زوجها يلزمها بلبس النقاب وتريد النصيحة

السؤال

أنا ألبس الحجاب ولكنني لا ألبس النقاب ، قال زوجي بأنني إذا لم أغط وجهي فسوف يطلقني ، يقول بأنني يجب أن أطيعه في كل شيء يطلبه مني ، أنا لا أريد أن أعصيه ولكن لبس النقاب سيسبب لي الضيق والشدة ، ويحزنني كثيراً ، أظن بأنني أشعر بهذا الإحساس بسبب ضعف إيماني ولكنني أشعر بأنه يريد أن يغصبني على فعل شيء لا أريد فعله .

– أرجو أن تنصحني في هذا الموضوع.

الجواب

الحمد لله

يجب على الزوج إلزام زوجته بارْتِدَاءِ الحجاب الشرعي وأن تُغَطِّي وجهها ، فقد دلت الأدلة من الكتاب ومن السنة على أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها ، فمن هذه الأدلة قول الله عز وجل : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين  يُدْنِينَ عليهن من جَلابِيبِهِنَّ } [ الأحزاب / 59 ] ، والجلباب هو ما تجعله المرأة على رأسها مُرْخِيَةً له إياه على وجهها ، ولقول الله عز وجل : { ولا يُبْدِينَ زينتهن إلا لبعولتهن } [ النور / 31 ] .

وعليكِ أختي الفاضلة أن تتقي الله تعالى في هذا الأمر لتجمعي بين الاستجابة لأمرين : أمر الله تعالى ، وأمر زوجك ، ولا شك أن في هذا خيراً لكِ وصلاحاً وعفافاً ، وهذا الأمر سيُدخل السعادة على زوجكِ والهناء على بيتكِ ، ولن يضيرك لبس النقاب والشعور بالضيق يزول مع الصبر والتعود عليه ، كما أن هذا الضيق سنقلب إلى فرحٍ عندما ترين أثر لبسك له ، فأنت بذلك تستجيبين للأوامر الشرعية ، ولأمر زوجك الذي لم يخالف شرع الله تعالى بأمره ، وتقطعين الطريق على شيطان الناظرين إليك ، وتحفظي نظر العفيفين أهل الخير عن النظر كذلك إلى ما لا يحل لهم ، وفوائد أخرى ترينها وتحسينها عندما تكونين من المطيعات المستجيبات .

وكثيراً ما تحسَّرت الأخوات المنتقبات على السنوات اللاتي كنَّ يكشفن فيها وجوههن بعد أن أكرمهن الله بالنقاب ، ولو دُفع لواحدةٍ منهن الآن مال الدنيا على أن تخلعه ما فعلت ، بل رأينا الكثيرات من العفيفات من تركت زوجها لأنه أراد أن يجبرها على خلع النقاب ، فتأملي الفرق العظيم بين حالكِ وحالهن ، وأين نجد الآن من يحرص على عفاف وستر أهل بيته ؟ إنهم قليل ، فهل نفرط في هذا القليل ونضحي به أم نأخذ على يديه ونشكره على فعله ذلك الذي يصب في نشر الخير في المجتمعات ؟ .

فنذكركِ بتقوى الله تعالى ، ونذكركِ بسلفك الصالح اللاتي استجبن لأمر الله تعالى قبل أن يأمرهنَّ أزواجهن .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما نزلت هذه الآية { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } أخذ النساء المهاجرات أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها . رواه البخاري ( 4481 ) .

– ولينظر زوجكِ جواب سابق ففيه : وجوب نصيحة الزوج لزوجته وطرق ذلك .

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة