عن معركة القصير

د.عبد الله الحريري:
بعد خطاب الشاطر حسن: شاهت الوجوه يا عرب.
من قبل ضيعتم فلسطين بمقدساتها، وبحرها، وسهلها، ونهرها، وجبلها، وتآمرتم على المقاومة، وسلحتموها بأسلحة فاسدة، وذخيرة ترتد إلى الصدور، وسمعتم إلى الأغراب، فكان وقف إطلاق النار، ومن ثم التقسيم والتهويد والاحتلال.
ومن بعد ضيعتم العراق بنفطه وأنهاره، وجنّاته، وتموره، وعلمائه، وقدراته، ورميتموه في أحضان الفرس، ولم تنبسوا ببنت شفة، بأمرٍ من السيد المطاع الذي يتربص بكم الدوائر.
واليوم تضيعون بلاد الشام وعمود الإسلام (سوريا) لتنجّس طغمة المجوس أرض الشام الطهور، وتلغ في أعراض حرائرها، وأنتم تتآمرون على الثورة: تارة بشراء الذمم لمن لا ذمة له في سبيل محاربة الكتائب ذات التوجه الإسلامي، وتشكيل كتائب تهرب عند أول طلقة تطلق في السماء، وآخرون يحاصرون الحدود لمنع دخول كل ما من شأنه يفيد الثورة، ولو كان جهاز اتصال غير مميت، ويجتمعون ليل نهار مع كل أجهزة الاستخبارات العالمية في سبيل وئد الثورة، والحيلولة دون انتصارها، حماية لإسرائيل وخوفاً على كراسيّهم.
وغداً – ربما- وأنتم بهذه الحماقة تضيعون إستكم التي تجلسون عليها، وعند ذلك تضربون كفاً بكف، ولات حين مندم.
يا قوم.. ألا تغارون من خطابات نصر اللات، ولا تغضبون من شتائم النصيرية، وأوباش الرافضة، وأنتم في غيكم سادرون، يضحك منكم الشرق، ويملي عليكم الغرب ما أراد؟!!
واليوم قالها الشاطر حسن بصراحة: “نحن صناع الانتصارات في سوريا”! وقال لأتباعه وجمهوره: “كما كنت أعدكم بالنصر دائماً، أعدكم بالنصر مجدداً”. وهو واثق من قوله.. لا لأن عقيدته صحيحة، ولا لأنَّ الله سينصره.. ولكنه واثق من:
1- نصر شياطين الإنس والجن له، وأولاهم روسيا وإيران، وكل أبناء المتعة في العالم.
2- ومن منع إسرائيل للغرب من إمداد المقاتلين بالسلاح، والضغط عليهم للتملص من كل القيم الأخلاقية.
3- ومن تخلي العرب عن الثورة – رغبة ورهبة- وتوجههم لمحاربة الكتائب الإسلامية، أو تحجيمها.
4- ولأنّ تحّرك العرب – إن أرادوا التحرك، أو كانت عندهم نية لذلك- مقرون تحركهم بالغرب، والغرب مربوط بإسرائيل، وإسرائيل يهمها انتصار حزب الشيطان على حزب الرحمن، وإسرائيل خائفة، وخوفها من أبناء الشام عقدة أزلية، والعقدة لا تقبل الحل ولا القسمة على اثنين!!.
5- ولأن أركان الجيش الحر مشغول بالفرز والتصنيف، ينتظر فتات هذا وتوجيه ذاك، ورضا تلك الدولة، واتقاء شر تلك، وأهم ما يقلقه ليس “القصير”، بل تعاظم المدّ الإسلامي في صفوف مقاتليه.
6- ولأن قيادة الإئتلاف فسيفسائية (سنية، درزية، علوية، مسيحية، علمانية، شيعية..) من أجل إرضاء الغرب، والغرب غير راض!!
7- ولإن الإخوان المسلمين يهمهم حزبهم ونفوذهم، ومازالوا يعتقدون أنهم الجماعة الأم، والتي يجب أن ينضوي تحتها كل المسلمين وحتى المسيحيين- لا مانع- ومرشدهم لا يزال يهوى إيران وآياتها، ويعتقد أن الشيعة مذهب من مذاهب المسلمين، وأن الرافضة مسلمون.
8- ولأنّ البغدادي هو خليفة المسلمين، والجولاني خارج عن الطاعة ومفارق للجماعة وميتته جاهلية، وقد أهدر دمه، واحتل مقارّه في الشمال السوري واستولى على أكثر كتائبه مما جعل الجولاني يستفتي أصحابه بحلّ قتال البغداد إن هاجمه بقوة السلاح!!
9- ولأنّ الجاميين يشترطون في دعمهم أن لا يكون المتلقي للدعم إخوانياً أو قاعدياً أو جبهوياً، ولا بأس إن كان علمانياً أو حرامي ابن حرامي!!
10- ولأنّ مصر مشغولة بالبلطجة والبلطجية، حتى أصبح حديث الشغل عندهم: “رايح اشتغل بلطجة”. وكثرة كاثرة، وملايين مملينة، يتحدى دينهم ومعتقدهم شرذمة من حزب الشيطان.. ولما لا وهم لم يتخلصوا بعد من عهد الفاطميين، ولم يتخلصوا منهم إلا بمخلص سوري “صلاح الدين” وهذا أوان انتقام الباطنية من أحفاده في سوريا!!.
من أجل هذا وذاك قال الدجال الأصغر لأتباعه: “كما كنت أعدكم بالنصر دائماً.. أعدكم بالنصر مجدداً” أي في (القصير) وعلى أتباع خالد بن الوليد قاهر الفرس والروم معاً.
وبالرغم من هذا وذاك، فإني أحسن الظن بالله، وأعتقد جازماً أنه سبحانه ناصرنا بفضله ومنّه وكرمه بما شاء وكيف شاء “ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم” [الروم: 4-5].

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
10,000المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة