتغيير حكم الله في المسألة ، ولكن ما ذكرته وذكره المشايخ الكرام هو المقصود
فالبيئة التي كان فيها الصحابة الأطهار لا ينبغي أن نجعلها كبيئتنا ، وبالتالي فكل حكم تعلق بتلك البيئة فإننا لا نسحبه على بيئتنا .
وحتى لو كان العالم يدين الله بحكم شرعي ، ورأى غيره يتبنى حكماً آخر فيه صلاح الناس فإنه لا ينبغي له التشهير بالمخالفين ونشر مذهبه في الآفاق وهو يرى الحال المزري للأمة .
وأضرب لذلك أمثلة :
1. القول بجواز قيادة المرأة للسيارة .
من يجرؤ على القول بحرمته لذاته ؟! لا أظن أحدا يفعله ، فلم منعه العلماء الثقات الأثبات ؟
الجواب : لما يؤدي القول بالجواز لمفاسد عديدة .
ولو خلت تلك المفاسد ما قالوا بالمنع منه
2. القول باستحباب النقاب .
وأنت ترى الآن الحرب الضروس على النقاب ، فلماذا هذه الحرب ؟ إنها الحرب على العفاف والطهر ، وليس على من تبنى مسألة فقهية ، فلا ينبغي للعالم الذي يرى استحباب النقاب أن يشارك بتلك الحملة المسعورة على ذلك العفاف بالشدة على المخالفين وتجهيلهم ، وهو يعلم علم اليقين أن القول بوجوبه والتزام ذلك من النساء فيه خير عظيم .
وقد يقول قائل :
ألا يكون هذا من كتمان العلم
الجواب :
قطعا لا ، فليس هو بصاحب حديث ليس عند غيره ، ولا هو راو لإسناد ليس في الدنيا إلا عنده
وكتمان العلم قد يكون واجبا عند المصلحة كما هو معروف من أحاديث صحيحة .
ودعوني أختم بسؤال :
ماذا يصنع الناس لو علموا بوجود هارب من السجن مغتصب للنساء وقاتل شرير ؟
لنتخيل ماذل سيفعل الناس حتى يُقبض عليه من حيث :
خروج المرأة وحدها من غير حماية
السماح لها بالذهاب للمسجد
تعلمها العلم الشرعي في حلقة قرآنية في بيت من بيوت الصالحات
كشف وجهها ووضعها للزينة
قيادتها للسيارة وحدها
سفرها من غير محرم
وغير ذلك
وأنا متأكد أن الفطر السليمة للناس وغيرتهم على الأعراض ستجعلهم في كامل احتياطاتهم من أجل عدم الوقوع فريسة في يد ذلك الهارب المغتصب القاتل
تُرى
كم يوجد في المجتمعات من مثل هذا ؟
وماذا صنعنا لأجل أن نتقي شرَّه ؟
لإن وجود ” جوال بكاميرا ” قد منع كثيرا من الأفاضل أن يفعلوا ” مباحات ” بل و ” مستحبات ” كمشاركة في أفراح أو غيرها من المناسبات !
فكيف بما هو أعظم منه خطراً
وهذا هو قصدنا بالمقال
وأنا في غاية العجب من كثرة الفضائيات والمجلات والتبرج والفجور والاغتصاب والقتل والخطف وترك الصلاة وشرب الخمور وتناول المخدرات والمعاكسات …الخ
ثم يأتي ( أحمق ) ويقول :
” جواز وضع الأجنبي رأسه على فخذ أجنبية لتفلية شعره ” !!!!
و
” جواز إرداف الأجنبي لأجنبية خلفه على دراجة نارية ” !!!
أليس هذا أولى أن يكون مكانه “شهار ” أو ” الفحيص ” أو ” العصفورية ” أو ” الصليبخات ” ؟؟؟!!!

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
10,000المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة